د. محمد فاتي
كان لظهور السينما تأثير كبير على حياة الإنسان، خاصة فيما يتعلق بنظرته الجمالية للواقع، وقد شكل هذا الفن محورا إبداعيا حل لينافس كل الأنواع الإبداعية الأخرى التي سادت قرونا طوالا في المخيلة الإنسانية. وإذا كان الأدب قد احتل المكانة الكبرى، قديما وحديثا، باعتباره أسمى الوسائل التعبيرية وأرقاها، فإن السينما قد جاءت لتمد جسرها الإبداعي هي الأخرى في حياتنا، مقارعة كل أجناس الأدب مقارعة ثقافية تغني الفكر وتثري الوعي. ولم تكن هذه المقارعة حاجزا أمام السينما يمنعها من بسط خيوط التواصل والحوار مع باقي الأجناس المنافسة، بل بالعكس مثلت خط انصهار وامتداد وتفاعل ألقى بظلاله الإيجابية على الذوق الفني للمتلقي، المستفيد الأول من هذا الثراء الإبداعي. وقد أدرك النقاد خصوصية هذه العلاقة التفاعلية بين السينما وباقي الأجناس الأدبية كالمسرح والرواية بالخصوص كونها أقرب الأجناس إلى الفن السابع، لهذا استعان المنتجون السينمائيون بالمخرجين والممثلين المسرحيين، كما اقتبسوا روايات أدبية خالدة وحولوها إلى السينما.
وتخضع الصورة السينمائية مجموعة من الأساليب والخصوصيات التي تميز الفنون الأخرى إلى شروطها ومجالها (وقد أشرنا إلى هذه الفكرة في فصل سابق)، حيث يشترك السيناريو السينمائي في بعده الحكائي ومكوناته الأساسية مع الأجناس الأدبية السردية، كما تستفيد الصورة السينمائية من أواليات الفنون التشكيلية وأبعادها التكوينية والفنية : الألوان، الضوء، التأطير، الخطوط..، دون أن ننسى استقاء السينما من فن الموسيقى مجموعة من الخصوصيات الإيقاعية : القطع الموسيقية ـ الأغاني ـ الأصوات ـ المؤثرات الصوتية…ومن فن المسرح تقنيات التمثيل والحوار والتجسيد والتواصل. فالفن السينمائي هو تعبير تشكيلي عن القصص وصورته الأولى هي السيناريو أي الشكل الداخلي للفيلم، والذي تظهره الكاميرا بعد أن يجسده الممثل والمصور ومصمم الديكور، والرسام ومهندس الصوت، والموسيقى، فيدعم تأثيره (الصوري) على المتفرج” .
في نفس السياق، نجد أن السينما هي الأخرى مدت خيوط تأثيرها على الرواية وتقنياتها السردية، خاصة مع التطور التكنولوجي السريع الذي عرفه المجال السمعي البصري، والذي أصبح ممتدا وباسطا لنفوذه الجماهيري في شتى أرجاء العالم، وهذا ما ألزم الرواية والفنون الأدبية بصفة عامة ضرورة مسايرة هذا التطور السريع لأنماط الثقافة الإنسانية المستجدة، ومجاراة هذا التحول الكبير في أشكال الفكر البشري، ومواكبة التغير المستمر في الذوق الفني لمتلقي القرن الواحد والعشرين. لهذا أصبحت الرواية، اليوم، مجبرة على التفاعل النصي مع مختلف الوسائل الجديدة والتقنيات الحديثة التي رافقت هذه الثورة التكنولوجية. وإذا كانت السينما وجها من أوجه هذه الثورة الإعلامية، فإنها، بطبيعة الحال، ستكون أقرب الحقول المعرفية تأثيرا وتأثرا بالأدب والرواية بصفة خاصة، حيث حاكت هذه الأخيرة طريقة صياغة الصورة السينمائية، وأصبحت مهتمة بالتفاصيل الدقيقة، غارقة في التشخيص والتجسيد، معتنية بالوصف والتصوير، سالكة في ذلك طرقا متنوعة تهدف إلى تتبع الأحداث والوقائع، ورصد المواقف والأفعال، والاقتراب من الإيماءات والإشارات.
