متابعات
لا يشعر جيش الاحتلال الإسرائيلي بحاجة ملحة لاستئناف الحرب على غزة “على الفور”، إذ يدعم تمديد الهدنة مع حركة “حماس، لرغبته في تحرير المزيد من الأسرى الإسرائيليين وتجهيز قواته للمرحلة المقبلة.
ذلك ما خلص عاموس هرئيل، المحلل العسكري بصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية (Haaretz)، على ضوء قرب انتهاء هدنة بدأت في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري وتستمر 4 أيام قابلة للتمديد وتتضمن تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وقال هرئيل، في تحليل ترجمه “الخليج الجديد”، إن “حركة حماس نجحت في إظهار أنها لم تُهزم في شمال القطاع، حتى لو كانت سيطرتها فيه قد تضررت”، في إشارة إلى توغل بري إسرائيلي بدأ في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقتلت خلاله “حماس” العشرات من عناصر جيش الاحتلال.
وتابع: “الأحد، أوقف بعض مقاتلي حماس شاحنات مساعدات وصلت إلى شمال القطاع بدعوى تفتيشها، وفي المساء جاء عشرات المسلحين مع الأسرى الإسرائيليين إلى مدينة غزة، حيث سلموهم إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر”.
ومضى قائلا إن “هذه مظاهر مهمة لقيادة حماس تظهر أنها لم تُهزم بعد في شمال القطاع وأنها قادرة على إرسال أفرادها إلى هناك، على الرغم من وجود الجيش الإسرائيلي في مكان قريب”.
هرئيل أشار إلى أنه من المنتظر اليوم الإثنين تنفيذ الدفعة الرابعة والأخيرة من تبادل الأسرى في إطار صفقة برعاية قطرية مصرية أمريكية، مضيفة أنه “من المحتمل أن تستمر الهدنة لبضعة أيام أخرى على الأقل”.
ويهدد قادة الاحتلال باستئناف الحرب بعد الهدنة، على أمل إنهاء إدارة “حماس” المستمرة لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي.
ولمدة 48 يوما حتى 23 نوفمبر الجاري، شن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة قتل خلالها أكثر من 14 ألف فلسطيني، فيما قتلت “حماس” 1200 إسرائيلي وأسرت نحو 239 بدأت في مبادلتهم مع الاحتلال، الذي يوجد في سجونه أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
فرصة لحماس
وبحسب هرئيل فإن “حماس مهتمة جدا بإطالة أمد الهدنة، وأبلغت قطر بأنها ستحاول العثور على المزيد من الإسرائيليين من الفئة نفسها (أطفال ونساء) التي نصت عليها الصفقة”.
وإجمالا، ينص الاتفاق الراهن على أن تطلق “حماس” سراح 50 أسيرا إسرائيليا من الأطفال والنساء، مقابل إطلاق الاحتلال 150 أسيرا فلسطينيا من الأطفال والنساء أيضا.
ولفت هرئيل إلى تقارير أفادت أمس الأحد بأن “حماس” معنية بيومين آخرين وحتى أربعة أيام من وقف إطلاق النار، بما يتجاوز ما اتُفق عليه في المرحلة الأولى، وهذا منوط بتحرير المزيد من الأسرى”.
وتابع: “بخلاف ما يظهر في بعض التصريحات الإسرائيلية، لا يوجد في الجيش شعور ملح بأنه يجب العودة فورا إلى الحرب مع انتهاء الهدنة”.
وتحدث هارئيل عن تأييد داخل الحكومة لـ”فترة زمنية قصوى تصل إلى أسبوع آخر، قبل استئناف القتال، في حال كان من الممكن خلال هذه الفترة إعادة المزيد من الأسرى”.
وقال إن “زعيم حماس في غزة يحيي السنوار نجح في فرض وقف إطلاق النار بشكل شبه كامل على قواته، حتى في شمال غزة، وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، لكن يبدو أنه يواجه مشاكل في جمع جميع الأسرى الإسرائيليين الذين شملتهم هذه المرحلة من الصفقة”.
وإلى جانب الرغبة في إعادة المزيد من الأسرى من غزة، فإن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى فترة زمنية لإنعاش قواته وتجهيزها للخطوة المقبلة، لكن “عدم استئناف القتال ينطوي على مخاطر، بينها إعادة تنظيم حماس صفوفها”، كما زاد هرئيل.
المصدر | عاموس هرئيل/ هآرتس- ترجمة وتحير الخليج الجديد