د.مخلص الصيادي
رحم الله أخانا ورفيقنا وصديقنا أبا ضرار، رحل في وقت الساحة السورية في أحوج ما تكون لمثله، وضوحا في الرؤية، صلابة في المواقف، وثبات في المعارك، وتميزا في الأخلاق. وكان إلى جانب كل هذا حكيما، يقدر الأشخاص والمواقف، والظروف، متواضعا وهو يعرض الحلول ويكشف عن سبل الخروج من كل مأزق أو مشكلة.
كان في عمله العام “محاميا”، كمثل ما هو في النضال السياسي، يجسد ما يؤمن به في سلوكه، وفي أخلاقه، فهم المحاماة وقوفا إلى جانب الحق، وتوضيح لمكوناته، وإبانة لمواطنه، لذلك ما كان يدافع في قضية إلا إذا أعتقد أن فيها للحق نصيب.
أبو ضرار، أيها الكبير الذي رحل قبل أربعة أعوام نحن نفتقدك في كل يوم، ونفتقدك في كل موقف، ونفتقدك عند كل منعطف.
كان الوطن والأمة والعدالة والديموقراطية تملأ كل كيانك، وكنت تدرك إدراك المؤمنين أن هذا من أصول الإيمان، وأن الاسلام الذي يشدد على أداء أركانه، يشدد على إعطاء الوطن والأمة والعدالة والديموقراطية حقها من البذل والعمل والجهاد.
كان مؤلما أن تغادر هذه الحياة والوطن الذي أحببت ما زال يرزح تحت طغيان نظام هو على النقيض من كل ما تؤمن به، بل وعلى النقيض من كل صفة انسانية، لكن الموت حق، بل هو اليقين ذاته، وكأنك تركت ميدان النضال والكفاح إلى إخوتك ورفاقك يتابعون السير فيه، على أمل أن يصلوا بهذا الوطن إلى بر الأمان.
أبا ضرار … في جنات النعيم إن شاء الله، عل الله في عليائه يكتب لنا لقاء يمثل النهاية السعيدة لنا، فنكون من الفائزين.