الوضع في إدلب ولاسيما “الورقة البيضاء”، المقدمة من أنقرة إلى موسكو على رأس لائحة الاهتمام خلال لقاء الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في جنوب أفريقيا.
وقال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، إن الطرفين سوف يبحثان «التعاون في إطار التسوية السورية، والخطوات المقبلة على مسار آستانا»، إضافة إلى العلاقات الثنائية ومشروعات الطاقة، من جهته، أشار دبلوماسي روسي، إلى إن الملف الأساسي المطروح هو ما يسمى الورقة البيضاء التي قدمتها أنقرة إلى موسكو، وأوجزت فيها مقارباتها لتسوية الوضع في منطقة إدلب لخفض التصعيد.
ودعت تركيا في الورقة البيضاء المجموعات المعارضة، للمشاركة في «مؤتمر عام»، ينبغي أن يعقد في غضون أسبوعين، لمناقشة تطور الوضع في تلك المنطقة من سوريا، وسيطالب ممثلو تركيا هناك المقاتلين بوضع أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة تحت سيطرة أنقرة، وتشكيل جيش وطني من الفصائل، وإشراف تركيا على ضمان حياة المناطق السكنية داخل منطقة خفض التصعيد هذه. وفي المقابل، يتعين على روسيا ضمان أن دمشق لن تبدأ عملية عسكرية هناك.
في السياق، حذر المحلل الاستراتيجي العميد الركن أحمد رحال أمس الأربعاء، من مخططات نظام الأسد وحلفائه الروس في الساحل السوري، وذكر العميد رحال في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تحت عنوان “جبهة الساحل بخطر”: “المتابع لما تكتبه الصحافة الروسية وتصريحات مسؤولي بوتين والمبررات التي يسوقون لها للحرب تتضح له حجم التهديدات التي تقترب مما تبقى من جبهة الساحل بجبلي الأكراد والتركمان”.
وأضاف “وهذا لا يعني زوال الخطر عن جبهات إدلب، فقد تكون جبهة الساحل هي الخاصرة الرخوة التي من خلالها تتم عملية الاختراق والعبور لجبهات إدلب وسهل الغاب وريف حماه الشمالي”.
ويرى مراقبون، أن المشهد في شمال إدلب شديد التعقيد لناحية ما سيؤول إليه وضع المحافظة في ظل وجود عدد من العوامل التي تجعل التكهن بمصيرها أمراً في غاية الصعوبة، خصوصاً أنه مرتبط فقط بالتفاهمات الدولية.