سري القدوة
أدانت اغلب دول العالم إعلان وزير خارجية دولة الاحتلال الإسرائيلي، بشأن اعتبار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شخصا غير مرغوب فيه وقد عبرت عن دعمها الكامل للدور الذي يقوم به غوتيريش وأدائه لمهامه وفق ما تضمنه ميثاق الأمم المتحدة منذ بدء الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية على أراضي الجمهورية العربية السورية ويمثل هذا الموقف تصعيدا خطيرا وأسلوب غبر منطقي ويعكس حالة الفوضى والعنجهية التي تعاني منها حكومة الاحتلال وإصرارها على ممارسة جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي .
ويشكل الاجتياح البري الإسرائيلي للبنان والتعدي على سيادة الدولة اللبنانية واستمرار الحرب على قطاع غزة محورا مهما لطبيعة عمل الأمين العام للأمم المتحدة والذي يقوم بجهود مستمرة لوقف الحرب ومطالبته الدائمة لإنفاذ وقف إطلاق النار بشكل فوري ومعالجة الوضع الإنساني الكارثي بشكل عاجل .
ويجب على المجتمع الدولي العمل على ضرورة توفير الحماية لموظفي وأصول الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية ولبنان، وخاصة في ظل استهداف إسرائيل الدائم لموظفي الأمم المتحدة ووكالة الأونروا في عملهم خلال الأزمة الحالية، وأهمية إنفاذ المساءلة الواجبة ازاء تسبب إسرائيل في قتل أكثر من 220 موظف أممي منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وأيضا لبنان .
وحان الوقت لقيام الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بإدانة الإعلان الإسرائيلي، والإعراب عن دعم غوتيريش بصفته الاعتبارية وخاصة في ظل الهجمات المتكررة عليه وعلى موظفي الأمم المتحدة، والتي تعد سابقة خطيرة يتعين التصدي لها للحيلولة دون تحولها لممارسة مألوفة، وما من شك المجتمع الدولي له دور وأهمية كبيرة في الحفاظ على استمرار اطلاع الأمم المتحدة بتقديم المساعدة والحماية للمدنيين الواقعين تحت العدوان الإسرائيلي، والذي لم تسلم منه أيضا الأمم المتحدة ووكالاتها وأجهزتها .
قوات الاحتلال قتلت في قطاع غزة لا يقل عن 41,825، شهيدا غالبيتهم من الأطفال، والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 وأن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 96,910 في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم وأن قوات الاحتلال ارتكبت العديد من المجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 39 مواطنا، وإصابة العشرات خلال الساعات الـ24 الماضية فقط .
وفي ظل استمرار الإبادة المنظمة باتت حكومة التطرف الإسرائيلية تحارب أي صوت سياسي دولي يقوم بانتقاد تصرفاتها وإعمالها الوحشية والقمعية وتريد استمرار عملياتها بدون أي نهاية، وتعمل على توسيع احتلالها العسكري لقطاع غزة وترسيخ تواجدها كدولة محتلة رافضة السماح بإعادة فتح المدارس وتقديم الخدمات الإنسانية للسكان وتوفير العلاج المناسب لطوابير المرضى وترك السكان يواجهون مخاطر الجماعة القائمة حاليا في قطاع غزة بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية ولذلك وبكل وقاحة تعتبر الأمين العام للأمم المتحدة شخصية غير مرغوب فيها بإسرائيل .
العالم أصبح مطالبا اليوم باعتبار إسرائيل دولة خرجت عن قواعد السلوك الدولي وتجميد عضويتها في الأمم المتحدة فلا يعقل ان تقف إسرائيل أمام الخيار الدولي وقوة قرارات الأمم المتحدة متسلحة بالدعم السياسي والعسكري والمالي الأمريكي حيث توفر إدارة الرئيس بايدن الغطاء السياسي وتحمي إسرائيل عبر قرارات الفيتو الأمريكية التي تحصنها من أي مسائلة مستقبلية عن جرائم الحرب والإبادة المنظمة التي ترتكبها .