أنا سادنُ الجبّ يا سيّدي
لست يوسفَ
يعقوب لم يكُ يوماً أبي ..
ليس لي كوكبٌ واحدٌ
أو قمرْ
كي أرتّب ليلي كما أشتهي
ليس لي جبلٌ
أرتدي ظلّه في المساء
أنا سادن الجبّ ..
لم أرثِ الحسن من غادةِ الرّملِ
أو من أبٍ مترعٍ بالبداوةِ
خوفي قديمٌ كوجهكَ
والشمسُ لا تعرف الالتفاتَ
إلى قبلتي
إخوتي طيّبون
يحبّونني صامتاً وخفيفاً كشاي الصباحِ
ومريمُ أمّي
تضاءل في مقلتيها السّوادُ
وأثلج في قلبها الحزنُ
يوم ولدتُ
ويوم حبوتُ
وحين غدوت إلى البئر في غفلةٍ عن نعاسكَ
يا أبتي
أكل الذئب قلبيَ
أغمد ظفريه في لغتي
فانتبذت الحكايةّ ..
والخوفُ يا سيّدي نبتة مرّة ٌ
أينعت بين موتين ِ..
والخوفُ لا يعرف الحبّ
يهرب من مقعدٍ فوق عشب الحديقةِ
يمكث في عتمة الشكّ
أو يختفي
تحت ظفر القلقْ
ليس لي حصّة في الرّبيع
ولا أملك الوقتَ
كي أشتري كفناً لانتظاريَ
كان دمي يستفيقُ فألقمه حَلمة الخوفِ
ثمّ إلى معبد الذعرِ
أمضي
سلالي تنوء بشوك المراثي
وأيقونتي صورتي
…
أنام على غرّة الليل
كي لا أضلّ
ويَخطفني الحلم في نزهةٍ للشروق
لديّ القليلُ من الأمنياتِ
ولا أرتوي من كثيرٍ
فهبني صلاتيَ يا سامريّ
وخذ ما لديّ من الأرجوان
ودعني
أنا سادنُ الماء
أعدو إلى ندبةٍ في عراءِ الحكايةِ
كيما تمرّ القوافلُ ظمأى
إلى سورتي
…
أنا سورة الخوف في مهرجان الطغاةِ
أبي مسّه الضُرّ
في أربعينيّة الحلم ِ
فانسلّ من فرجة الخوفِ
نحو السلام
ونامْ
والسّجنُ يا أبتي واطئ السور ِ
تعبره الرّيحُ
والوشوشاتُ ..
وصوتُ الكمان ِ
أمدّ يديّ إلى وردة الانتظار
فيرجمني البردً
والعابرون على جثة الوقتِ
والغرباء
كنت أقربَ للموتِ في ظلمةِ الجبّ
حين تدلّت ضفيرتها
وانتبهتُ ..
لهسهسة الغارِ في صوتها
لم يكن في الندى ما يضارع أسماءها
ثورةٌ
أو صباحٌ أنيقٌ
تويجٌ
يكلّل شام البروق