يتخوف الأهالي في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، من سيناريو عسكري يحاكي ما حصل في مدينة طفس، في أعقاب التعزيزات العسكرية التي دفع بها جيش النظام إلى أطراف المدينة، التي منعت المزارعين والعمال من التوجه نحو مناطق عملهم في جزئها الجنوبي الغربي.
وقالت مصادر محلية ل “المدن”، إن التعزيزات التي ضمّت عشرات الجنود وآليات نقل الجند ودبابتين، المستقدمة من ثكنات النظام في تل الجابية شمال غرب جاسم، تمركزت بين الأخيرة وبلدة نمر المجاورة، وفي منطقة المزيرعة شمال المدينة، مضيفةً أنها نفذت انتشاراً في مزارع قرب المنطقة، وقامت بتثبيت نقطة عسكرية تحوي دبابة، منعت المزارعين من الدخول والخروج إلى أراضيهم، وكذلك العمال.
ولفتت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية بدأت بسؤال المزارعين هناك عن بعض الأسماء المحددة، ضمنهم الأسماء التي غادرت نحو الشمال السوري في 2018، مرجحةً أن السؤال كان بهدف تجهيز قائمة مطلوبين للمطالبة بخروجهم على غرار ما حدث في مدينة طفس في وقت سابق.
وكانت قوات النظام نفّذت حملة عسكرية محدودة في الجزء الجنوبي الغربي من طفس، سبقها الدفع بتعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة وإقامة نقاط عسكرية في ذلك الجزء، إلا أن الحملة التي استمرت لنحو أسبوعين، انتهت في منتصف آب/أغسطس، باتفاق توصل إليه الوجهاء في لجنة التفاوض، مع ضباط النظام باللجنة الأمنية، يقضي بتثبيت نقطة عسكرية ثم الانسحاب منها بالقرب من المشفى الوطني، إضافة إلى إجراء عمليات تفتيش في أحياء المدينة الغربية، برعاية روسية.
وقال تجمع “أحرار حوران” إن قوات النظام تمركزت في منطقة الصيرة شمالي جاسم وفي بعض المزارع غربها، موضحاً أنها أجرت عملية تفتيش دقيقة، استخدمت خلالها “طائرات مسيّرة صغيرة الحجم للرصد في محيط النقطة العسكرية”. وأضاف أن تلك القوات منعت المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، تزامناً مع منع المتواجدين منهم في الأراضي الزراعية من مغادرتها.
وأكد التجمع أن ضباط النظام لم يرسلوا أي مطالب لوجهاء المدينة، موضحاً أنها قد تواجه مصير طفس، بعد أن تمكن الأمن العسكري من قتل أبرز معارضي النظام وحليفه الايراني، القيادي خلدون الزعبي.
وسبق لقوات النظام أن حاولت خلال حملة عسكرية الدخول إلى جاسم في آذار/مارس، بعد فشل جهاز أمن الدولة الذي كان رأس الحربة في الاقتحام، بالتوصل إلى اتفاق مع وجهاء المدينة. إلا أن الحملة لم يكتب لها النجاح، بسبب المقاومة العنيفة التي أبداها مقاتلون محليون من فصائل المعارضة سابقاً، أوقعوا قتلى وجرحى على إثرها، عدا عن إعطاب آليات تابعة للحملة، ما دفع رئيس الجهاز عقاب صقر للرضوخ لشروط التهدئة التي وضعها “اللواء الثامن” المدعوم من قبل روسيا، ثم معاقبة النظام لصقر، ونقله إلى دمشق، بسبب فشل الحملة.
المصدر: المدن