المنهجية
قرية سجير، إدلب
غابة الباسل، إدلب
مشفى الإحسان (أو مشفى عدي) في …
مشفى الشفاء في عفرين
مشفى وسيم حسينو، كفر تخاريم
التحليل القانوني
الخلاصة
الملاحق
مقدمة
منذ أن تحولت التظاهرات السورية إلى نزاع مسلح، دأبت الحكومة السورية وحلفاؤها على الاستهداف المنهجي للطواقم والمنشآت الطبية في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وحقق المركز السوري للعدالة والمساءلة في تقرير سابق في الغارات المترادفة التي يتم فيها توجيه ضربة أولية تستهدف موقعا محددا، قبل أن تُردف بأخرى على الموقع نفسه بفاصل زمني قصير كي تستهدف المدنيين والطواقم الطبية عقب وصولهم إلى عين المكان بين الضربات. 1 وبعد التحقق من أن استخدام الضربات والغارات المترادفة يشكل استراتيجية عسكرية تطبقها الحكومة السورية وحلفاؤها بانتظام، تقصّى فريق التحقيق في المركز أنماطا يتخللها استخدام أساليب مشابهة وتكتيك مماثل ضد المشافي.
يحقق التقرير الحالي في شكل آخر من الغارات المترادفة المعتادة. وحرصت الحكومة السورية وحلفاؤها في مثل هذا النوع من الهجمات على ضرب موقع محدد بادئ الأمر، تُسفر عن إصابة أشخاصٍ يهرع المسعفون لنقلهم إلى أحد المشافي القريبة. ثم تتعمد الحكومة السورية وحلفاؤها استهداف المشفى الذي نُقل إليه المصابون في الضربة الأولية، لتُفاقم حجم الضرر الذي يلحق بالمصابين والطواقم والمرافق والمنشآت الطبية إلى أقصى قدر ممكن. يورد التقرير التالي التفاصيل التي توصّل إليها فريق التحقيق في المركز السوري للعدالة والمساءلة، ويشير إلى أن الضربات نُفذت كي تلحق أذى متعمدا بالأشخاص والأعيان التي يوفر القانون الدولي الإنساني الحماية لها، وتحديدا الطواقم والمنشآت الطبية، بدلا من أن تستهدف عدوا محددا بشكل واضح. وتشكل هذه الضربات انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي يرقى إلى مستوى جرائم الحرب. وعلاوة على ذلك، تشير الطبيعة المنهجية لتلك الضربات إلى أنها تأتي ضمن سياق استراتيجية عسكرية مدروسة تولت إعدادها القياداتُ على أعلى المستويات، لا أفرادٌ من القادة العسكريين.
المنهجية
كشف المركز السوري للعدالة والمساءلة الغطاء عن وثائق للحكومة السورية تصف استخدام ضربات مترادفة وبشكل متوالٍ في وقت مبكر من النزاع، تبتدئها ضد أهداف مدنية أو عسكرية، ثم تُتبعها بمشفى رسمي أو ميداني. تُبيّن هذه الوثائق التطوير المتعمد لهذا التكتيك باعتباره ممارسة ممنهجة تستخدمها القوات الحكومية. وتصف هذه الوثائق الحكومية الواقعتين الأوليَيْن اللتين تحرّاهما التقرير، في قرية سيجر وغابة الباسل في إدلب.
وبالنسبة للوقائع الثلاث المتبقية، تقصى محققو المصادر المفتوحة في المركز السوري للعدالة والمساءلة مجموعة من الضربات المترادفة التي توالت ضد المشافي على مر سنوات النزاع في سوريا. استخدم الفريق قاعدة بيانات المركز السوري للعدالة والمساءلة، والتي أُطلق عليها اسم “بيانات”، لإيجاد وتبويب المعلومات التي جُمعت من منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وصور الأقمار الصناعية. وعقب التحقق من نوع الضربة التي نُفذت، أجرى فريق التحقيق في المركز تقييما لكل حالة بالتحقق من ثلاثة عناصر للتأكد من توقيت الضربة، وموقعها، وهدفها. وتحقق الفريق أولا من موقع المشفى، وحدد طبيعة المبنى المستهدف بالهجوم، وأكد استهداف المبنى بشكل مباشر؛ وثانيا، تحقق الفريق من وقوع ضربة أولية قُبيل استهداف المشفى، وحدد الموقع الجغرافي للضربة الأولى كي يؤكد أنها وقعت على مقربة من المشفى المعني.
كما استخدم الفريق كلما أمكنه ذلك تقنية تحديد توقيت التقاط مقطع الفيديو أو الصورة “chronolocation” للتحقق من أن الضربة الأولية قد وقعت فعلا قُبيل استهداف المشفى بالضربة التالية. واستخدم الفريق لهذا الغرض أداة “SunCalc” من أجل الجمع ما بين الموقع الجغرافي، وقياس طول الظل في كل صورة من خلال تحديد موضع الظلال والشمس، والتي تَستخدم في هذه الحالة صورة ثابتة من اللقطات المصورة المفتوحة المصدر الخاصة بكل واقعة، ولتحديد الوقت الذي التُقطت فيه الصورة في موقع معين. وإذا لم تتوفر صور مفتوحة المصدر للضربة الأولية، قرر الفريق حينها أن يعتمد على روايات الشهود، وإجراء مقابلات مع أفراد الطواقم الطبية والمرضى الذين كانوا في المشفى وقت وقوع الضربة التالية.
