معقل زهور عدي
تحارب إسرائيل حزب الله على جبهتين، جبهة الجنوب حيث تحاول السيطرة على شريط محاذ للحدود بعمق عدة كيلومترات , وتدمير البنى التحتية للحزب في مجمل الجنوب وحتى البقاع .
أما الجبهة الثانية فهي جبهة الضاحية ويبدو أن بيروت مرشحة ليمتد إليها القصف لتلتحق بالضاحية .
يظهر المشهد المأساوي الكارثي لما تفعله اسرائيل في شمال غزة حيث تقصف خيام النازحين وتحرقهم أحياء وتحاصرهم حصارا يشمل قطع إمدادات الغذاء والماء كيف أنه لم يعد هناك حد أو رادع لاسرائيل لفعل أي شيء مهما كان فظيعا وصادما وخارجا عن مبادىء الانسانية , فكل ماتفعله يجري تغطيته وتمريره بأبخس الأثمان من قبل الولايات المتحدة والغرب عموما .
هكذا فبيروت اليوم كما الضاحية ولبنان مهددة بالقصف والحصار , وربما تعول اسرائ يل على ذلك أكثر مما تعول على تقدم جيشها في الجنوب من أجل الوصول لنتائج حاسمة تتمثل في حالة قريبة من الاستسلام لحزب الله .
لكن يبدو أن ايران لاتريد الطلب من الحزب تلبية المطالب التي تنهال عليه من اللبنانيين أيضا بقبول وقف اطلاق النار وفق شروط القرارين 1701 و1559 خاصة الأخير الذي ينص على نزع سلاح كافة الميليشيات في الدولة اللبنانية .
كما يبدو أن نتنياهو ليس مستعجلا على التوصل لوقف إطلاق نار لايفرض الشروط الملائمة لإسرائيل والتي تنهي عمليا ما تبقى من قوة حزب الله ومكانته السياسية في لبنان , فتدمير البنى التحتية للبنان وليس فقط لحزب الله سيكون أمرا مناسبا للسياسة الاسرائيلية التي ربما تعمل على توسيع حروب التدمير الشامل التي بدأتها في غزة .
لا أحد يعرف تماما كيف ستنتهي حرب لبنان، لكن الدلائل تتجمع لتشير إلى أن الحرب مؤهلة أن تمتد زمنيا وأن تتسع ليطال لهيبها ما حول لبنان وخاصة سورية , وأن مثل ذلك الاحتمال يكتسب كل يوم مصداقية أكثر من احتمال أن نرى نهاية قريبة تتضمن نوعا من التنازلات المتبادلة للوصول لتسوية ما , تسوية تقبل فيها اسرائيل الاكتفاء بانسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني , ويقبل فيها حزب الله التعهد بالالتزام بهدنة دائمة تحت رعاية الأمم المتحدة .