د. مخلص الصيادي
جعله الله خاتمة أداء فريضة الحج الركن الخامس من أركان الاسلام ، كل عام وأنتم بخير. أنتم وأهليكم وأحبائكم. والمسلمين جميعا، أدعو الله أن يمتعكم بالصحة والعافية والرضا والرضوان، أدعو لكم بما أدعوه لنفسي وأهلي وأزيد في الدعاء وألح، فأنت أهل لذلك.
أدعو بهذه المناسبة المباركة لبلادنا وأوطاننا ولشعوبنا أن يبدل الله حالنا إلى أحسن حال، وأن يجبر خواطرنا ، ويحقق أمانينا.
عيد مبارك، يشعر المسلم بعظمته كلما نظر في أفواج الحجيج، من كل حدب وكل صوب، أعمارا، وأجناسا، وألوانا، ولغات، وحدهم هذا الدين، وجمعتهم هذه المناسك والأماكن، بلباسهم الموحد، ووجهتهم إلى جهة واحدة في السماء والأرض، يقودهم كتاب واحد، ويقيمون شعائرهم بلغة واحدة، مهما كانت لغة أحدهم.
مشهد لا تجد له على وجه الأرض شبيها، يعطينا الدرس الأول، والدرس الخالد:” وإن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاعبدون” الأنبياء / ٩٢.
هذا هو العيد، ولهذه الطبيعة نحتفل بقدومه ونفرح، ونعتبره محطة أقامها الله لنا، نستنشق فيها عبق الوعد الالهي الخالد بالنصر لعباده، فلا نيأس مهما اشتدت الظلمات، وقويت شوكة الأعداء.
هذا هو العيد، عيد الأضحى، عيد الفداء.
ودائما نرفع أيدينا بالدعاء لكم. كل عام وأنتم بخير، كل عام وأنتم بحفظ الرحمن ورعايته، ورجاء لربنا أن يجمعنا وإياكم على صعيد عرفات الطاهر، في الأعوام القادمة.