حدد المركز السوري للعدالة والمساءلة إحدى عشرة واقعة يبدو أنها تتلاءم مع هذا النمط. ويلقي التقرير الحالي نظرة عامة على عملية تحقيق وتحري خمس من تلك الحالات: قرية سيجر، وغابة الباسل في إدلب، ومشفى الإحسان/ أو مشفى عدي الحسين في سراقب، ومشفى الشفاء في عفرين، ومشفى وسيم حسينو في كفرتخاريم.
قرية سجير، إدلب
تصف وثيقة للحكومة السورية ضربة نفذتها مدفعية القوات الحكومية ضد “الإرهابيين” (وهو مصطلح تستخدمه الحكومة السورية لوصف أي مقاتلين من صفوف المجموعات المسلحة المعارضة أو المدنيين المقيمين في مناطق سيطرة المعارضة)، في قرية مرتين في الساعة 9:04 حسب التوقيت المحلي من مساء 10 أيلول/سبتمبر 2013. ومرّر أحد مخبري القوات الحكومية معلومة تفيد بأن سيارة إسعاف نقلت المصابين في هذا الهجوم إلى مشفى ميداني يقع في مدرسة في قرية سيجر. ثم حددت القوات الحكومية موقع هذا المبنى في الساعة 11:39 مساءً لشن هجوم عليه وقتل المصابين من مقاتلي المعارضة إضافة إلى أفراد الطاقم الطبي. وذُيّلت هذه الوثيقة بملاحظة تفيد بأنه سيُتبع هذا التقرير بإرسال واحد آخر يبيّن مغبّات هذا الهجوم على المشفى الميداني، مما يشير إلى أن القوات الحكومية السورية كانت مهتمة بتطوير هذا التكتيك وشحذه لاستخدامه مستقبلًا.
غابة الباسل، إدلب
تصف وثيقة أخرى مزيدًا من استخدام هذه الممارسة واسترسالًا في توضيحها. ففي الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي بعد ظهر يوم 12 تشرين الأول/أكتوبر 2013، حددت قوات الحكومة السورية موقع مجموعة من مقاتلي المعارضة واستهدفتهم على الطريق الذي يربط مدينة إدلب بسجن إدلب المركزي. وتمكنت القوات الحكومية من تعقب تحركات مقاتلي المعارضة المصابين إلى مشفى ميداني شمال استراحة الحافظ في غابة الباسل. وبعد تحديد المبنى الذي يحوي المشفى الميداني، استهدفته القوات الحكومية بهجوم أفضى إلى مقتل اثني عشر شخصًا وإصابات أكثر.
مشفى الإحسان (أو مشفى عدي) في
سراقب
حدد فريق المركز السوري للعدالة والمساءلة مقاطع الفيديو توثق آثار غارتين جويتين مترادفتين استهدفتا مدينة سراقب في محافظة إدلب صباح يوم 29 كانون الثاني/ يناير 2018. تُظهر مقاطع الفيديو التي حددها المركز آثار ضربة جوية على السوق بالإضافة إلى البيئة العمرانية المحيطة به من أكشاك ولوحات إعلانية. وساعدت تلك العلامات الفارقة في التعرف على طبيعة الضربة وتحديد موقعها جغرافيا. 2
أتاح تحليل مقاطع الفيديو هذه لفريق التحقيق في المركز أن يحدد توقيت الضربتين، ويثبت أن الضربة التي استهدفت سوق البطاطا وقعت قبل استهداف مشفى الإحسان في الضربة الثانية.
وعقب التأكد من الموقع الجغرافي لهذه الضربة بناء على هذه الصور، استخدم فريق التحقيق في المركز أداة “SunCalc” لفحص موقع الشمس والظلال من خلال انعكاس ظل الشخص (الظاهر في الصورة في الأسفل) في سوق البطاطا. وأجرى المركز مقارنة باستخدام الأداة لمعرفة نسبة طول الشخص إلى طول ظله. وأتاحت هذه المعلومة وتاريخُ وقوع الضربة للمركز أن يقطع بأن موعد تصوير مقطع الفيديو كان في الساعة 10 صباحا بالتوقيت المحلي.
