أحمد مظهر سعدو
ما يفعله نظام الإجرام الأسدي في محافظة إدلب والشمال السوري، من قتل وقصف ودمار طاول المدنيين في مدن أريحا وإدلب، وكل قرى جبل الزاوية، يذكرنا بالمثل الشعبي الشائع الذي يقول (الطبل في حرستا والعرس في دوما).
حيث ومع كل عدوان إسرائيلي على مواقع للنظام والمليشيات الإيرانية المنتشرة على الكثير من مساحات الجغرافيا السورية، تنبري وتتحرك آلة الحرب الأسدية للانقضاض على أهل إدلب قتلًا وتدميرًا، واستباحة لدماء الأطفال وانساء والمدنيين الآمنين، أو يفترض أنهم آمنين. ونسى نظام بشار الأسد أو تناسى أنه جزء مفترض من هذا الذي يسمى (محور الممانعة والمقاومة) وهو الذي لابد أنه مازال يرفع شعار (وحدة الساحات) ويعلي من نظريات مناهضة العدوان الإسرائيلي ومقارعته، وينادي بتحرير (ليس فقط الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧) بل يتخطاه إلى أنهه يريد تحرير فلسطين من البحر إلى النهر. لكن واقع الحال الممارس والمعاش والمشهد الواقعي اليومي يشير إلى كذب كل شعاراتهم تلك، وتحطمها جميعًا على صخرة تلك الدماء الغزيرة التي تتدفق على أرض قطاع غزة. هذا المحور ومنه نظام الأسد يتجاوز كل ذلك ومعه مئات حالات القصف الإسرائيلي للأراضي السورية، وبالتساوق معها خروج مطاري دمشق وحلب من الخدمة، لعشرات المرات، وهو ينتظر (الصبر الاستراتيجي) ويمسك نفسه عن أي رد حقيقي خلا استخدام تلك المفرقعات التي تحاول بها وعبرها مليشيا تابعة لإيران أن تشاغل بها العدو الصهيوني (كما تقول) لكن بالطبع ضمن مساحات وتفاهمات متوافق عليها ، وعلى أسس مرسومة ضمن الدور الوظيفي الفاقعة ألوانه لهذه النظم، ومنها بالضرورة نظام بشار الأسد، ومعه حزب الله اللبناني، والحشد الشعبي العراقي، وأيضًا الحوثيين. حتى أن كذبة أننا نحن من يختار الرد المناسب والوقت المناسب لم تعد تكررها لانفضاح أمرها وعهر تخرصاتها وانكشاف ماهيتها.
المشكلة أنه وفي ظل انشغال الغرب والشرق في متاهات أخرى، منها حرب أوكرانيا، وفي أتون دراماتيكية المشهد شمال شرق سورية، وتكريس كل الجهد التركي للقضاء على إرهاب ال (ب ك ك) الذي يمارس إرهابه المستمر ضد الجيش التركي والمدنيين الأتراك، فإن النظام السوري يستغل هذه الانشغالات، ويذهب بعيدًا في غيه وعدوانه شبه اليومي، على أهلنا في محافظة إدلب، ويمارس طغيانه واستبداده وعدوانه على أطفال الشمال السوري، وسط صمت دولي وإقليمي ملفت، وفي إطار عدم الالتفات العربي الرسمي، لكل هذه الانفلاتات العدوانية القهرية، من قبل نظام (الكبتاغون) السوري، حيث لم يعد من هم للنظم الخليجية سوى كيفية كبح جموح وجماح تدفق (الكبتاغون) كمخدر خطر يقوم بتصنيعه نظام بشار الأسد، وإرساله عبر الأردن، ورغمًا عن كل الاحتياطات العسكرية والأمنية الأردنية، إلى دول الخليج العربي ومجتمعاته، من خلال الأدوات وهي ميليشيا تهريب المخدرات المؤلفة من النظام الأسدي، و مليشيا حزب الله، وكذلك مليشيا الحشد الشعبي العراقي، التي تدَّعي أنها ذاهبة إلى الأردن، لتفتح الحدود مع إسرائيل، من غور الأردن وتقاتل إسرائيل نصرة لأهل غزة، وكأنها نسيت أن هناك حدود طويلة وكبيرة في الجولان السوري، أو أن هناك حدود أكثر وأطول مع إسرائيل في جنوب لبنان. إنها تحاول اختراق حدود الأردن وهو ما تسبب بالكثير من الدماء والضحايا السوريين المدنيين الأبرياء، على مقربة من الحدود مع الأردن، حيث يرد الأردن، مع صمت مطبق من نظام بشار الأسد، وكأن الأمر لا يعنيه أو أن هذه الحدود، لم تعد حدوده، لعلها حدود إيران إو ميليشياتها، أو أنه لا فرق بينهم، وهذه هي الواقعية الواضحة والحقيقية.
ويبقى الألم الأكبر هو واقع حالنا كسوريين، حيث نقع بين المطرقة والسندان، ولم نعد نعرف من يأتينا القصف، وكيف تنهمر على المدنيين لدينا القنابل أو الصواريخ، ويترك نظام الإجرام الأسدي كل تلك الانتهاكات والاعتداءات من إسرائيل وسواها، ويرمي بحممه هو وآلته الحربية فوق رؤوس البلاد والعباد، في أريحا وإدلب وريف المحافظة في مجموعه. كل ذلك يجري ضمن حالة من العثار الكبير تعيشه المعارضة السورية المبعثرة والمتشظية، والمنشغلة في أتون محاصصاتها، ومصالحها الذاتية الأنوية، فيكون آخر همها هو معاناة السوريين، سواء تحت القصف الأسدي الفاشيستي، أو ضمن أقبية ومعتقلات وسجون الطغيان الطاغوتي الأسدي، حيث لا يوجد أي تحريك لقضية المعتقلين السوريين، في أجندات أي نوع من أنواع المعارضة السورية الرسمية المتعددة ضمن ألوان الطيف السياسي أو العسكري الواسع.
المصدر: مجلة الوعي السوري
GaNIlmLZXDWfbQ
Your point of view caught my eye and was very interesting. Thanks. I have a question for you.