سري القدوة
في ظل تصاعد جرائم الاحتلال المنظمة الاستيطانية الإرهابية ضد أبناء الشعب الفلسطيني وبناء البؤر الاستيطانية على التلال والجبال في الضفة الغربية واستهداف المواطنين الفلسطينيين بإطلاق الرصاص تجاههم بهدف قتلهم بشكل مباشر ولا سيما بعد ما حصل في برقة وترمسعيا وحوارة من قتل وإصابة العشرات من الفلسطينيين .
إرهاب ميليشيا المستوطنين المسلحة المتصاعد ضد المواطنين الفلسطينيين وأراضيهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومقدساتهم والذي كان آخره ارتكاب المجازر وإقدامهم على إحراق منزل ومركبات وخط شعارات عنصرية في القدس وترمسعيا واقتحام القرى والمدن الفلسطينية ومهاجمة سكانها على يد عصابات الإرهاب الاستيطانية كل ذلك اصبح يشكل خطورة بالغة على المستقبل مما يستدعي قيام دول العالم بضرورة اتخاذ موقف واضح من تلك التنظيمات الخطيرة وإدراج مجموعات المستوطنين المتطرفة على قوائم الإرهاب .
الحماية التي يوفرها المستوى السياسي في دولة الاحتلال للمستوطنين وعصاباتهم يشجع عناصر الإرهاب اليهودي على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم، خاصة ما يتعلق بتوسيع عملية تسليحهم دون ضابط أو قانون الامر الذي يتطلب اتخاذ موقف دولي من اجل حماية حقوق المواطن الفلسطيني وضمان السلم الاهلي في المنطقة.
حكومة الاحتلال المتطرفة عملت على تشجيع ودعم نشاطات جماعات المستوطنين المسلحة وهي من يتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن وجود تلك الجرائم والانتهاكات التي تمارسها ميليشيات المستوطنين وكتائبهم المسلحة، خاصة وأن أذرع دولة الاحتلال المختلفة تشرف وبشكل مباشر على تلك التشكيلات وتدعم انشطتها منذ ان تم إنشائها وتسليحها وتمويلها ورعايتها وحمايتها وصياغة ايدلوجيتها القائمة على العداء للعرب والدعوة لقتلهم والتخلص منهم عبر سموم افكارهم وتعليماتهم التي يتلقوها في المدارس الخاصة التابعة للمستوطنين والمعسكرات التدريبية العسكرية التي تقام خصيصا لتدريب اطفالهم على السلاح وتتعامل معهم كعناصر ومنظمات فوق القانون كونها تنفذ أجندة دولة الاحتلال العسكرية الاستعمارية وبالتالي هي من يتحمل مسؤولية تلك التداعيات الخطيرة والجرائم المتواصلة بحق المواطنين الفلسطينيين وتلك المخاطر الجدية التي تهدد بتفجير ساحة الصراع واستمرار العنف .
ولا بد من استمرار العمل الدولي وتنسيق الجهود بتشكيل حملة دولية للعمل على إدراج مجموعة “فتية التلال” الاستيطانية الارهابية المدعومة من الحكومة اليمينية المتطرفة، ضمن المنظمات الإرهابية حسب التصنيف الدولي والعمل على تقديمهم للمحاكمات الدولية .
لا بد من الولايات المتحدة الامريكية تحديدا العمل على اتخاذ خطوات عملية ضد فتية التلال وان لا تكتفي وزارة الخارجية الأميركية والمنظمات الدولية بإلقاء اللوم على الحكومة الإسرائيلية فقط بل تحميلها مسؤولية تنفيذ أتباع “فتية التلال” أكثر من 800 اعتداء خلال شهر واحد فقط .
المجتمع الدولي مطالب بالعمل على إعلان مجموعة “فتية التلال” منظمة إرهابية، وخاصة في ظل المطالبات الدولية لوضع هذه المجموعة على قوائم الارهاب وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت عام 1997 حركة “كهانا” منظمة إرهابية، في مسعى إلى إيقافهم حتى لا يصبحوا أكثر خطورة وفتكا ضد الشعب الفلسطيني .
لا يمكن استمرار الصمت امام ما صدر من قرارات وإجراءات اتخذتها دولة الاحتلال ويمارسها المستوطنين من خلال ارهابهم وممارستهم للعنصرية والقمع والتنكيل دون اي عقاب او رادع بل يتم ذلك بحماية قانونية من قبل حكومة التطرف الاسرائيلية ويجب التدخل الدولي وتطبيق القانون بهدف حشد أوسع ضغط دولي على الحكومة الإسرائيلية لوقف تصعيدها الجنوني والغير مسؤول والتعامل مع المنظمات الاستيطانية المتطرفة كتنظيمات إرهابية خارجة عن القانون .