أجرى المركز السوري للعدالة والمساءلة مقابلة مع ناشط مدني معروف باسم “مرصد 80″، ويعمل في مرصد يُعنى باعتراض إشارات البث اللاسلكي من أجل تحذير المدنيين وسيارات الإسعاف من وقوع ضربات جوية وشيكة. ويزعم مرصد 80 أن طائرة روسية من طراز سوخوي-24 انطلقت من قاعدة “تي فور” في حمص، ونفذت غارة استهدفت سوق البطاطا عند الساعة 9:55 صباحا بالتوقيت المحلي. ويؤيد هذا الدليلَ روايةُ منظمة أطباء بلا حدود التي تحدثت عن استهداف سوق البطاطا بضربة جوية صباح يوم 29 كانون الثاني/ يناير 2018، أدت إلى مقتل 11 مدنيا وإصابة آخرين. 3
ووفقا لما أفاد به ذلك الناشط، نُقل عدد من المصابين من موقع الضربة من أجل تلقي العلاج في مشفى الإحسان المعروف أيضا باسم مشفى عدي. ويؤيد ذلك روايةُ منظمة أطباء بلا حدود للواقعة. 4
مشفى الإحسان
الصورة لمركز إدلب الإعلامي
وفي حوالي الساعة 10:20 صباحا، استُهدف مشفى الإحسان بضربتين. ويزعم مرصد 80 أن البراميل المتفجرة استُخدمت في الضربتين اللتين نفذتهما طائرةٌ مروحيةٌ أقلعت من مطار النيرب العسكري الذي كان في قبضة قوات الحكومة السورية وحلفائها. ويؤيد ذلك بياناتُ المراقبة التي حصلت عليها منظمة (الحروب الجوية) “Airwars”. كما يُظهر مقطعا فيديو حصل عليها المركز آثار الهجوم على مشفى الإحسان. ويزعم المصور في أحد المقطعين أن بعضا ممن كانوا يتلقون العلاج في المشفى في تلك الأثناء أُصيبوا في ضربة استهدفت سوق البطاطا، بالإضافة إلى إصابة بعض أفراد الطواقم الطبية في الضربة التي استهدفت المشفى. 5
مشفى الإحسان
الصورة لمركز إدلب الإعلامي
كما يؤيد التحقيق الذي أجراه المركز السوري للعدالة والمساءلة رواية منظمة أطباء بلا حدود حول هذه الضربة الجوية. فوفقا لرواية المنظمة، دمرت الضربة قاعة الاستقبال في المشفى، وإحدى سيارات الإسعاف، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، وجرح أفراد من الطواقم الطبية وغيرهم من المدنيين. 6 وأدت الضربة الثانية إلى إغلاق المشفى وحرمان 50 ألف نسمة من سكان سراقب ومناطق شرقي محافظة إدلب من الحصول على خدمات الرعاية الطبية التي يقدمها. 7
يشير استقصاء أجرته منظمة Airwars بشأن التغطية الإعلامية إلى أن جميع المصادر تنسب الضربة الجوية إلى الجيش الروسي، على الرغم من أن بيانات المراقبة التي حصلت عليها الشركة تشير إلى أنه لم يتم التعرف على الطائرة المروحية. 8 ولكن تشير الأدلة في مجموعها بقوة إلى مسؤولية القوات السورية، أو الجيش الروسي عن هذا الهجوم لا سيما في ضوء الأدلة المتعلقة بموقع الهدف، وإقلاع الطائرة المروحية من قاعدة عسكرية تابعة للحكومة السورية.
يربط الطريق ب 60 بين سوق البطاطا ومشفى الإحسان. وبناء على بيانات الموقع الجغرافي التي تم التحقق منها كما ورد أعلاه، لا يبعد سوق البطاطا عن موقع المشفى أكثر من 2.2 كم. ويشير هذا الأمر إلى أنه كان لدى فرق الاستجابة الأولية الوقت الكافي لنقل مصابي الهجوم على السوق إلى المشفى بين الساعة 10 صباحا، أي وقت وصول المسعفين إلى موقع الضربة الأولى، والساعة 10:20 صباحا، وهو الوقت الذي أشارت منظمة أطباء بلا حدود إليه على أنه وقت استهداف مشفى الإحسان بالضربة الثانية.
باستخدام نفس الطريقة الموصوفة آنفا، تمكن المركز السوري للعدالة والمساءلة من تحديد الساعة 11:20 صباحا على أنها التوقيت الذي تم فيه تصوير مقطع الفيديو المعني بالواقعة، وذلك من خلال الاستعانة بالمعلومات التي يكشف عنها ظل أحد المارة (الظاهر في الأسفل) في موقع المشفى. ويشير ذلك إلى أن تدخل فرق الاستجابة الأولية عقب الضربة التي استهدفت المشفى جاء بعد وقت ليس بقليل من توقيت وقوع الضربة الأولى على السوق، ووصول الفرق إلى الموقع، وهو ما يؤكد أن الضربتين كانتا مترادفتين.
وتؤيد المقابلة التي أُجريت بالفيديو مع د. علي الفرج نائب مدير المشفى تلك الرواية. وأشار د. علي في المقابلة إلى أن الضربة على السوق سبقت الهجوم على المشفى. 9 كما أشار إلى أن الضربة التي استهدفت المشفى أوقعت إصابات كثيرة، وأصبح المشفى خارج الخدمة جراء الضربة. وفي مقابلة أجراها المركز السوري للعدالة والمساءلة مع أحد فنييّ المختبر في المشفى، أكد ذلك الشخص أن الضربة الأولى استهدفت السوق قبل أن تستهدف الضربةُ الثانيةُ مشفى الإحسان.
مشفى الشفاء في عفرين
استُهدف مشفى الشفاء في عفرين بمحافظة حلب بضربة في 12 حزيران/ يونيو 2021. تمكن فريق التحقيق في المركز السوري للعدالة والمساءلة من تحديد مقاطع الفيديو ذات الصلة والتي تم رفعها على منصات التواصل الاجتماعي بتاريخ 12 حزيران/ يونيو 2021، وتظهر وقوع عدة ضربات متزامنة استهدفت مدينة عفرين. 10
أتاح هذا الفيديو لمحققي المركز السوري للعدالة والمساءلة استخدام تقنية تحديد توقيت تصوير المقطع، وأكدوا أن الضربة وقعت في حوالي الساعة 6:00 مساء بالتوقيت المحلي.
