د. مخلص الصيادي
هناك نقاط يجب مراجعتها: أولا: “العرب السنة” في سوريا، حسب التعبير المستخدم، ليسوا طيفا من الأطياف السورية، لا يقال طيف عن أغلبية كبيرة تعد أكثر من 70% من الشعب السوري.
ثانيا : حجم قسد لا يمكن قياسه والاطمئنان للقول بأنها تمثل غالبية الكرد السوريين، ذلك أن مصطلح” الكرد السوريين”، مصطلح يصبح وفق ما طرح في الحلقة “غير معرف”، فكثير مما يقاتل مع قسد كرد غير سوريين من وجهة نظرنا، لكنهم من وجهة نظر قسد كرد في منطقة روجآفا حسب التعبير الكردي ، فكيف يمكن حساب الوضع وإصدار ذلك الحكم.
ثالثا: الحديث عن العملية العسكرية التركية المرتقبة شرق الفرات فيه توصيف مبتسر. إذ يصح وصفها أو وصف أمثالها بأنه هجوم تركي على روجآفا، واهتمامنا بهذه العملية ليس فقط لأنها تجري على أرض سورية وإنما لأسباب عدة:
1- منها أنها تجري على أرض سوريا، وليس على أرض روجآفا، إن الأخذ بهذه التسمية هو اعتراف بشيء غير حقيقي وغير شرعي، ولا تحميه وتقيمه إلا القوة، حتى القائلين به لم يستطيعوا بعد أن يضعوا حدودا له.
2- ومنها أن هذه الأرض يعمرها ويقيم فيها سوريون، وبالتالي فإن المعارك سوف تطالهم، وسوف تؤثر على حياتهم، وقد تدفعهم إلى النزوح.
3- ومنها أن هذه العملية سيشارك فيها سوريون وهم من يشكل ” الجيش الوطني”، الذي يعمل تحت توجيه وسيطرة القوات التركية، وهم جزء من الشعب السوري وجزء من مكونات الثورة السورية، ومهما اختلف حول هذا المكون فهو أقرب وأكثر ارتباطا بسوريا من قسد ومكوناتها.
4- ثم إن هذه العملية تصب في إطار ما يعرفه الأتراك ب ” الأمن القومي التركي”، وبغض النظر عن المدى فهو أمن لابد للسوريين أن يراعوه في أي مرحلة قادمة، في أي تسوية يتم التوصل إليها للملف السوري.
5- وأخيرا فإن ما يعلنه الجانب التركي عن سعيه لإعادة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى مناطق السيطرة التركية في سوريا، سيعني الكثير في معادلة الصراع.
رابعا: وأخيرا علينا الانتباه بأن قسد التي تعرف نفسها بأنها كردية – سورية، أي تضع الانتماء العرقي سابق عن الانتماء الوطني، فإن هذا يعني أن الانتماء العرقي هو المتحكم بالانتماء “الوطني”، والحاكم له، وهذا هو مربط الفرس لأنه هو المعنى الحقيقي للانفصالية الكردية، ويصبح معها كل طرح عن وطنية سورية طرح مخادع، أو على أحسن تقدير طرح مرحلي تكتيكي، لا يصح الانخداع به.