مصعب عيسى
السامية….ومعاداة السامية
عبارات راحت تتكرر على مسامعنا ليل نهار وهي الأسطوانة التي لم تغب ابدا منذ بدء ليل النكبة الدامي فوق ارض فلسطين التاريخية عام ١٩٤٨
دعاية راحت تخلط الحابل بالنابل كما يقال وتضع بين فكيها كل من يحاول ان يتطاول على عنجهية المستعمر او انتقاده او مجرد التلميح بالإشارة الى ما تم منذ عقود ولا زال من إبادة جماعية ممنهجة ضد شعب لاحول له ولاقوة سوى انه فلسطيني
خلط ممنهج وموسع راح يخلط اليهودية بالاسرائيلية وبالصهيونية وبالعبرية وبالاحتلال فاصبح كل من ينتقد هذا المحتل هو معادي لما يزعمون انها سامية
فماهي السامية ومن هم الساميون وهل هؤلاء فعلا محقون ومن هم الساميون في داخل اسرائيل ؟
تعرف المصادر التاريخية المتعددة السامية انها تسمية جاءت من تصنيف تاريخي وضعها باحثون واكادبميون متخصصون في مجال الاركولوجيا انها تسمية انساب لأبناء نوح وهم سام وحام ويافث ومن سام نشات الأقوام واللغات السامية
وهنا سوف نعرض الموطن الاصلي للسامين لباحثين غربين ويهود حتى نقدم براءة ذمة امام التاريخ وهذا ليس انتقاصا من علماءنا وباحثينا واساتذة التاريخ العربي والإسلاميين ولكن تحت قاعدة من لسانه ادينه
ربما من اشهر الباحثين وواسعهم انتشارا في الغرب كان البروفيسور الامريكي وال ديورانت صاحب موسوعة قصة الحضارة والتي تعتبر من اشهر المصادر التاريخية
يشير ديورانت في مجلده الثاني صفحة رقم ٣٠٩مايلي ؛
ومهد الجنس السامي ومرباه هو جزيرة العرب فمن هذا الصقع الجذب حيث ينمو الانسان شديدا عنيفا وحيث لايكاد ينمو نبات على الاطلاق تدفقت موجة في اثر موجة في هجرات متتابعة….فكان لابد لهم ان يفتتحوا بسواعدهم مكانا خصبا ظليلا يعولهم. انتهى الاقتباس
ايضا اشار الباحث الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه اليهود في تاريخ الحضارات الاولى : ان بلاد العرب كانت مهد الساميين
وهذا ما اكده الباحث والمؤرخ الفرنسي بيير روسي في كتابه ( مدينة ايزيس التاريخ الحقيقي للعرب) حيث قال : ان الساميين هم عرب قدماء
وتطول القائمة من اصحاب دعم هذه النظرية ومنهم النمساوي الويس شبرنجروالايطالي ليون كاتياني والباحث الانكليزي جاك فلبي
هذا الموطن العربي السامي كان مهدا للديانات السماوية التي نزلت على امتداد هذا البقعة الجغرافية ولكن المكر الذي دسه تلامذة الفكر التلمودي هو تحويل الديانة اليهودية الى عرق وقومية لفصله عن هذه البقعة الجغرافية وتخصيص السامية من بعد كصفة خاصة بهم وهذا ما لايقبله العقل والمنطق فلا احد ينكر وجود اليهود العرب والمسيحين العرب والمسلمين العرب لكن الربط الخبيث هو محاولة اسقاط الصبغة السامية على دولة الاحتلال
ولكننا نطرح سؤالا للعقل والاحتمال هل كل اليهود ساميون ..وهل كل سكان ( اسرائيل ) على نفس السوية العرقية هذا سؤال الهوية الذي يجيب عليه باحثون واكادبميون اسرائيليون عن مدى التفاوت العرقي والطبقى بين أطياف ما يسمى بالمجتمع الاسرائيلي
