يدعو مروجو الدعاية الروسية إلى إبادة الشعب الأوكراني فرحين بمقتل المدنيين المسالمين ولم يعودوا يحاولون إنكار جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الروسي. كما لم تعد وسائل الإعلام الروسية تنكر تورط أفراد القوات الروسية في قصف المدنيين كما كانت تفعل حسب تعليمات الكرملين. وفي المقابل لا تخفي حالياً فرحها وحتى الفخر بذلك. مثل هذه النبرة نسمعها من لسان ديكتاتور الكرملين بوتين نفسه الذي تحدث علناً في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عن قصف المرافق المدنية الأوكرانية في شتى أنحاء البلاد انتقاماً لتفجير جسر كيرتش.
وفيما يخص نشر الدعاية الروسية أكاذيب وأخبار مضللة في موضوع أوكرانيا الذي بات في الآونة الأخيرة مفضلاً لديها، فإنه لا منافس لها في هذا المجال. وسبب ذلك بسيط للغاية إذ يعود إلى صمود أوكرانيا ومقاومتها ببطولة للمحتلين والغزاة الروس إلى جانب تحقيقها مكاسب عديدة تقربها من الانتصار، الأمر الذي يثير رد فعل عنيف ووحشي للكرملين ووسائل الإعلام الروسية التابعة له.
إن الخطاب الرسمي للكرملين منذ بداية الحرب وإعلان السلطات الروسية أن هدفها هو اجتثاث النازية في أوكرانيا يحمل في طياته دعوات إلى إبادة الأوكران إبادة جماعية، الأمر الذي يذكر بالمجاعة الكبرى المصطنعة “هولودومور” التي تسبب بها ستالين في أوكرانيا قبل 90 سنة، والتي ما زالت روسيا تسميها كارثة طبيعية. والآن تحاول روسيا تدمير البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا وجعل ملايين الأوكران يعانون من البرد وانقطاع الكهرباء والتدفئة في منازلهم. كما يحاول الكرملين تشويه سمعة أوكرانيا بكل الوسائل الممكنة من جهة، وإظهار قوته والحرص على إبقاء سيطرته على أوكرانيا من جهة أخرى. وبالنسبة للشعب الروسي نفسه، فإن الشعب الأوكراني الذي تمكن من التخلص من إرث الإمبراطورية الروسية أصبح مثالاً وحافزاً قوياً للنظر إلى السلطات الروسية بعين النقد، الأمر الذي لا يستطيع بوتين السماح به. ما زالت تعمل آلة الدعاية للكرملين بمبدأ قديم وبسيط مفاده أنه كلما زادت الكذبة قباحة صدقتها عامة الناس. ولا يعيب هذا المبدأ شيئاً سوى أنه يناسب الاستهلاك المحلي حصراً ولكن ليس دائماً لأن كل شيء سري يتضح عاجلاً أم آجلاً والكذبة ليست استثناء.
المصدر:الخارجية الاوكرانية