سري القدوة
رغم التحذيرات الدولية من خطورة المجاعة والأمراض المعدية تواصل حكومة الاحتلال الفاشية منع وعرقلة طواقم الإغاثة الدولية من دخول المساعدات الإنسانية، وما يجري في غزة وصمة عار يمس ضمير العالم الذي يدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان .
ومن الواضح أن استمرار استخدام الولايات المتحدة لحق الفيتو لمنع ووقف الحرب على غزة وإصرارها على استمرار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وإفشالها قرار مجلس الأمن بمنع حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، تثبت أنها الشريك الفعلي للعدوان، وتكشف زيفها وكذبها وعنصريتها وتناقض أقوالها مع أفعالها بأنها تدعم حل الدولتين، وان الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية المجازر والتطهير العرقي بالأرض الفلسطينية .
وما يجري بالجامعات الأميركية من مظاهرات طلابية تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا وانتقل إلى الجامعات الأوروبية، سيأتي ثماره بوقف هذا العدوان، ونستغرب القيام بمنع التظاهر واتخاذ الإجراءات القمعية ضد المتظاهرين السلميين في الدول الغربية للمطالبة بوقف الحرب في غزة والجرائم والانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة ولا بد من العمل على اتخاذ خطوات عاجلة نحو ضرورة فرض المجتمع الدولي عقوبات فاعلة على إسرائيل بما في ذلك وقف تصدير السلاح إليها ردا على خرقها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وجرائم الحرب التي ترتكبها في غزة والضفة الغربية المحتلة .
وما من شك بان الحراك الدولي يعد خطوة مهمة من اجل توسع نطاق التضامن الدولي وإن الوقت قد حان لتشكيل جبهة دولية لإنهاء الاحتلال، تشارك فيه كل الأحزاب والحركات السياسية في أوروبا والولايات المتحدة، وأميركا الجنوبية، وإفريقيا وآسيا، والعالم العربي لوضع حد للظلم التاريخي الواقع بحق الشعب الفلسطيني .
مشاهد المقابر الجماعية تتكشف يوما بعد حقيقة الاحتلال حيث يتطلب العمل على فتح تحقيق دولي واتخاذ إجراءات عاجلة لمنع استمرار المجازر التي ترتكبها حكومة الاحتلال والتي تؤكد بأنها دولة مارقة على القانون الدولي ويجب فرض عقوبات عليها ومحاسبة من يرتكب جرائم الحرب وضمان عدم إفلاتهم من العقاب .
وفي ظل هذا الحراك الدولي لا بد من الدعوة إلى الكل الفلسطيني لتوحيد الصف ولم الشمل لإفشال جميع المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني، وتعزيز صمود أهلنا وشعبنا الصامد خاصة في غزة ومدينة القدس المحتلة، والتأكيد مجددا أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي خيمتنا وعنواننا وقرارنا الوطني المستقل .
لا بد من المجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة من اجل فرض عقوبات فاعلة على إسرائيل، بما في ذلك وقف تصدير السلاح إليها، ردا على خرقها للقوانين الدولية وجرائم الحرب التي ترتكبها في غزة والضفة الغربية ويجب التحرك الفوري لضمان العمل على تحديد آليات تكثيف العمل العربي والإسلامي المشترك للتوصل إلى انهاء الحرب على قطاع غزة، وضمان حماية المدنيين وفقا للقانون الإنساني الدولي ويجب العمل فورا على إيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لجميع أنحاء القطاع، إضافة إلى مواصلة كافة الجهود الرامية إلى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة .
قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، ورفضهم القاطع لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، وأي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية ويجب التحرك الدولي في إطار العمل على اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين على حدود 4 حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
المصدر: إيلاف