يؤيد هذا الدليل التقارير التي أوردها عدد من منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام. وأوردت الجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز” أن الضربة الأولية وقعت في حدود الساعة 6 مساء، وشهدت سقوط قذيفة صاروخية على بعد 100 متر من المشفى. 11 وبناء على التحقيقات التي أجرتها منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، والدفاع المدني السوري، ومنظمة Airwars، أُطلقت قذيفة مدفعية من مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وكانت فيها أيضا قوات تابعة للحكومة السورية والجيش الروسي. 12 وأوقعت الضربة الأولى عددا من الإصابات في صفوف المدنيين وفق ما أفادت به منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، وتم نقل الكثير من أولئك الجرحى إلى مشفى الشفاء. 13
في حوالي الساعة 7:15 مساء، وقعت الضربة الثانية بقذيفة صاروخية أيضا وأصابت مبنى المشفى. يُظهر عدد من مقاطع الفيديو الآثار الناجمة عن سقوط تلك القذيفة. 14 ويزعم أحد الشهود في أحد تلك المقاطع أن الضربة أوقعت قتلى في صفوف المدنيين والطواقم الطبية. 15 ويؤيد هذا الدليلُ مجددا محتوى الروايات الواردة من منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام بهذا الخصوص. ووفقا لروايات منظمات، “Airwars”، و”سامز”، وسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، والدفاع المدني السوري، وقعت الضربة الثانية في حدود الساعة 7:15 مساء حيث سقطت قذيفتان على المشفى ودمرتا قسم الطوارئ وغرفة الوضع والولادة. 16
وفقا لما أشار إليه التحقيق المعمق الذي أجرته منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة حول هذه الضربة تحديدا، يمكن أن تكون منظومة إطلاق القذائف المدفعية أو راجمة الصواريخ التي أطلقت هذه الموجة من الضربات غير دقيقة التوجيه. 17 ولكن فريق التحقيق في المركز السوري للعدالة والمساءلة أكد عدم وجود أهداف عسكرية مشروعة في محيط مبنى المشفى. كما يُظهر استخدامُ هذا النوع من الأسلحة ضد منطقة تؤوي منشأة طبية، والفارقُ الزمني القصير جدا الذي يفصل هذه الضربة عن الضربة الأولى التي استهدفت أعيانا مدنية، وجود رغبة، على أقل تقدير، في شن أعمال عسكرية عشوائية تعرض المدنيين والمصابين، والطواقم الطبية، والمباني المدنية والطبية لخطر شديد جراء ما قد يلحق بها من أضرار جانبية.
مشفى وسيم حسينو، كفر تخاريم
حدد فريق تحقيق المركز عددا من مقاطع الفيديو التي وثقت آثار غارة جوية بتاريخ 25 نيسان/ أبريل 2017 استهدفت مشفى وسيم حسينو في كفر تخاريم بمحافظة إدلب. وجزم المركز بأن الهجوم وقع عقب غارة جوية أولية استهدفت منطقة الدويلة القريبة. ولا تتوفر أدلة مرئية توثق الهجوم على منطقة الدويلة، كما يستحيل التحقق بشكل مستقل من توقيت وقوع الضربة الثانية على مشفى وسيم حسينو نظرا لأن القصف وقع ليلا. ولكن تتسق رواياتُ شهود العيان على الغارة الجوية التي استهدفت المشفى، ومحتوى المقابلات التي أجراها المركز السوري للعدالة والمساءلة مع التقارير الإعلامية الواردة، والتحقيق الذي أجرته منظمة Airwars بهذا الخصوص.
قاعدة حميميم
يُوضح عدد من مقاطع الفيديو آثار الضربة التي استهدفت مشفى وسيم حسينو. ويزعم أحد الشهود الذي يظهر في مقطع فيديو تم رفعه على موقع يوتيوب من قبل الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن غارات جوية أصابت مكانًا قريبًا من المشفى بحلول الساعة 12:30 بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي، وجرى عقب ذلك إخلاء الجرحى المدنيين إلى مشفى وسيم حسينو. 18 وأجرى المركز السوري للعدالة والمساءلة مقابلة مع الناشط “مرصد 80” بخصوص هذه الضربة تحديدا. وزعم الناشط أن طائرة روسية من طراز سوخوي 24 قد انطلقت من قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية لتنفيذ الهجوم، وأكد أنه تم نقل مصابي الضربة الأولى إلى مشفى وسيم حسينو في كفر تخاريم القريبة من الموقع. تؤيد هذه الرواية ما جاء في تحقيق منظمة Airwars الذي يشير إلى أن جميع المصادر الإعلامية تُجمِعُ على عزوِ المسؤولية عن الهجوم إلى القوات الروسية. 19 كما أن الجيش السوري يفتقر عموما إلى القدرة على شن ضربات جوية ليلا، وهو ما يعزز فعليا من الميل باتجاه تحميل القوات الروسية المسؤولية عن الهجوم. 20
وفقا لما يوضحه مقطع الفيديو الذي تم رفعه على موقع يوتيوب، استهدفت غارة جوية المشفى في حوالي الساعة 2 فجرا بالتوقيت المحلي بأسلحة فراغية دمرت المنشأة الطبية وعددا من مركبات الإسعاف، وجرحت مدنيين وأفرادا من الطواقم الطبية. 21 ويصر الناشط “مرصد 80” على أن طائرة روسية هي من شنت الغارة التالية. ويزعم أحد أفراد طواقم الدفاع المدني السوري في مقطع فيديو آخر أن الصواريخ الفراغية أصابت المشفى وأوقعت خسائر وإصابات في صفوف المدنيين، وأخرجت المشفى من الخدمة. 22 كما تشير منظمة Airwars على نحو مشابه إلى وجود إجماع بين وسائل الإعلام على تحميل روسيا المسؤولية عن الهجوم. 23 وتشير بيانات المراقبة التي حصلت عليها منظمة Airwars إلى أن ثلاث طائرات روسية شوهدت تحوم فوق المنطقة، فضلا عن رصد ثلاث مُسَيَّراتٍ تحلق على مقربة من المكان.