يذكر آيليا ايرنبرغ في مذكراته، بأنه تحت تأثير السينما انجذب عدد كبير من الجمهور إلى إنتاجاته الأدبية ، وهذا الانجذاب الجماهيري له تفسير مرتبط بطبيعة الفن السينمائي ذو الشعبية الجماهيرية الهائلة والتي تساهم في التعريف بكثير من الأعمال الأدبية. فالجمهور ميال بالفطرة للصورة وعاشق لما تنتجه الصورة في مختلف مجالات الحياة، نظرا لما تحمله من مغريات حسية وعاطفية وفكرية وثقافية تسهل من عملية التأثير الفني على وعي المتلقي، ضف إلى ذلك أن عصرنا الراهن هو عصر الصورة بامتياز، بحجة طغيان الآليات السمعية والبصرية على مختلف وجوه الحياة، وهذا ما سهل من عملية التلقي وسرع من وثيرة التفاعل والتواصل. دون أن ننسى، كذلك، الوظيفة التأثيرية للصورة المنبثقة من بنيتها التكوينية الخاضعة لمجموعة من المؤثرات المرئية والصوتية : الضوء، اللون، الصوت، الموسيقى، الديكور، التأطير…والتي تزيد من جاذبيتها ومستوى تقبلها لدى الجمهور.
ولأن الجماهير تفضل أسهل الطرق التفاعلية والتواصلية، وبما أن السينما ترتكز على العرض المباشر المتتالي للصور الواضحة، فإن المتلقي سيتعرف على عديد الأعمال الأدبية من خلال الأفلام السينمائية التي خلدت ذكرى روايات كانت مجهولة في السابق بسبب عزوف القراء عنها، والبرغم من عدم تطابق النص الفيلمي مع النص السينمائي، ” إلا أن العرض السينمائي في معظم الأحيان يشجع المشاهد على الرجوع إلى الأصل للإطلاع عليه….لأنه يلفت انتباه القراء والجمهور العريض إلى أعمال أدبية عظيمة لم ينتبهوا إليها” ، وأبرز مثال على ذلك سلسلة أفلام هاري بوتر والتي بوأت الكاتبة البريطانية المغمورة جوان رولينغ مكانة مميزة في عالم الرواية، من خلال الأرقام القياسية التي حققتها مبيعات الرواية مباشرة بعد عرضها في دور العرض السينمائية. نفس الشيء نجده في فيلم “سارق الدراجة” للمخرج فيتوريو دو سيكا، المقتبس من رواية لويجي برتولوني، والذي لقي نجاحا باهرا حينما عرض سنة 1948، ونجده أيضا في رواية “عربة اسمها الرغبة streetcar named desire ” لتينيسي وليامز (إخراج إليا كازان، بطولة مارلون براندو 1951)، ونلحظه كذلك في رواية “زوربا اليونانيzorba the greek ” لنيكوس كازانتزاكيس (إخراج مايكل كاكويانيس وبطولة أنطوني كوين 1964)….
كما أن السينما ساهمت في نشر وإشهار عديد الأعمال الأدبية الخالدة في الساحة الفكرية والثقافية عن طريق أفلام سينمائية حاولت الاقتراب من المتن الروائي بأسلوبها السينمائي وتقنياتها الفنية، والأمثلة على ذلك عديدة : رواية العراب لماريو بوزو والتي تحولت إلى فيلم بنفس العنوان أخرجه فرنسيس فورد كوبولاـ رواية ذهب مع الريح للكاتبة الأمريكية مارغريت ميتشل والتي نسج منها فيلم سينمائي عالمي من إخراج فيكتور فليمنج ـ رواية “نانا ” لإميل زولا التي عرضها جان رنوار سنة 1926 بفرنسا، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الروائية الأخرى لكتاب عالميين ك جيمس جويس وكابرييل كارسيا ماركيز و كافكا وأمبرتو إيكو و سكوت فيزجيرالد ودوستوفسكي ونجيب محفوظ….
