وقفتُ أنظرُ في ألوانِ خارطتي
فهالني الدمعُ والأشلاءُ والخطرُ
وهزَّني منظرُ الجدرانِ راكعةً
والموتُ من تحتها يمشي ويدَّثِرُ
هذي العماراتُ سَكْرى في مجالسها
فيها النوافذُ والأبوابُ تنتحرُ
يُغادرُ الحبُّ أدناها بنازلةٍ
ويمتطي القهرُ أعلاها وينتصرُ
نافورةُ الماءِ نامت في مداخِلها
والنارُ ألسنةٌ تخبُو وتَسْتَعِرُ
في الغربِ منها تماثيلٌ محنطةٌ
تنهى وتأمرُ بالأوزارِ تفتخرُ
والشرقُ يَرقُدُ في أحزانه كمداً
من الضغائنِ لا تبقي ولا تذرُ
وفي الجنوبِ حماقاتٌ يضيقُ بها
صدرُ الحليمِ وموجُ البحرِ والضجرُ
وفي الشمالِ مآسٍ لا حدود لها
في كفِها الغدرُ والإرهابُ والكدرُ
والقلبُ فيها شرايينٌ مُقَطَعَةٌ
فيها الدماءُ حيارى كيف تنتشرُ؟!
روائحُ الظُلمِ لحنٌ في حماقتنا
والجاهليةُ في أفعالنا وَتَرُ
يا أمةً مَزقَ الأعداءُ موطنَها
حتى هرمتِ وبانَ الشيبُ والكَبَرُ
قومي لدوركِ فالأنواءُ عاصفةٌ
من كل صوبٍ وضوءُ الشمسِ ينتظرُ
أُمَّاً تجمَعَ أهلوها لنجدَتِها
سُمْرُ السواعدِ في وقفاتهم ظَفَرُ
إنا على العهدِ يا أحرارَ أُمَتِنا
أنْ نكسرَ القيدَ والأحلامُ تنتِصِرُ
محمد عصام علوش رُوي أنَّ هذه العبارة وردت أوَّلَ ما وردت على لسان الشَّاعر أبي الفتح محمد بن محمود بن...
Read more