محمد كركص و ليث أبي نادر وعبد الرزاق ماضي
فرضت “قوات سورية الديمقراطية ” (قسد)، ليل الإثنين، حظراً للتجول في بلدة الكبر بريف دير الزور الغربي شمال شرق سورية، وسط التحضير لتنفيذ حملة مداهمات واعتقالات، وذلك بعد احتجاج عدة قرى وبلدات بريف دير الزور الغربي على الوضع المعيشي والأمني في المنطقة.
وقال الناشط أمجد الساري، وهو من محافظة دير الزور، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “مجموعات أمنية تابعة لقسد فرضت، ليل الإثنين، حظراً للتجول في بلدة الكبر بريف دير الزور الغربي”، مؤكداً أن “الهدف من فرض حظر التجول هو تحضير قسد لتنفيذ عمليات دهم واعتقال في البلدة رداً على احتجاج أهالي بلدة الكبر، اليوم، على سوء الوضع المعيشي والأمني في المنطقة”.
وأشار الساري إلى أن “مناطق سيطرة قسد في ريف دير الزور تعاني من نقص في الخدمات، وتعاني من سوء الأوضاع الأمنية في ذات الوقت”، موضحاً أن “التظاهرات والاحتجاجات اليوم هي ليست بجديدة. حدثت سابقاً عدة تظاهرات واحتجاجات مشابهة في بلدات عدة بريف دير الزور الشرقي، وعلى أثر هذه الأحداث حاصرت (قسد) البلدات واقتحمتها ونفذت حملات اعتقال عشوائية”، لافتاً إلى أن “هذا الأسلوب تتخذه قسد منذ زمن ضد أي مظاهر احتجاج من قبل الأهالي ضد سياساتها في المنطقة”.
ونوه الساري إلى أن “الوضع المعيشي والواقع الأمني سيئ جداً، لذلك بين الفينة والأخرى تكون هناك تظاهرات واحتجاجات حيال هذين الأمرين في ريف دير الزور”، مشدداً على أن “أسلوب قسد في القمع لم ينفع أبداً، والتظاهرات مستمرة في ريف دير الزور ولم تتوقف منذ سيطرة قسد على ريف دير الزور وحتى اللحظة”.
بدوره قال عبد الله أبو جدعان (43 عاماً)، من سكان ريف دير الزور الغربي، لـ”العربي الجديد”، “رددت الإدارة الذاتية كثيراً وعوداً بأنها ستحسن الواقع المعيشي، لكنه يزداد سوءاً، أين تذهب ثروات المنطقة كلها من نفط وغيره، لماذا لا توزع على الشعب، ولماذا لا نحصل على كهرباء ومياه نظيفة، لا أحد يهتم بنا كسكان، ولا أحد يكترث بالمستوصفات التي تحتوي معدات طبية تالفة والأهالي يقفون عليها بالطوابير”.
وتابع أبو جدعان “يردون على مطالبنا بالقمع وفرض حظر التجول، ويلاحقون الشبان بحجة التجنيد الإجباري، جميع من هنا من الشبان يحاولون الفرار إلى أوروبا خوفاً من هذا الأمر، مطالبنا تتلخص بتوفير الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصحة لنا، وأيضا احترام المعلمين، كونهم يحمون أطفالنا من الجهل، فليتركوا جزءاً من الثروة المنهوبة لنهوض الشعب”.
وكانت عدة تظاهرات قد خرجت، اليوم، في بلدات وقرى الكبر، والصعوة، وحوايج بومصعة، وحوايج دياب، ومحيميدة، وأبو حمام، و جزرة الميلاج، والهرموشية، وحمار العلي، وأم مدفع بريف دير الزور احتجاجاً على تردي الواقع الاقتصادي والمعيشي والأمني في المنطقة، معبرين عن رفضهم لسياسات “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية” حيال المنطقة.
الاغتيالات في درعا تتواصل
في درعا، جنوب سورية، قتل خلال أقل من 24 ساعة أربعة شبان من مناطق مختلفة في المحافظة، أحدهم كان يعمل ضمن خلايا “داعش” التي تم تفكيكها، في مدينة “جاسم” قبل أيام، وسط أدلة تفيد بعلاقة فرع جهاز الأمن العسكري بالعلاقة مع “داعش”، وغالبية عمليات القتل التي تجري في المحافظة الجنوبية.
وأكد مصدر محلي لـ”العربي الجديد” مقتل الشاب “خلدون قاسم الجراد” بعدة طلقات نارية في الحي الجنوبي لمدينة “الحارّة” في ريف درعا الشمالي الغربي، دون أن تتبنى العملية أي جهة، حيث يتهم الجراد بالعمل في تجارة المخدرات التي تسيطر عليها المليشيات الإيرانية في الجنوب السوري.