وقد تأثرت الرواية الجديدة كثيرا بالسينما وتقنياتها الحديثة، حيث جاءت محاكية لطرق التنفيذ السينمائية في بناء الحبكة السردية وأساليب التعبيرعنها، من خلال التكثيف في الوصف، والتدقيق في العرض، وتأطير الوقائع، واعتماد المشاهد الروائية، والاهتمام بتصوير الفضاء وخصوصياته، والعناية برصد الأحداث بطريقة مونتاجية مشوقة تستهدف العناية ب ” أسلوبيتها، وطريقة بناء تكوينها، وربط مقاطعها، ومادتها المكونة من : التحقيقات، الروح الملحمية، المحور الرئيسي، المدخل…” . ومن الواضح أن الروائي يسعى اليوم ـ من خلال توظيف تقنيات جديدة في السرد ـ إلى محاكاة الأساليب التعبيرية المعتمدة في السينما، ولو قارنا بين طريقة السرد في رواية نجيب محفوظ “الشحاذ” مثلا وأحد رواياته القديمة في المرحلة التاريخية أو المرحلة الاجتماعية نجد أن الفرق بينهما واضح، ولا شك أن طريقة السرد في “الشحاذ” بانتقالاتها الحادة بين الواقع والخيال، أشبه ما تكون بأسلوب الموجة الجديدة في السينما .
ولم يكن هذا التأثر إلا مظهرا من مظاهر التطور والتحول الذي أصاب مختلف الوسائط الإبداعية والفنية والثقافية، في إطار التداخل الثقافي والتلاقح الإبداعي الذي ميز الحقل المعرفي بعد الطفرة العلمية المعاصرة والثورة التكنولجية الحديثة. ولهذا فقد حاولت الرواية مسايرة هذا التجدد ومواكبة هذا التغير من خلال تجديد أدواتها الفنية وتطوير وصفتها الإبداعية التي بدأت تنفتح رويدا رويدا على مجالات فنية أخرى تتميز بانجذاب الجماهير إليها، حتى تستوعب، هي الأخرى، إقبال المتلقي وإعجاب القارئ، الذي مل من البناء التقليدي ومن الوسائل الكلاسيكية في التعبير والتبليغ، وأصبح متطلعا لرواية تواكب وعيه واستيعابه وذوقه الخاضع لتطورات عصر السرعة والتجدد.
وأصبحت ـ بموجب هذا التغيير والتطورـ رواية العصر الحديث مادة مشوقة تستلهم عديد السينمائيين وتفتن كثيرا من المنتجين الفنييين، حيث كثر الاقتباس السينمائي من الأدب وتضاعف اهتمام المتلقي بالرواية، عن طريق السينما التي مثلت جسر تواصل بين الكاتب الروائي والجمهور. ومن أبرز الروايات التي أنجزت بخصوصيات قريبة من فن السينما وتحولت إلى أفلام مميزة، نذكر أساسا: الروايات البوليسية (روايات البريطانية أغاتا كريستي، روايات الكاتب الأمريكي دان براون)، والروايات الرومانسية (رواية سكوت فيزجيرالد كاتسبي العظيم مثلا)، والروايات الدرامية والملحمية (روايات كابرييل كارسيا ماركيز ـ ماريو بوزو ..)، والروايات الاجتماعية (روايات نجيب محفوظ)….فالعديد من هؤلاء الروائيين تأثروا بالسينما وعاصروا تقنياتها ومدارسها المختلفة، فجاءت أعمالهم الروائية وثائق حية في وقائعها، حركية في أحداثها ومسارها الزمني، تفاعلية ودينامية في مجالها التشخيصي والمكاني. وأصبح الروائي ينظر إلى المسار السردي في سيرورته المثيرة والمشوقة، موظفا بعض التقنيات القريبة من السينما، وكأن قلمه تحول إلى آلة تصوير سينمائية تتبع سلسلة الأحداث مشهدا بمشهد، وتلتقط التفاصيل والجزئيات، وتدقق في أوصاف الشخصيات والأمكنة، وتحكي باعتماد وضعيات متعددة ورؤى متنوعة .