كما يؤيد هذه الرواية محتوى المقابلة التي أجراها المركز السوري للعدالة والمساءلة مع جراح العظام ومدير المشفى الذي أفاد على حد قوله بأن المشفى قد تم استهدافه سابقا، وهو ما يشير إلى أن الحكومة السورية والقوات الروسية تعرف موقعه، وتعمدت استهدافه بالضربة لا لشيء سوى لتفاقم حجم الضرر الذي عزمت إلى إلحاقه بالمدنيين. وسبق للمركز وأن أعد تقريرا عن آلية الأمم المتحدة لتفادي التضارب والاشتباك، منوها بأن الآلية تلزم المشافي بتزويدها بإحداثيات مواقعها كشرط لحصولها على المساعدات الإنسانية، وجرى إطلاع القوات الروسية على تلك الإحداثيات. 24 وأكد هذا الطبيب أن الضربة استهدفت المشفى عند حوالي الساعة 2 فجرا بالتوقيت المحلي بتاريخ 25 نيسان/ أبريل 2017 عقب الهجوم الذي استهدف منطقة الدويلة. كما زعم الطبيب أن الهجوم أسفر عن تدمير وإتلاف بوابة المشفى، وغرف العمليات، والمولد الكهربائي الرئيسي، والمستودع، وسيارتيّ إسعاف، وأصبح المشفى خارج الخدمة.
كما توافق هذه الرواية نتائج التحقيق الذي أجرته منظمة Airwars، ويشير إلى إجماع وسائل الإعلام على تحميل القوات الروسية المسؤولية عن هذا الهجوم. 25
التحليل القانوني
في تموز/ يوليو 2012، صنفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر النزاع في سوريا رسميا على أنه نزاع مسلح غير دولي بين الحكومة السورية، وجماعات المعارضة المسلحة. 26 ويُلزم هذا التصنيف أطراف النزاع باحترام أحكام القانون الدولي الإنساني. ولكن تعكس الضربات التي استهدفت أعيانا مدنية وطبية وترد تفاصيلها في التقرير الحالي وجود نزاع مسلح تجاهلت الأطرافُ المتحاربةُ فيه التزاماتها المترتبة عليها بموجب القانون الدولي الإنساني، لا سيما عدم احترام مبادئ التمييز وتحديد نطاق الهجوم، التي يلزم منها التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وحماية الأعيان المدنية. 27
ويوفر القانون الدولي الإنساني أشكالا خاصة من الحماية للجهات الفاعلة الإنسانية، وتحديدا الطواقم الطبية. ويجب احترام الصفة المدنية لأدوارهم، ومنح أفراد الطواقم الطبية كافة المساعدات الممكنة لأداء واجباتهم. 28 ولا يجوز بأي حال من الأحوال معاقبة أفراد طواقم العمل الإنساني والطبي على علاج المرضى والجرحى. 29 كما أنه يتعين احترام جميع الوحدات الطبية وسيارات الإسعاف وتوفير الحماية لها. ولا يجوز الاعتداء على الطواقم الطبية أو عرقلة عملهم بحيث لا يكونوا هم أو الجرحى الذين يسعفونهم عرضة لتبعات خطيرة جراء ذلك. 30 وتشكل هذه الهجمات انتهاكا صارخا لتلك المبادئ. 31
كما تشكل الضربات التي تستهدف المشافي انتهاكا للحظر الذي يفرضه القانون الدولي الإنساني على استهداف المنشآت الطبية. وتشكل الضربات التي تستهدف المشافي وغيرها من المنشآت الطبية “انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي… كما أن استهداف أي منشأة طبية يعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي قد يرقى إلى مستوى جريمة حرب إذا كان الهجوم متعمدا، أو ناجما عن إهمالٍ جراء التقاعس عن التحقق بالشكل الصحيح من الطبيعة المدنية أو العسكرية للهدف، أو إذا كان غير متناسب مع التهديد العسكري المحدد، أو إذا تم تنفيذه من دون توجيه إنذار مسبق بوقوع هجوم وشيك”. 32 يشير مجموع الأدلة إلى أن الحكومة السورية والقوات المتحالفة، معها لا سيما القوات المسلحة الروسية، استهدفت تلك المرافق الطبية بشكل متعمد، أو أنها تقاعست على الأقل عن اتخاذ التدابير الاحتياطية الضرورية لتفادي توجيه الضربات إلى تلك المنشآت.
