محمد علي الحايك
شكوتُ دهري إلى دهرٍ فأرقني
ليلٌ من الألمِ المذبوحِ يرميني
على الرصيفِ ، فلا أختاً تَمدُّ يداً
عندَ البلاءِ ولا أُمّاً تناديني
وحدي أُلملمُ أحزاني و قافيتي
و الدمعُ جارٍ لهيباً في شراييني
حولي منَ الموتِ أكوامٌ يطوفُ بها
غدرُ الزمانِ وطعناتُ السكاكينِ
بغدادُ تبكي على أمجادِ مملكةٍ
بكاءَ شمسٍ بأبوابِ السلاطينِ
و الشامُ ثكلى تُذيبُ القلبَ من وجعٍ
كأسُ الفجيعةِ مُرّاً راحَ يسقيني
في مصرَ ضاعتْ حكاياتي و أشرعتي
و ( الكَمبُ) بحرٌ منَ الأوهام يُغريني
قلْ للذين دعوا ( ناتو ) لنصرتهم ْ
بئسَ النصيرُ الذي ما زالَ يؤذيني
و المغربُ اليومَ مشغولٌ بغربتهِ
يا حبذا الحُبُّ مِنْ حقدٍ يداويني
عيني على اليمن ِ المأذومِ واجفةٌ
بلقيسُ تبحثُ عن عرشٍ يواسيني
و القدسُ في لغةِ الإعرابِ مئذنةٌ
الله أكبرُ فالسجانُ يُدميني
و في الخليجِ طباعٌ ما بها عربٌ
فالموتُ أحلى منَ التطبيعِ في ديني
هذا الحصادُ هشيمٌ في بيادرهِ
سارٍ مع الريحِ يطويهِ و يطويني
فلا ( صلاحَ ) لأهلِ القدسِ يُنجدهم
ولا جنوداً على أسوارِ حطينِ
أمشي إلى شجراتِ الحُلمِ أحضُنُها
أقبِّل الحُبَّ في أمطارِ تشرينِ
نحنُ العروبةُ شامُ الله توأمها
عينٌ على النصر، عونٌ في فلسطينِ