وفي اتجاه معاكس أخذت السينما، هي الأخرى، من الرواية مجموعة من الآليات والخصوصيات المرتبطة بمكونات الحكي وأدواته، فالرواية “تقدم للسينما شخصيات أكثر تعقيدا، وتقترح في العلاقات بين الشكل والمضمون تشديدا وتدقيقا لم تتعود عليهما الشاشة” ، وهنا نشير إلى الموجة الجديدة في السينما أو ما يصطلح عليها بسينما المؤلف والتي تأثرت كثيرا بتقنيات الرواية الجديدة ذات البنية السردية المعقدة والتنظيم الأسلوبي المركب، ونشير كذلك إلى الأفلام التي ترتكز على الراوي الذي يسرد الأحداث، أو الأفلام التي تعتمد وضعيات ورؤى سردية متغيرة، أو الأفلام التي تستعين بأدوات سردية/ زمنية كالاسترجاع والاستباق….وكل هذه التقنيات أدبية النشأة، مرتبطة بمجال الحكي الأدبي، لكنها وتحت وطىء التداخل المعرفي والتمازج الثقافي الذي طرأ في القرن العشرين انتقلت إلى مجالات إبداعية أخرى أبرزها السينما. وقد نتج عن هذا التقاطع والتماهي الذي حدث بين الخطابين، توافق وتكامل في علاقتهما الفنية المزدوجة، بحيث يتبين أن “أهم العناصر السردية والوصفية التي عج بها الأدب قديما، خرافيا وملحميا، يمكن أن تكون صالحة للتوظيف السينمائي، ولاستثمارها في الصناعة التقنية لهذا الفن الذي عد سابعا” .
إن ما شد فيتوريوفياني ـ المخرج الإيطالي ـ إلى إخراج (الشمس حتى في الليل)، اعتمادا على ليون تولستوي مثلا، هو انشداده إلى الأرض. مادام المصدر الأساسي للفيلم هو صورة أو كتاب يعرفنا على ذواتنا، باستلهام الأدوات التي يحتوي عليها الكتاب ، وفي نفس السياق اعترف المخرج الأمريكي “كريفيت” بأن روايات “شارل ديكنز” قد أثرت فيه تأثيرا كبيرا إلى درجة أن مجموعة من التقنيات السينمائية استلهمتها منها، كالاختفاء التدريجي، والتداخل وتكوين الصورة والتجزئة إلى لقطات، والعدسات الخاصة بالتحوير وأهمها مبدأ التقطيع المتوازي . وفي رواية (يوميات راهب في الأرياف)، يعمد المخرج بريسون bresson إلى التعامل في العمل مع فقراته التجريدية، والإبقاء على الفيلم كعمل كتابي، تبرز فيه الصور ككلمات معجم لا سلطة ولا قيمة لها في علاقاتها، مشددا على تصوير صور فارغة في شاشة فارغة المحتوى، ونقل حكاية معقدة المضمون مبهمة الدلالة، ورصد أحداث مفككة المبنى فاقدة للاتساق والتعاقب المنطقي، في إطار الانتماء لما يسمى بسينما المؤلف أو السينما الروائية.
