د- حازم نهار
يُشهد للأستاذ عصام العطار بكثير من الصفات الإيجابية والمواقف الملهمة:
- وقوفه إلى جانب الشيخ مصطفى السباعي في وجه “مشايخ الشام” عند كتابة دستور سورية في الخمسينيات، فقد كانوا يطالبون بصورة متشددة بأن يكون “دستور الدولة هو الإسلام”، وانتهى الأمر بتسوية على أساس “دين رئيس الدولة هو الإسلام”.
- عندما وقع الانفصال بين مصر وسورية في أيلول/ سبتمبر 1961، رفض العطار توقيع بيان الانفصال الذي وقّعه مؤسسو الوحدة أنفسهم في سورية (حزب البعث)، ونادى بتصحيح الوحدة على أساس ديمقراطي.
- رفضه المشاركة مرات عديدة في الوزارات التي جاءت عن طريق الانقلاب العسكري، بعد الانفصال، وفي عقب انقلاب مارس 1963.
- وقوفه ضد استخدام العنف في سورية في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، من “النظام السوري” والحركات الإسلامية على السواء.
- تنازله عن حقه، وحق أسرته، في اتهام قاتل زوجته بعد أن قُبض عليه في ألمانيا، وهو الذي قتلها بقرار أمني سوري.
- اشتغاله في الثقافة والفكر، واطلاعه الواسع على الثقافة الأوروبية، في حين أن أغلبية المنتمين إلى التيارات الإسلامية ما يزالون أسرى الرؤى الأيديولوجية الجامدة أو المتطرفة أو العنيفة، أو هم لا يملكون سوى شعارات وبضع كلمات يحفظونها.
- العطار تيار إسلامي مختلف عمّا هو سائد من ظواهر الإسلام السياسي، اختلف مع تنظيم “الإخوان المسلمين”، وغادره بسبب العقليات المناطقية السائدة فيه، والسياسات والآليات التي سار في ركابها. ومن هنا إصراره على الاتساق بين الوسيلة والهدف؛ فلم يحارب باطلًا من أجل باطل آخر، وهذا ميَّزه عن كثير من الإسلاميين الذين يحملون السلاح ويمتشقون العنف والتكفير دينًا. رحم الله الأستاذ عصام العطار.
المصدر: صفحة حازم نهار