تشير الآثار المرتبة على مثل هذه الضربات إلى أن الحافز وراء الهجوم لم يكن من أجل إضعاف العدو، وإنما بهدف إلحاق ضرر جسيم بالمدنيين والأعيان المدنية، يتضمن إلحاق الضرر بالطواقم والمنشآت الطبية على وجه الخصوص. كما يشكل ذلك انتهاكا لمبدأ الحد من نطاق الهجوم كون هذه الضربات تهدف بشكل متعمد إلى إلحاق معاناة وإصابات غير مبررة. كما تندرج تلك الضربات على هذا النحو ضمن فئة جرائم الحرب نظرا لارتكابها بطريقة تمثل أنماطا من الممارسات التالية المطبقة على نطاق واسع: (1) تعمد توجيه هجمات ضد سكان مدنيين أو أفراد مدنيين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية؛ (2) تعمد شن هجمات ضد منشآت، أو مواد، أو وحدات أو مركبات أو طواقم طبية تستخدم الشعارات المميزة لاتفاقيات جنيف تطبيقا للقانون الدولي الإنساني؛ (3) توجيه الهجمات بشكل متعمد ضد الأفراد، والمنشآت، والمواد، والوحدات، والمركبات المعنية بالمساعدة الإنسانية والتي تحظى بالحماية وفق أحكام القانون الدولي الإنساني؛ (4) تعمد توجيه الهجمات إلى المشافي وأماكن تجمع المرضى أو المصابين علما بأنها ليست أهدافا عسكرية. 33
حتى وقت كتابة هذا التقرير، لا تندرج الجرائم المرتكبة في سوريا ضمن نطاق اختصاص المحكمة الجنائية الدولية لأن سوريا ليست دولة طرفا في نظام روما الأساسي. كما أنه ليس من المحتمل أن تتم إحالة ملف الأوضاع في سوريا إلى المحكمة بسبب تحالف روسيا مع الحكومة السورية فضلا عما ترتكبه روسيا نفسها من جرائم في سوريا. وبالإضافة إلى ذلك، يفتقر القانون الدولي الإنساني لآلية لإنفاذ أحكامه على الرغم من أن كلا من سوريا وروسيا هما من الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف، وعلى الرغم من تراكم الأدلة على ما ترتكبانه من انتهاكات. ولكن تم مع ذلك وضع مجموعة متنوعة من الآليات التي تهدف إلى توثيق الانتهاكات، وحفظ الأدلة، وإعداد ملفات قضايا لمحاسبة مرتكبي تلك الفظائع عندما تتوفر آلية قانونية مناسبة. كما تم تحريك عدد صغير من القضايا بحق مرتكبي تلك الانتهاكات في دول أجنبية تطبق مبدأ الولاية القضائية العالمية. 34
الخلاصة
طوال مراحل النزاع في سوريا، دأبت الحكومة السورية وحلفاؤها، ومنهم القوات المسلحة الروسية، على شن هجمات منهجية ضد الطواقم والمنشآت الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. ويمثل ذلك أحد محاور مجموعة واسعة من الممارسات تنطوي على استهداف المدنيين والأعيان المدنية من أجل إخضاع المناطق الواقعة خارج سيطرة النظام. وتشكل الحالات التي يغطيها التقرير الحالي في مجموعها شكلا مهلكًا آخر من الأساليب والتكتيكات التي تلجأ قوات النظام وحلفاؤها من خلالها إلى ضرب هدف مدني معين، قبل أن تردفه بالهجوم على منشأة طبية قريبة من موقع الهجوم الأول. ويبدو أن هذه الهجمات المترادفة المتتالية قد صُممت بحيث تضاعف من حجم الضرر الذي يلحق بأشخاص وأعيان يتمتعون بضمانات الحماية ومنهم المدنيون والمنشآت المدنية، والجرحى، والطواقم والمرافق والمنشآت الطبية. وتعمد الحكومة السورية من خلال قصف منشآت البنية التحتية للقطاع الصحي وتدميرها إلى محو قدرة تلك المناطق على توفير الرعاية للمصابين والجرحى، والمصابين بأمراض مزمنة (من قبيل مرضى السرطان)، أو أمراض معدية. كما حرمت سكان تلك المناطق من إمكانية الوصول إلى مرافق صحية سليمة، مما فاقم من تدهور الأوضاع التي تتسبب بمزيد من الوفيات وترويع السكان. وسواء أكانت هذه الهجمات المترادفة أو المتتالية، أو الهجمات التي تستهدف الطواقم والمنشآت الطبية بأي شكل من الأشكال، متعمدة أم عشوائية، فهي ترقى جميعا إلى مستوى انتهاك القانون الدولي الإنساني وقانون الحرب. وفيما يتعلق بالضربة التي استهدفت مشفى الشفاء على وجه التحديد، فمن المحتمل أن تكون قوات سوريا الديمقراطية متورطة أيضا في مثل تلك الانتهاكات على الرغم من أن هذه الضربة تتطابق مع أنماط الهجمات التي تشنها قوات الحكومة السورية والجيش الروسي من حيث استهدافها للمنشآت الطبية.
ولكن لا يتوفر منبر قانوني حاليا يقصده الناجون من مثل هذه الهجمات لتحقيق المساءلة كما هي الحال تماما بالنسبة لضحايا معظم الجرائم التي ارتكبتها الجهات الفاعلة الحكومية على مدار 11 عاما من النزاع. ولكن إن تم تحديد هوية الطيارين وطواقم بطاريات المدفعية والمسؤولون عن إعطاء الأوامر بتنفيذ مثل هذه الهجمات، وثبت وجودهم في إحدى الدول التي تطبق الولاية القضائية العالمية، فيمكن أن يتم التحقيق معهم، ومقاضاتهم بتهم ارتكاب جرائم حرب. ورغم ذلك، ستبقى القيادة العليا المسؤولة عن تلك الأساليب الهجومية والتكتيك المرتبط بها في مأمن حتى تُعطى المحكمةُ الجنائيةُ الدوليةُ الولايةَ، أو حتى يتم تشكيل محكمة مختلطة (أو محكمة أخرى) تختص بهذا الشأن. وإلى ذلك الحين، سيستمر المركز السوري للعدالة والمساءلة بتوثيق الواقع الذي يواجه السوريين، ويبني الأساسات اللازمة لجهود العدالة الانتقالية في المستقبل. وحتى ذلك الوقت، يجب على أطراف النزاع أن تحترم وضع الحماية الخاص بالمدنيين والعاملين في طواقم الإغاثة الإنسانية تطبيقا للقانون الدولي.
