نائلة الإمام
الغيرة من نزار قباني في عشق دمشق من قصيدة طويلة
أهواكِ في الصحوِ إشراقًا وفي المطَرِ
في الثلجِ أيامَ كنتِ بهجةَ النظرِ
في العُسرِ في اليُسرِ في صبر وفي جلد
في القَمْعِ قابضةً صمتًا على الجمْرِ
أشتاقُ حَرّها كالأشواقِ يَلْفحُني
ألوذُ من بردِها في الليلِ بالسمَرِ
لو رشفةٌ أرتوي من نبْعِ فيجتِها
أو نسمةٌ من صَبا بردى بها تَسري
أصبو لصحرائها أشتاقها حلما
أهيم في غفوة بجنانها الخضر
من ذا أحبَّكِ مثلي ناسكًا دنِفًا؟!
حتى نزارٌ تَلهّى عنكِ بالقُمُر (*) القمر الجميلات
قد أشركَ الغيدَ في حبِّيك والنجوى
وهامَ دونكِ في حلٍّ وفي سفرِ
للشطِّ تقذِفُنا مِزقًا بحارُهم
وتزدرينا خيامُ العارِ في البرّ
لله طيفيَ في الحاراتِ والهةً؟!
من جاس في حرمي أغفى على سُرري؟!
واجتثَ نارَنْجتي غلاً وداليتي
والياسمينةَ في ثأرٍ من العِطْرِ
غريبةُ الوجهِ والكفَّينِ في حرمي
بالعجمي ترطنُ بالثاراتِ والكفرِ
لن يبقى منكمُ في حاراتِنا لَمٌم
في صحنِ بيتٍ لنا أو في ثرى قبرِ