وإذا كانت المنظومة السينمائية تختلف ضمنيا عن المنظومة الروائية على مستوى نوعية الخطاب الفني وآلياته البنائية، فإن هذا لا يمكن أن يغطل أو يلغي من عملية التحويل والاقتباس التي تصير بين المجالين، خاصة إذا انطلقنا من فرضية أساسها أن الكلمة والجملة والفقرة في النص الروائي، تقابلها الصورة واللقطة والمشهد في العمل الفيلمي، وهذا ما يسهل من عملية التحويل هاته، مع مراعاة الخصوصيات المرتبطة بكل مجال، والتي تجعل من النقل الحرفي التام شيئا مستحيلا في هذه العملية. فأن ننقل عملا روائيا إلى السينما معناه أننا ننتقل من صيغة الحكي الأدبي إلى صيغة الحكي البصري “الذي تتجاوز فيه الصورة السينمائية نظيرتها الأدبية من حيث قدرتها على نقل المتلقي من مجال الخيال المحض إلى مجال الخيال الذي يتأسس على واقعية فيلمية تقترح شخوصا وأمكنة، وحياة فيلمية ملموسة” ، لهذا فإن المخرج حينما يحول عملا أدبيا فهو غير ملزم بالاستنساخ التام لهذا العمل، بل إنه مطالب ب”إعادة بنائها بواسطة الصورة السينمائية” ، لأن كل وسيط يتفرد بممزاته الخاصة ومكوناته المحددة، قد “تبحث وتجد مقابلا بين الفيلم والرواية، اعتمادا على الصور والديكور والموسيفى ووجوه الممثلين والإضاءة وزوايا التصوير، لكن ليست هذه المعطيات كلها تشكل الجمل الموجودة في الرواية، كما أن الجمل لا تترجم مضمون الصورة السينمائية بقوتها، لسبب بسيط هو أن وسائل التعبير ليست نفسها في المجالين” .
وهدفنا من هذه الدراسة المقارنة، هو محو الحدود الإبداعية التي تفصل كل مجال عن الآخر، وخلق أرضية مناسبة بينهما تسمح بالتفاعل الفني والتداخل المفاهيمي والاشتراك الجمالي، وهذا ما يلزمهما الانفتاح على بعضهما البعض، وتجاوز الرؤى الأحادية الإقصائية ، وخلق آفاق تعددية ” تفتح أراضي جديدة تتميز بقدرتها على استضافة لقاءات بين كل ما هو مختلف ساعية كي تكون بوثقة تنصهر فيها العناصر وتتلاقح” . وإذا كانت الدراسات في هذا الصدد قد عرفت تطورا كبيرا واهتماما كبيرا في العالم الغربي، مستثمرة حضور الصورة كمكون أساسي في مناهج الدراسة والمقررات الدراسية، فإن العالم العربي لازال قاصرا في أبحاثه المعرفية التي تخص الصورة والسينما والدراسات الوسائطية المقارنة، وهذا ما يفرض على الدارسين والباحثين الجدد ضرورة الالتفات لهذا المكون المعرفي بأدوات بحثية ومناهج نقدية حديثة بهدف إغناء الحقل الثقافي والمعرفي العربي، والانفتاح على نظريات معرفية معاصرة تواكب التطور الثقافي والعلمي الذي يعرفه العالم. وما الاقتباس الفيلمي من الأدب إلا وسيلة من وسائل التفاعل الفني والثقافي التي تساهم في “جعل الأدب متاحا للجماهير العربية” ، فالعديد من الروائع السينمائية العربية ولدت من رحم الأدب، والأمثلة عديدة ومتنوعة من نجيب محفوظ وغسان كنفاني وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي ومحمد شكري وعبد الحميد هدوقة ويوسف إدرس وتوفيق الحكيم وعبد الرحمان الشرقاوي….
لهذا يمكن القول في الختام أن هذه العلاقة الثنائية الوطيدة والشديدة الترابط بين الرواية والسينما، تلعب دورا أساسيا في مد وتوسيع المساحة الجماهيرية المستقبلة للأعمال الفنية المميزة، والرقي بالذوق الثقافي والفكري للمتلقي عن طريق نشر أهم الأعمال الروائية والأدبية وتقريبها من وعيه وثقافته، وبالتالي المساهمة في البناء الثقافي والفكري للأمة العربية، وخلق المتعة الفنية الإيجابية للجماهير، باعتبار أن هذه العلاقة التفاعلية تنتج عملا متناسقا يتميز ب”ارتباط الصورة بالكلمة، والورقة بالشاشة، ورؤية الكاتب بالمخرج، وبين الاثنين تتحول الفكرة الافتراضية إلى واقع يفرضه الضوء وحركة الممثلين إلى لحظة للمتعة اللامتناهية” .
المصدر: المثقف