شكر خاص لـ Airwars لتقديمهم بياناتٍ ساعدت في إنجاز هذا التقرير.
بيانات الرصد التي حصل عليه منظمة Airwars تم توفيرها من قبل أنظمة هالا
الملاحق
[1]
Syria Justice and Accountability Center, “When the Planes Return:
Double-Tap Strikes on Civilians in Syria,” https://ar.syriaaccountability.org/aandm-taawd-ltyrt-mjddan/ .
[2]
Hadi Alabdallah, “Warplanes Commit Massacre in the Potato Market in the
City of Saraqib Resulting in 11 Martyrs and Dozens of Wounded,” YouTube.com,
January 29, 2018, https://www.youtube.com/watch?v=DHf5r3aPhgU .
[3]
Médecins Sans Frontières, “MSF-supported hospital in Idlib closed after
damage from airstrikes,” January 29, 2018 https://www.msf.org/syria-msf-supported-hospital-idlib-closed-after-damage-airstrikes .
[4] Médecins Sans Frontières, “MSF-supported hospital in Idlib closed after damage from airstrikes,” January 29, 2018 https://www.msf.org/syria-msf-supported-hospital-idlib-closed-after-damage-airstrikes .
[5] Hadi Alabdallah, “Saraqib, a Disaster-Stricken City! Russian Planes Bomb Al-Ihsan Hospital in the City and Destroy It and Remove It from Service,” January 29, 2018, https://www.youtube.com/watch?v=R1LYNZ5-1BA .
[6] Médecins Sans Frontières, “MSF-supported hospital in Idlib closed after damage from airstrikes,” January 29, 2018 https://www.msf.org/syria-msf-supported-hospital-idlib-closed-after-damage-airstrikes .
[7] Médecins Sans Frontières, “MSF-supported hospital in Idlib closed after damage from airstrikes,” January 29, 2018 https://www.msf.org/syria-msf-supported-hospital-idlib-closed-after-damage-airstrikes .
[8]
Airwars, “RS2942,“ January 29, 2018, https://airwars.org/civilian-casualties/rs2942-january-29-2018/ .
[9] Aljisr TV, “Russian Raids Remove ‘Adi Hospital in Saraqib from Service,” January 30, 2018, https://www.youtube.com/watch?v=dmcvVs1l3LY .
[10]
@anasana84, Twitter.com, June 12, 2021, https://twitter.com/anasanas84/status/1403750300352188418?s=20&t=A2PXzNO6_3hMKP9YDgBKuw ; Nashr Jami’ al-Maqati’ wa-l-Anashid, “Bombardment on the City of Afrin,” June 12, 2021, https://www.youtube.com/watch?v=B4Pxy3VqiVE .
[11] https://www.sams-usa.net/press_release/two-staff-killed-eleven-injured-in-an-attack-on-al-shifaa-hospital-in-afrin/ .
[12] Syrian American Medical Society, “Two Staff Killed, Eleven Injured in an Attack on Al-Shifaa Hospital in Afrin,” June 12, 2021, https://stj-sy.org/wp-content/uploads/2021/10/al-Shifaa-Hospital-Attack-Investigation.pdf ; Airwars, ”A year on, Airwars investigation into Afrin hospital attack reveals crucial details,”June 13, 2022, https://airwars.org/news-and-investigations/a-year-on-airwars-investigation-into-afrin-hospital-attack-reveals-crucial-details/ ; Syrian Civil Defense, “Bloody Day in Northern Syria… 79 Civilians Killed and Wounded and Medical Facilities and Humanitarian Personnel in the Target,” 12 June 2021, https://www.syriacivildefence.org/ar/our-reports/field-reports/%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-79-%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%82%D8%AA%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AD-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B4%D8%A2%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81/ .
[13] Syrians for Truth & Justice, “Syria: An Investigation on the Attack on Afrin’s Al-Shifaa Hospital,” October 2021, https://stj-sy.org/wp-content/uploads/2021/10/al-Shifaa-Hospital-Attack-Investigation.pdf ; Syrian Civil Defense, “Bloody Day in Northern Syria… 79 Civilians Killed and Wounded and Medical Facilities and Humanitarian Personnel in the Target,” 12 June 2021, https://www.syriacivildefence.org/ar/our-reports/field-reports/%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-79-%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%82%D8%AA%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AD-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B4%D8%A2%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81/ .
[14] OrientTV, “Scenes from Inside Al-Shifa Hospital in Afrin… Orient Provides Details and Testimony After the Massacre,” June 13, 2021, https://www.youtube.com/watch?v=ygfhlZRfQLM ; Syria TV, “Aftermath of the Destruction Faced by Al-Shifaa Hospital in Afrin in Rural Aleppo,” June 13, 2021, https://www.youtube.com/watch?v=E6CIh8WuqAk ; @jabalybaraa, June 12, 2021, https://twitter.com/jabalybaraa/status/1403751683553964042 .
[15]
OrientTV, “Scenes from Inside Al-Shifa Hospital in Afrin… Orient Provides Details and Testimony After the Massacre,” June 13, 2021, https://www.youtube.com/watch?v=ygfhlZRfQLM .
