سري القدوة
حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية ماضية في تطهير غزة من سكانها ومسح معالمها، وسلخ القدس عن محيطها العربي والإسلامي، وحصار الفلسطينيين في قراهم ومدنهم في ظروف قاسية تدفعهم إلى الهجرة أو إخضاعهم ليكونوا مجموعات بشرية تحت الاحتلال دون أي آمال وطنية أو سيادية، وأن ما يجري على يد الاحتلال وآلته العسكرية أرسى حقيقة باتت واضحة هي أنه لا شريك للسلام يمكن الحديث معه، وأن من يحكم دولة الاحتلال دمر أي آفاق سياسية قد تعيد التوازن للمنطقة وترسي سلاما شاملا وعادلا .
كل القوى التي أمدت الاحتلال بأعتى أنواع الأسلحة ومصادر التمويل وكذا الدول التي وقفت متفرجة على هذه المذابح دون كبح جماح هذا التوحش الإسرائيلي، هي باتت شريكة رسمية في جرائم الإبادة الجماعية التي يتم ارتكابها في مشهد أسقط كل الأقنعة عن المنظومة الدولية وما تدعيه من أخلاقيات وقوانين وحقوق الإنسان .
ويشكل قرار محكمة الجنايات الدولية باعتقال مجرمي الحرب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين خطوة ايجابية حيث يعيد الأمل في القانون والمؤسسات الدولية، ولكن رغم كل ذلك ورغم السكين الإسرائيلية التي أشبعت بدمائنا، ورغم آلاف الأطنان من المتفجرات الموجهة بأحدث التقنيات لتنفجر على رؤوس أطفالنا مازال وسيبقى شعب فلسطين وستبقى خيمة الفلسطيني قرب ركام منزله أكثر رحابة من بلاد العالم كلها .
دولة الاحتلال تستند فيما تفعله إلى منطق القوة الغاشمة المستمدة من حلفائها فالشعب الفلسطيني يمتلك الحضارة ويستند إلى قوة المنطق والحق الذي تؤمن به كل القوى الحرة في العالم، التي تخوض الآن نضالاً صعباً دفاعاً عن الإنسان وكرامته وحقه في الحياة، متخذة من القضية الفلسطينية رمزاً أيقونياً لهذا النضال، الذي يستقطب كل الأحرار من مختلف الشعوب المؤمنة بدعمها المطلق للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة .
اتساع التضامن الدولي مع فلسطين وترسيخ دور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني يؤكد انه لا يمكن للاحتلال ان يمر بمخططاته الهادفة الى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية او إعادة احتلال قطاع غزة فهذا هو الوهم القائم على تفكير العنصرية الإسرائيلية المتطرفة، ولا يمكنه ان يشكل قاعدة ارتكاز للفكر الصهيوني المتطرف .
يدرك الجميع أن حرب الاحتلال هي حرب مفتوحة وشاملة وهي حرب وجوديه ومخطط الاحتلال يستهدف قلب الواقع الفلسطيني واجتثاث كل المعالم الكيانية الوطنية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أرضهم وحشرهم في معازل واستعبادهم وهو ما يقتضي إتباع آليات تحرر سياسي جادة ومختلفة على المستويين العربي والدولي لوقف هذا الطموح الدموي الإسرائيلي وإعادة إحياء إمكانية إحلال السلام في المنطقة .
ويجب إعادة التأكيد مجددا على أهمية قرارات القمة العربية الإسلامية الأخيرة بالرياض، والتي انتقلت بالعمل العربي الإسلامي المشترك من منطق التدبير إلى منطق التغيير، ويجب دعوة مختلف الأطراف الدولية إلى وقف تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح وهو التوجه الذي ندعو إلى تعزيزه والعمل على تطبيقه إلى جانب مختلف مخرجات القمة .
الشعب الفلسطيني وهو يواجهه حرب الإبادة التي تمارسها دولة الاحتلال يرفض بكافة أطرافه ومكوناته مخططات التهجير التي يسعى الاحتلال إلى تنفيذها ويؤكد صموده على أرضه، فلا تهجير ولا وطن بديل للفلسطينيين وهنا ندعو كافة القوى الحية إلى تكثيف حراكها ونشاطها في ظل الأعداد الكبيرة للشهداء وما نخشاه من اعتيادية المشاهدات ان يصبح الفلسطيني مجرد رقماً لا أكثر .
المصدر: أمد للإعلام