وهذا قطعا ما فنده وانكره احد اهم اساتذة التاريخ اليهود وهو النمساوي اليهودي ارثر كوستلر في كتابه القبيلة الثالثة عشر والذي يفند فيه موطن الاشكناز البهود والذي يعود بحسب مااورده كوستلر الى بلاد الخزر وهم من العرق او القومية التركية الذين اعتنقوا اليهودية في القرن الثامن ميلادي ثم تدفقت هجراتهم بسبب الحروب وغيرها الى بولندا وبلا روسيا وشرق اوروبا ومن ثم الى غربها وهذا ما يهمنا في تاريخنا المعاصر بعد احتلال بريطانيا لفلسطين وبدء الهجرات السرية المنظمة ليهود اوروبا نحو فلسطين
وفي اطلاعنا على تعريف السامية داخل مؤسسات السياسة الاسرائيلية وجدنا ان هذه التعريفات تاحذ منحى اخر مختلف تماما حتى عن السردية التوراتية
ان مايسمى بالمجتمع الاسرائيلي يعاني اصلا من تقاوت عرقي وطبقي عنصري وهذا ما دفع الكثير من الباحثين الاكاديمين الاسرائيلين الى دراسة ظاهرة التقاوت العرقي في هذا المجتمع الغيرمتجانس اصلا
دراسة تحمل في طياتها عنوان خطير وعريض (يهود يكرهون بعضهم )
الباحث والمحاضر في جامعة حيفا الدكتور ارييه كيزل في كتابه (الرواية الشرقية الجديدة في اسرائيل ) تحدث عن الفارق بين الطبقة اليهودية البيضاء (الاشكيناز )وبين اليهود الملونين واضاف ان النخب الاشكنازية نفذت خطوات تربوية ضمن سياسة (بوتقة الصهر )شملت اجراءات تفصيل وتمييز مكشوفة ضد اليهود الشرقين (السفاراديم )وهم ساميون اصلا بلا منازع
من جانب اخر يرى البروفيسور اوري ديفيس ان هناك ممارسات عنصرية ضد اليهود الملونيين وخاصة الشرقيين ان هؤلاء يهود لا تنطبق عليهم قوانين فرضت على عرب فلسطين الا انهم تعرضوا لممارسات عنصرية طبقية من جانب الحكومة التي تقودها نخبة من اليهود الاشكيناز
وبالعودة الى تلك الكذبة الدعائية التي روج لها الصهاينة بالتعاون مع حكومات الغرب عن معاداة السامية فهي يمكن ان تنطلي على عامة الاوروبين المحكومبن اصلا بهذا الذنب الابدي خاصة ان اضطهاد اليهود قد تم على ارضهم ومن حكامهم وساساتهم …ومن اجل ذلك خلقوا مايسمى بمعاداة السامية وهي اللعبة التي بموجبها تمكين التحكم بشعوب العالم ياسره
لكن اسرائيل نفسها تعادي السامية وتضطهدهم على حساب بقاء النخبة البيضاء الاشكنازية
لكن ماذا نفعل نحن الساميون.كما تقول اغلب الدراسات الاوروبية والغربية ..نحن العرب المتحدثين بلغة سامية من بين سبعة لغات سامية اصيلة
ماذا يمكن ان توجه تهمة للعربي السامي المقيم في فلسطين او خارجها منذ الاف السنين والذي شهد حروبا وحضارات وتتابع ديانات على ارضه …ولم يتبدل هو ولم تتبدل ثقافته..وعاداته
وتقاليده…حتى دراسات السلالات البشرية أثبتت انهم اصحاب الارض..ولم ينبدلوا..
لم ياتي الفلسطيني من الواقواق ولا من بلاد السند والهند
ولم ياتي من خلف البحار…والشطأن…
هو هنا يقيم …هو السامي وهم شذاذ الافاق
ثم يتهم بانه معاد للسامية…
ايعادي المرء نفسه.؟؟