ذكرت مصادر عسكرية عراقية في محافظة الأنبار، كبرى محافظات العراق، والتي تقع على الحدود مع سورية والأردن والسعودية، الاثنين، أن ثلاثة صواريخ إيرانية على الأقل، من تلك التي أطلقت على الأراضي السورية فجر اليوم عبر الأراضي العراقية، سقطت في مناطق عدة من صحراء الأنبار، وتحديداً قرب مدينة القائم ومناجم الفوسفات في حصيبة الغربية، على بعد 260 كيلومتراً غربي الرمادي، دون تسجيل أيّ خسائر بشرية أو مادية.
ولم يصدر عن السلطات العراقية في بغداد أي تعليق حول استخدام طهران الأجواء العراقية في قصف مواقع داخل سورية، وما إذا تمّ إخطار بغداد بذلك أم لا، وسط انتقادات حادة حول رفض الحكومة التعليق على الحدث، علماً أن تلك الصواريخ عبرت ثلاث محافظات عراقية مأهولة بالسكان، وهي تشكل خطراً عليهاً.
وأكّد ضابط في الجيش العراقي ضمن “عمليات البادية والجزيرة”، لـ”العربي الجديد”، رصد ثلاثة انفجارات غير مؤثرة في صحراء الأنبار، فجر اليوم الإثنين، تبين أنها صواريخ سقطت في الصحراء الغربية، مبيناً أن تلك الصواريخ على ما يبدو كانت متجهة نحو الأراضي السورية، لكنها فشلت في الوصول إلى أهدافها، دون أن تتسبب بأي خسائر مادية أو بشرية، كاشفاً عن أن فصائل مسلحة تتبع لمليشيات “الحشد الشعبي” توجهت نحو مكان سقوط الصواريخ وعملت على تطويق المنطقة.
وأوضح المصدر أن مواقع سقوط الصواريخ محصورة في دائرة قطرها 60 كيلومترا مربعا، بين مكر الذيب والقائم ومناجم الفوسفات في منطقة حصيبة الغريبة.
إلى ذلك، أفاد شهود عيان من قبيلتي عنزة والكرابلة، غربي الأنبار، بأنهم سمعوا أصوات انفجارات، لافتين إلى أن اعتقادهم الأول هو أنها ناجمة عن اشتباك بين القوات العراقية وإرهابيين من تنظيم “داعش” يتواجدون في الصحراء، لكن عناصر أمن أبلغوهم بأنها صواريخ إيرانية سقطت في الصحراء.
وأكد راهب مزعل العنزي، لـ”العربي الجديد”، ما أفاد به الأمن بعد استفسار السكان عن مصدر الانفجارات التي سمعت، إذ “قالوا لنا إنها صواريخ إيرانية سقطت في الصحراء، وهناك تحرك قوي لفصائل مسلحة في الحشد الشعبي حول المنطقة”، مؤكداً أن منْع الوصول إلى مناطق سقوط الصواريخ لا يزال سارياً، ولافتاً إلى أنه جرى رصد تحليق للطوافات العسكرية على مستويات مرتفعة في المنطقة.
وكان “الحرس الثوري الإيراني” قد أعلن، اليوم الاثنين، عن استهداف ما وصفها بـ”جماعات إرهابية” شرق الفرات، داخل سورية بصواريخ باليستية، وذلك “انتقاماً لهجوم الأحواز الأسبوع الماضي”، بحسب البيان الصادر عنه.
وأشار “الحرس الثوري” إلى أن الهجوم أسفر عن “مقتل وجرح قياديين وعناصر في تلك المجموعات الإرهابية”، موضحاً أن الصواريخ التي أطلقت في الهجوم، “هي باليستية أرض-أرض” من طراز “ذو الفقار”، ويصل مداها إلى 700 كيلومتر، وكذلك صواريخ “قيام” ومداها 800 كيلومتر.
من جهته، أكد المتحدث باسم “قوات سورية الديمقراطية”، كينو غابرييل، عدم توفر أي معلومات لدى قواته حول حصول ضربات إيرانية على جنوب مدينة البوكمال.
وقال غابرييل في تصريحات صحافية، إنه “بحسب المعلومات المتوافرة، لم يحصل قصف إيراني للمناطق جنوب مدينة البوكمال، وهي محاطة بقوات النظام، ولم تحصل عمليات في المناطق التي تقوم فيها قوات سورية الديمقراطية بعملياتها”.
أما شون ريان، المتحدث باسم “التحالف” الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة “داعش” في سورية والعراق، فقال إن “القوات الإيرانية لم توجه أي إنذار سابق الليلة الماضية”، وذلك وفقاً لبيان صادر عنه اليوم، مؤكداً أن قوات “التحالف” لم تكن في خطر، وأن “التحالف ما زال يقيّم ما إذا كان هناك أي ضرر”.
المصدر: العربي الجديد