ومساء أمس الأحد؛ تم العثور على جثة في بلدة تل شهاب في الريف الغربي من محافظة درعا، تعود لعمر إبراهيم الجباوي، المنحدر من قرية برقا شمالي درعا، ويُتهم بالعمل ضمن صفوف تنظيم “داعش”، ضمن الخلايا التي كانت تعمل في مدينة جاسم مؤخراً.
كما قُتل ماهر ومجد محمد الأحمد، مساء أمس الأحد، إثر تعرضهما لعملية اغتيال بإطلاق نار مباشر في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي، حيث كان الشابان يعملان سابقاً ضمن صفوف الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رئيس النظام السوري ماهر الأسد.
وقال الناشط الإعلامي أبو يزن الحربي، لـ”العربي الجديد”، إن شهر أكتوبر شهد اغتيال 29 شخصاً حتى اللحظة في معظم أنحاء محافظة درعا، مشيراً إلى اتهام الأهالي والفصائل بعلاقة فرع الأمن العسكري الذي يقوده العميد لؤي العلي في الاغتيالات؛ من خلال تجنيد عناصر محلية لهذا الغرض، وخلق الفوضى والاتهامات المتبادلة والثارات. كما أكد “الحربي” إن ما شهدته مدينة جاسم من أحداث، وظهور خلايا “داعش” في المدينة، وما أدلى به أسرى التنظيم، يثبت تورط إيران والنظام السوري بتسهيل دخول عناصر من “داعش” إلى درعا، وتوطينها، ومن أولى مهماتها الاغتيالات.
ولا ينفي الحربي أن يكون للفصائل المسلحة دور في الاغتيالات التي تجري بشكل يومي في درعا، خاصة عندما يستهدفون عناصر تابعين للأمن السوري أو متعاقدين مع الميليشيات هناك.
ونشر “تجمع أحرار حوران” على موقعه اعترافات القيادي في تنظيم “داعش”، رامي الصلخدي، الذي وقع في أسر الفصائل المحليّة بمدينة جاسم، حيث كشف عن تجنيده من قبل العميد لؤي العلي، رئيس فرع الأمن العسكري في محافظة درعا، لاغتيال قياديين وعناصر سابقين في “الجيش الحر” بالمدينة.
من ناحية أخرى، قال المواطن أبو محمد العبد الله، القاطن في منطقة اللجاة في الريف الشرقي لمحافظة درعا، إن استمرار العنف المنظم، والاغتيالات في المحافظة يهدف لتفريغ المناطق من السكان، ودفع الجميع للهجرة النهائية بأي وسيلة، وترك الأراضي الزراعية بوراً. وأشار، في حديثه لـ”العربي الجديد”، إلى إن أولى الخطوات التي يجب على سكان المحافظة فعلها هو عدم استقبال الغرباء وتأجيرهم للمنازل بأي طريقة، حيث أثبتت الأحداث إن غالبيتهم جاؤوا لتنفيذ عمليات القتل والاغتيالات.
احتجاجات ضد حكومة “الإنقاذ” شمالي سورية
ومن الجنوب السوري إلى الشمال، حيث تظاهر المئات من المدنيين في بلدة سرمين شرقي محافظة إدلب، شمال غربي سورية، مساء الإثنين، احتجاجاً على قرار حكومة “الإنقاذ”، الذي ينص على إغلاق الصيدلية الوحيدة في البلدة.
وقال الناشط المحلي معاوية ناصر، لـ”العربي الجديد”، إن أكثر من 150 شخصاً من أبناء بلدة سرمين تظاهروا ضد حكومة “الإنقاذ” بعد أن أقدمت على إغلاق صيدلية الرحمة المخصصة لبيع الدواء في البلدة.
وأوضح ناصر، أن “حكومة الإنقاذ أغلقت صيدلية الرحمة بالشمع الأحمر، بعد أن ثبت أن مالكها يبيع الدواء بأسعار منخفضة، مقارنة مع التي أقرتها الحكومة في وقت سابق”.
فيما اعتبر المتظاهرون، أن “الصيدلانية تعمل في بيع الدواء بنسبة أقل بهدف التخفيف عن العوائل الفقيرة المقيمة بسرمين، وهذا الأمر لم يكن في صالح الإنقاذ، التي تعتمد في سياستها على إنهاك جيوب المدنيين”.
وطالب المتظاهرون عبر عبارات رددوها، حكومة “الإنقاذ” بالتراجع عن قرارها، فيما أعلنوا عن تضامنهم مع الصيدلانية.
المصدر: العربي الجديد