أحمد مظهر سعدو
ماانفكت صحيفة (إشراق) وعبر سبع سنوات مضت، تزهر ربيعًا دائمًا، من أجل وطن سوري حر ديمقراطي غير تابع، مستقل برؤياه، يحكمه الدستور السوري والقوانين أيضًا، يؤمن بأن الوطن السوري كان وسوف يبقى للجميع بلا استثناء، جميع السوريين على اختلاف أثنياتهم وطوائفهم، مللهم ونحلهم، وهي تعمل (أي صحيفة إشراق) بكامل كتابها وإدارتها وداعميها، على إعادة إنتاج المسألة الصحفية المهنية الخالية من الترهلات، أو الارتدادات غير المسؤولة، وهي مابرحت تمسك بناصية الحق والعدل، لا تلوي على شيء، ولا تثنيها أية معوقات، عن المضي قدمًا نحو الاستمرار بسياساتها التحريرية التي تنتج حالة من الوعي الوطني السوري، المنجدل بعلاقة وعيوية معرفية مسؤولة مع البلد الذي احتضن السوريين لأكثر من أحد عشر سنة خلت، وهي تدرك مدى الصعوبة في تحديد الغث من الثمين، ضمن حالة سورية من التشتت والتشظي والتذرر لم يسبق لها مثيلًا، ومن خلال حالات متتالية (معولمة) من التخلي والخذلان الإقليمي والدولي، حيث يُترك الشعب السوري على قارعة الطريق ، يُكابد ويعاني من المقتلة الأسدية والاعتقال السياسي، والتغييب القسري، وكذلك التهجير/ جريمة العصر التي يصمت عنها وعليها (العالم المتحضر)، كما يسكت عن جرائم الأسد الكيماوية والبراميلية، والاستفراد الروسي/ الإيراني بأرواح ومصائر وحيوات السوريين قاطبة، مع نظام سوري استبدادي طغياني، عصاباتي، استمرأ القتل والعنف والخطف لكل سورية بقضها وقضيضها.
تحتفل صحيفة (إشراق) الوطنية السورية، المتشابكة مع العلاقة الحضارية الأخوية للشعب التركي، الذي استقبل السوريين الفارين من قمع النظام السوري، والهاربين إلى حيث الأمان على أرواح أطفالهم ونسائهم وشيوخهم.
ليس الاحتفال بصحيفة (إشراق) مجرد إطلالة وقتية آنية على مجمل المتغيرات السورية والتركية المحيطة، بقدر ماهو وقفة عقلانية جادة لإعادة التفكير الجدي بمجمل الملفات التي دأبت (إشراق) على طرحها، ومعالجتها مع نخبة من الكتاب والمثقفين السوريين المتطوعين، من أجل نهضة الإعلام السوري البديل، ورفعة الوعي الصحفي المعبر عن الحق والحقيقة والمنتمي بالضرورة إلى ثورة الحرية والكرامة، التي طالما ضحى الشعب السوري من أجلها بما يزيد عن مليون إنسان سوري، وصولًا إلى إقامة دولة تلفها الديمقراطية، وتبتعد كليًا عن الاستبداد المشرقي (القروسطي) الذي فعل فعله الفاشيستي في بنيان المجتمع السوري، فأنتج الموت والفقر والجوع والاعتقال.
لم تكن صحيفة إشراق بهيئة تحريرها وبكل مستكتبيها الأفاضل إلا شعلة تحرر وحرية، وبارقة أمل من أجل سورية الحرة العزيزة الخالية من العسف الأسدي، ومن كل ما أتى به إلى أسوار سورية الكبرى، من فرس وروس وميليشيات طائفية، فسدت وأفسدت، ونهبت موارد السوريين، وأحالت البلد السوري إلى خراب كبير، تحتاج إعادة إعماره حسب تقديرات أممية، ماينوف عن 600 مليار دولار في أقل تقدير.
تبقى المتطلبات الملحة على صحيفة إشراق، والتي لايمكن التراجع عنها بأي حال من الأحوال تشير إلى البوصلة الرئيسية والصحية، التي توضح أن نظام الأسد آفل إلى مزابل التاريخ، ولايمكن له البقاء متربعًا على رمل دمشق، وأن العقد الاجتماعي الجامع، لابد أن يأخذ مجراه إلى الظهور والتوافق عليه، بين كل التكوينات والمكونات السورية، وأنه لاضير من أن سورية هي جزء لايتجزأ من المحيط العربي والإسلامي، المتطلع إلى التوحد والوحدة، كي يكون له المكانة الضرورية بين شعوب العالم، علاوة على أن من المتطلبات التي تعمل عليها صحيفة (إشراق) هي الانجدال الأخوي الواعي مع الشعب التركي، كحالة حضارية، كانت وسوف تبقى ملتفة في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله من (داعش) إلى (ب ك ك) ولن تسمح له أن يعوق ذلك، بالاضافة إلى أن وحدة سورية باتت مسألة مصيرية لاجدال ولانقاش فيها، وهي تعبر عن تماسك كل السوريين بلا استثناء.
نحتفي اليوم بذكرى صحيفة (إشراق) لنجدد العهد على أن نكون أوفياء لمباديء ثورة الحرية والكرامة، بارين بأهلنا الشهداء الذين سبقونا إلى جنان الخلد إن شاء الله، شاء من شاء وأبى من أبى، وعوا ذلك أم لم يعوه، أدركوا ذلك أم لم يدركوه.
المصدر: إشراق