[16] Syrian American Medical Society, “Two Staff Killed, Eleven Injured in an Attack on Al-Shifaa Hospital in Afrin,” June 12, 2021, https://www.sams-usa.net/press_release/two-staff-killed-eleven-injured-in-an-attack-on-al-shifaa-hospital-in-afrin/ ; Syrians for Truth
& Justice, “Syria: An Investigation on the Attack on Afrin’s Al-Shifaa Hospital,” October 2021, https://stj-sy.org/wp-content/uploads/2021/10/al-Shifaa-Hospital-Attack-Investigation.pdf ; Care.org, “NWS NGO Forum Statement on the attack on Al-Shifaa Hospital in Northwest Syria,” June 15, 2021, https://www.care.org/news-and-stories/press-releases/nws-ngo-forum-statement-on-the-attack-on-al-shifaa-hospital-in-northwest-syria/ ; Airwars, ”Investigating a massacre: The Afrin hospital attack one year on,” https://www.youtube.com/watch?v=3gJbrK2YgZU.
[17] Syrians for Truth & Justice, “Syria: An Investigation on the Attack on Afrin’s Al-Shifaa Hospital,” October 2021, https://stj-sy.org/wp-content/uploads/2021/10/al-Shifaa-Hospital-Attack-Investigation.pdf .
[18] Syrian Network for Human Rights, “Idlib-Kafr Takhareem: destruction of a
hospital in suspected Russian shelling,” April 27, 2017, https://www.youtube.com/watch?v=zdJaQmeDdi4 .
[19] Airwars, ”RS2165,”April 24, 2017, https://airwars.org/civilian-casualties/RS2165-april-24-2017/ ;“RS2164,“https://airwars.org/civilian-casualties/RS2164-april-24-2017/.
[20] United Nations, ”Report of the Independent International Commission of Inquiry on the Syrian Arab Republic,” para. 14. A/HRC/34/64 27 February-24 March 2017.
[21] Syrian Network for Human Rights, “Idlib-Kafr Takhareem: destruction of a hospital in suspected Russian shelling,” April 27, 2017, https://www.youtube.com/watch?v=zdJaQmeDdi4 .
[22] Syrian Civil Defense Central Directorate, “Bombardment Against Kafrtakharim Hospital, April 5, 2017, Syrian Civil Defense Idleb,” April 25, 2017, https://www.youtube.com/watch?v=94YBjucFbA0 .
[23] Airwars, “RS2164,“https://airwars.org/civilian-casualties/RS2164-april-24-2017/.
[24] Syria Justice and Accountability Centre (SJAC), “UN Fails to Acknolwedge Own Failures in Hospital Attacks Inquiry,“ April 16, 2020, https://syriaaccountability.org/un-fails-to-acknowledge-own-failures-in-hospital-attacks-inquiry/ .
[25] Airwars, ”RS2165,” https://airwars.org/civilian-casualties/RS2165-april-24-2017/ .
[26] ICRC, “Syria: ICRC and Syrian Arab Red Crescent maintain aid effort amid increased fighting,” July 7, 2012, https://www.icrc.org/en/doc/resources/documents/update/2012/syria-update-2012-07-17.htm ICRC, “Treaties, States Parties and Commentaries: Protocol Additional to the Geneva Conventions of 12 August 1949, and relating to the Protection of Victims of
Non-International Armed Conflicts (Protocol II),” June 8, 1977 (“APII”)
(although Syria is not a State Party to APII which governs non-international
armed conflicts, the provisions noted here have reached the status of customary
international law and thus are binding on the Syrian government), https://ihl-databases.icrc.org/applic/ihl/ihl.nsf/States.xsp?p_viewStates=XPages_NORMStatesParties&xp_treatySelected=475 ; Medicins Sans Frontieres, “The Practical Guide to Humanitarian Law,” https://guide-humanitarian-law.org/content/article/3/customary-international-law/#:~:text=Today%2C%20the%20four%201949%20Geneva,must%20abide%20by%20their%20rules .
Although Russia has entered into the conflict in Syria, its attacks against non-state actors do not “internationalize” the armed conflict because Russia intervened with the Syrian government’s consent. See Tom Gal, Legal Classification of the Conflict(s) in Syria in The Syrian War: Between Justice and Political Reality (ed. H Moodrick-Even Khen, N. Boms, & S. Ashraph), Cambridge 2020, pp. 54-55.
[27] Protocol Additional to the Geneva Conventions of 12 August 1949, and relating to the Protection of Victims of Non-International Armed Conflicts (Protocol II),” June 1977 (“APII”) Article 13(2) and preamble “Recalling that, in cases not covered by the law in force, the human person remains under the protection of the principles of humanity and the dictates of the public conscience”.
[28] APII, Article 9(1).
[29] APII, Article 10(4).
[30] APII, Article 11(1).
[31] ICRC, Ambulance and Pre-Hospital Services in Risk Situations,” June 8, 2020, https://www.icrc.org/en/publication/4173-ambulance-and-pre-hospital-services-risk-situations .
[32] Médecins Sans Frontières, “Primer: Protection of medical services under International Humanitarian Law,” November 3, 2015, https://www.msf.org/primer-protection-medical-services-under-international-humanitarian-law .
[33 See e.g. Rome Statute of the International Criminal Court, Article 8(2)(e)(2). https://legal.un.org/icc/statute/99_corr/cstatute.htm .
[34] Syria Justice and Accountability Centre, ”Universal Jurisdiction,” https://syriaaccountability.org/universal-jurisdiction/.
المصدر: المركز السوري للعدالة والمساءلة