أبلغت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين “UNHCR”، في لبنان، عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين، عن طريق رسائل نصية، إن المساعدات المقدمة عن طريقها ستتوقف مع بداية تشرين الثاني/نوفمبر، مُذكّرة بأنهم ما زالوا مسجلين لديها، بحسب مراسل “المدن” أحمد الشامي.
مدير “الهيئة العليا لمتابعة شؤون اللاجئين السوريين في لبنان” عبدالرحمن عكاري، قال لـ”المدن”: “عملية ايقاف المساعدات شملت ثلاث شرائح من المستفيدين؛ المستفيدة من المساعدات الغذائية والمالية معاً، والمستفيدة من المالية فقط، والمستفيدة من الغذائية فقط”. ويقدر عدد العوائل التي تلقت رسائل بهذا الخصوص من المفوضية بأكثر من 8000 عائلة موزعة على المدن والمخيمات في لبنان. وبحسب عكاري، فلقد كانت عملية الفصل من المساعدات “عشوائية، من دون وجود آلية عمل واضحة عند المفوضية”، إذ “لم تراعِ ظروف العوائل التي ليس لديها أي معيل، أو التي أحد أفرادها مريض أو مصاب حرب”.
“الهيئة العليا لشؤون اللاجئين السوريين في لبنان”، تواصلت مع المفوضية، بشكل رسمي، وتلقت رداً مقتضباً بأن السبب الرئيس خلف إيقاف المساعدات هو “شحّ التمويل المخصص للمساعدات”. وأشار عكاري، في حديثه لـ”المدن”، إلى أن “هذه الخطوة في هذا التوقيت تصب بشكل كبير في مصلحة النظام السوري الذي يعمل على إعادة اللاجئين إلى سوريا”، خاصة أن “فئة كبيرة من المقيمين منهم في لبنان بصفة لاجئين تُشكّلُ مساعدات المفوضية الجزء الأكبر من مصدر معيشتهم، لعدم توفر معيل، ولأن السوريين ممنوعين من العمل في لبنان، والخيارات أمامهم محدودة للغاية”.
أبو يامن، 40 عاماً وأب لثلاثة أطفال والمقيم في لبنان منذ 4 أعوام، وصلته رسالة صباح الإثنين 17 أيلول/سبتمبر، من “المفوضية” أبلغ فيها بأن المساعدات الغذائية والمالية ستتوقف مطلع تشرين الأول. أبو يامن، قال لـ”المدن”، إن المساعدات الواردة لأسرته عن طريق المفوضية هي المصدر الوحيد لمعيشته في لبنان خصوصاً أنه لم يتمكن من أيجاد عمل يتناسب وحالته الصحية الخاصة، بعدما فقد يده اليسار إثر إصابته بقذيفة في سوريا.
وأضاف أبو يامن أنه توجه، وعدد كبير من العوائل التي تلقت رسائل مماثلة، لمراجعة مقر المفوضية في بيروت، إلا أن الجواب كان موحداً للجميع: “المساعدات توقفت بسبب عدم وجود تمويل كافٍ ليغطي كافة العوائل وبإمكان المستفيدين المفصولين الاحتفاظ ببطاقاتهم ليتسنى تسجيلهم من جديد عند وصول التمويل الكافي”.
يؤكد أبو يامن أنه غير قادر على تأمين احتياجات عائلته، خاصة أن زوجته مصابة بمرض في الغدة الدرقية وتحتاج إلى تغطية دوائية بقيمة 200 دولار شهرياً. ويأمل أبو يامن أن تطرح مبادرة تساعده بالانتقال إلى محافظة ادلب.
محمد عيد، 45 عاماً، وأب لتسعة أطفال، يعمل كمدرس في مدرسة خاصة بالسوريين في عرسال، قال لـ”المدن”، إنه منذ شهر واحد فقط راجع مكتب المفوضية وأطلعهم على حالة أطفاله الصحية، بتقارير صادرة عن مشفى الزهراء التابع لمنظمة “أطباء بلا حدود”، إذ يحتاج 4 منهم لتغطية دوائية تكاليفها تفوق طاقته. إلا أنه سرعان ما تلقى رسالة من المفوضية، مطلع الأسبوع الجاري، تبلغه بتوقيف المساعدة، بعد شهر واحد من بدء تلقيه لها.
أحمد القصير، صحافي سوري مقيم في لبنان، قال لـ”المدن”، إن “قطع المساعدات يندرج في إطار الضغط على اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان ليعودوا إلى سوريا“.
المصدر: المدن