د. مخلص الصيادي
مرحلة جديدة من مراحل تفتيت الأمة العربية، وتمزيق أوصالها. والمقصود بالأمة العربية هنا، لغة الأمة ولسانها، وقد شهدنا ونشهد الهجوم على دين الأمة، وكتابها، وسنة نبيها، وأعلامها، وفتوحاتها، وتاريخها.
وهذا
المسألة هنا ليست مسألة دراسة اللغة القبطية، أو غيرها من اللغات القديمة (الآرامية، والآكادية، والأوغارتية، والكلدانية، الهيروغليفية، والفينيقية) فدراسة هذه اللغات مطلوبة لفهم الحضارات القديمة، المسألة هنا في الانفصال عن اللغة الجامعة المقدسة”اللغة العربية”، وإحلال لغات أخرى بديلة، وهو ما عجز الاستعمار عن تحقيقه على مدى سنواتنا الطويلة معه.
وأن تأتي هذه الدعوة من مصر فهو أمر مقصود لذاته، لأن مصر هي “بيضة القبان”في الوجود القومي لهذه الأمة، ولا يمكن أن تجدي جهودهم في تفتيت هذه الأمة إلا إذا عزلوا هذه “البيضة” وجعلوها خارج /ضد أمتها، تماما كما فعلوا حينما استجروا قيادتها الى الصلح مع العدو الصهيوني، فعزلوها عن محيطها العربي، وبالتالي خرقوا حصانة هذا المحيط تجاه هذا العدو.
دعوة خبيثة، مقصودة، ومدعومة، ومآلاتها الحقيقية تفتيت مصر نفسها، لأن مصر الموحدة لا بد في لحظة ما أن تستعيد دورها ومكانتها في أمتها، ولا بد أن تتقدم في لحظة ما للقيام بمسؤوليتها القيادية في هذه الأمة، وتفتيت مصر هو المطلب الأسمى لقوى العدوان الغربي/الصهيوني.
دعوة لا يجوز الاستهانة بها، ويجب التصدي لها، وأكاد أرى كل الذين عملوا لتفتيت الأمة والتعاون مع أعدائها، والتهجم على قواعد وجودها وعلى دينها يتجمعون خلف هذه الدعوة الجديدة دعما لها، فهؤلاء جميعا جبهة واحدة، ولغرض واحد.