د. زكريا ملاحفجي
هذه الصحيفة العزيزة إلي، تلامس كل تفاصيل قضايانا، وتفتح صفحاتها وزواياها لكل الكتاب، سواء المبتدئ منهم أو الضليع بالكتابة والتحليل وإبداء الرأي.
وكان لي دوماً زاوية في رحابها، لا أتغيب عنها، حيث أكتب فيها بمنتهى الحرية التي لم تكن يوماً في سورية الأسد.
ولِما للصحافة من دور مهم بميادين مختلفة منها: ” السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية وحتى الرياضية ” لكن شريطة أن تكون صحافة حرة.
حيث يسعى دوماً الإعلام بتنوع وسائله إلى إحداث العديد من التغيرات الفكرية والثقافية لذلك المجتمع الموجودة فيه، بقصد الرقي به إلى أفضل المستويات، ويحدث ذلك من خلال إحداث التأثير في مصادر تلقي الفرد التي تنعكس على سلوك الفرد، فإن التأثير الإعلامي:” هو كل ما تحدثه وسيلة إعلامية من تغيير أو تجديد أو تعديل لسلوك فرد داخل محيطه الاجتماعي”، ومنه فالإعلام المكتوب يُعد أولى الوسائل التي أحدثت تأثيرات مختلفة في الجمهور تاريخاً، وقامت بتعديل بعض السلوكيات التي باتت تهدد مصير المجتمعات وتنبه وتحذّر، وتنشر الثقافة في شتى الميادين فإن للإعلام المكتوب دوراً كبيراً في إدخال العديد من التغيرات ضمن مجال الإعلام المكتوب، فتحقق خدمة للصالح العام عبر نشر الثقافة والآراء، وبذلك تتفتح مغاليق التفكير لعوالم كثيرة ووجهات نظر مختلفة، تصنع لدى القارئ الوعي وتعطيه صورة بانورامية للأحداث وما يهتم به،
فينهل من معين السياسة كما الاقتصاد كما الثقافة والأدب، وحازت إشراق على احترام متابعين جيدين وانتشار جيد، لاسيما إصدارها كصحيفة الكترونية يسهل تداولها في المجموعات والرسائل وصفحات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الترجمة التركية والكردية التي مكّنت غير الناطقين بالعربية من الاطلاع على ما يكتبه بعض الكتاب وهذا أعطى ثراء لصحيفة إشراق، وكذلك فريقها الجديد الذي أضاف لمسة جديدة لتلك الصحيفة، وأتمنى لهم وللصحيفة كل التوفيق والتألق في خدمة الكلمة والفكر، فالكلمة أمانة والفكر هو الاشعاع الذي يستضيئ منه الإنسان وينعكس على سلوكه وأفعاله وبدورها تنعكس على نتائجه، فالفكر كجذر الشجرة، إن تم تغذيتها بشكل جيد أعطت أوراقًا وثمارًا يانعة. لاسيما نحن بأمس الحاجة إلى الوعي في ظل المتغيرات المتلاطمة التي تعصف ليس فقط بسورية بل في المنطقة برمتها، وباتت سورية هي مركز هذا الصراع المتلاطم اليوم، وتحتاج أقلامًا جريئة واعية حكيمة تقدم للجمهور ما هو مفيد في ظل سيل من المعلومات تحمل الغث والثمين والفبركات والتشويه لكثير من الحقائق أحيانًا، فبورك لإشراق إشراقها وإلى مزيد من العطاء.
المصدر: إشراق
