معقل زهور عدي
تطرح الإستراتيجية التي أكدها أردوغان في خطاب النصر الذي ألقاه على شرفة القصر الجمهوري أمس حول مشكلة اللاجئين السوريين في تركيا وتتضمن باختصار بناء مدن تكفي لحوالي مليون ونصف المليون في الشمال السوري والترحيل الطوعي للسوريين لتلك المدن من الأسئلة أكثر مما تجيب عليه ، ويزيد الأمر التباسا وحيرة الجدية التي يطرح بها أردوغان مثل تلك الاستراتيجية حين أكد أن تمويل بناء تلك المدن متوفر من دولة قطر .
حسنا فماذا عن الأمن في مناطق تلك المدن ؟
وكيف سيضمن أردوغان أن لا تصبح تلك المدن أهدافا سهلة لقذائف قسد مثلا ؟
ثم من سيدير تلك المدن والى أية جهة سياسية ستتبع ؟ هل ستتبع للفصائل المتناحرة التي لاتنفك تنقسم حول نفسها وتشتعل بينها المعارك ؟
أم ستتبع الحكومة التركية ؟
أم النظام السوري الذي يجري الحديث عن المصالحة معه ؟ وهنا لابد من التوقف عند تجاهل اردوغان في خطابه أمس أي حديث عن مشروع المصالحة الذي تردد سابقا .
وأخيرًا لنفرض جدلا أن تلك الاستراتيجية قد وجدت الفرصة للتنفيذ في الواقع ، فماذا عن الملايين الأخرى اللاجئة في تركيا ؟
وماذا عن الملايين المهجرة من بيوتها من دمشق وحمص وحلب وأرياف تلك المدن والمكدسة في ادلب ؟
ثم ماذا عن اللاجئين في لبنان والأردن وبقية دول العالم ؟
فإذا قلت لي إن ذلك لا يدخل ضمن مسؤولية اردوغان لكن كيف سيستقر وضع هذا الجيب السوري بينما تبقى الأزمة السورية بدون حل للملايين من السوريين ؟
أسئلة معلقة تجعل من استراتيجية اردوغان حلا غير واقعي ، فهل تخفي وراءها أجوبة غير معلنة؟
المصدر: صفحة معقل زهور عدي