وضع الاتحاد السياسي الروسي البيلاروسي خلال العقد الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عدداً من السوابق الخطيرة المرتبطة منطقياً ببعضها البعض. تولى الجنرال سيرغي سوروفيكين المعروف بلقب الجزار السوري قيادة القوات المشتركة في أوكرانيا. وسرعان ما أنشئت مجموعة مشتركة من القوات الروسية البيلاروسية التي يقودها بحكم الأمر الواقع سوروفيكين المذكور أعلاه. شنت روسيا في 10-11 تشرين الأول/ أكتوبر ضربات جوية لم يسبق لها مثيل طوال مدة الحرب على المدن الأوكرانية حيث أطلقت أكثر من 130 صاروخاً استهدف بنية تحتية مدنية حصراً. في هذه الأثناء اتهم الرئيس البلاروسي لوكاشينكو أوكرانيا بالاستعداد لمهاجمة بيلاروس بينما صرح رئيس المخابرات البيلاروسية بأنه تجري تدريبات إرهابيين على أراضي أوكرانيا. تشير هذه الخطابات إلى أن روسيا ضمت عملياً بيلاروس محافظة على الحدود الرسمية معها شكلياً، وفي الحقيقة ليس لوكاشينكو الذي يقود الجيش البيلاروسي بل القيادة العليا الروسية. على المستوى السياسي تكرر بيلاروس سرديات بوتين عن الإرهابيين وأكاذيب الكرملين. دعم لوكاشينكو روسيا مورداً لها 20 دبابة لإرسالها إلى أوكرانيا. يدفع بوتين لوكاشينكا لخوض الحرب على أوكرانيا. ورغم أن الديكتاتور البيلاروسي يدرك أن تورطه في الحرب سيضع حداً لحكمه، فإنه لا يستبعد غزو بيلاروس لأوكرانيا لأن مينسك أصبحت وكيلاً مطلقاً للكرملين بكل معنى هذه الكلمة.
يشكل ذلك خطراً على أوروبا لأن بيلاروس تتهم بشكل منهجي الغرب والناتو بنوايا غير ودية وتصفها على أنها تهديد لوجود بيلاروس. تشهد أوروبا حالياً تشكيل محور جديد للشر على حدودها الشرقية يضم روسيا وبيلاروس يحدق بالاتحاد الأوروبي. وفي هذا السياق يعد دفاع أوكرانيا عن سيادتها غاية في الأهمية. وفي حال انتصر بوتين ستواجه أوروبا قريباً حرباً كبرى في تلك المناطق التي كانت ذات يوم جزءاً من مجال نفوذ الاتحاد السوفيتي.
المصدر: الخارجية الاوكرانية