أكّدت تركيا الجمعة، تمسّكها باتفاقها مع روسيا بشأن محافظة إدلب شمالي سورية، مشدّدة أيضاً على سعيها لـ”تجفيف مستنقع الإرهاب” على حدودها.
وأكدت وزارة الخارجية التركية، أنّ أنقرة لن تسمح للاستفزازات بزعزعة التفاهم القائم مع روسيا بشأن إدلب، بحسب ما ذكر المتحدث باسم الوزارة حامي أقصوي. وقال أقصوي، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة الجمعة، وفق ما أوردت وكالة “الأناضول”: “لن نسمح للاستفزازات بزعزعة تفاهم إدلب”.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد قمة في مدينة سوتشي جنوبي روسيا، في 17 سبتمبر/ أيلول الماضي، الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل مناطق النظام عن مناطق المعارضة في إدلب، شمال غربي سورية.
ويستغل النظام السوري المدعوم من روسيا، التطورات في إدلب الخاضعة لاتفاق سوتشي، وتحديداً توسع سيطرة “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة)، لتعزيز قواته في محيط المنطقة، مستفيداً من التركيز الإقليمي والدولي راهناً على الانسحاب الأميركي ومستقبل شرق الفرات.
وبالتوازي مع ذلك، يبرز حضور تركي هامّ في تلك المنطقة، خصوصاً أنّ أنقرة تُعتبر الضامن لاتفاق سوتشي هناك، وهي التي تواصل إرسال تعزيزات عسكرية إلى المناطق الخاضعة لها وللمعارضة السورية المتحالفة معها.
من جهة أخرى، أكّد أقصوي أنه ينبغي ألّا يخدم الانسحاب الأميركي من سورية “الأجندة الانفصالية” لمليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية. وتابع: “يجب ألا يحدث فرض أمر واقع على الأرض”.
وقال المتحدث التركي، إن بلاده “ستبحث مع روسيا مقترح إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سورية”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن أنقرة “تتعاطى بإيجابية” مع المقترح الأميركي في هذا الشأن.
وتابع: “نعتقد أن الخطوة ستكون تطوراً مهماً في السياق السوري، ونحن ندعمها، ومباحثاتنا تتواصل مع شركائنا الروس في هذا الموضوع”.
وأكّد أقصوي أن الرئيس رجب طيب أردوغان، سيزور روسيا في 23 يناير/ كانون الثاني الحالي، وأنه من المنتظر أن يتناول هذا الموضوع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وكشف في السياق أن “المباحثات التقنية متواصلة أيضاً (بين الجانبين) على مستوى المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين، وسيتواصل بحث النماذج حول كيفية إنشاء هذه المنطقة”.
وفي 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدء انسحاب القوات الأميركية من سورية وعودتها إلى الولايات المتحدة، من دون تحديد موعد زمني، بحجة هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأزّم دعم واشنطن لمليشيات “قوات سورية الديمقراطية” الكردية العربية، التي تشكّل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري، العلاقات التركية الأميركية، على اعتبار أنّ أنقرة تدرجها على “قائمة الإرهاب”.
وفي السياق، قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، إنّ بلاده لن تتوقف لحين “تجفيف مستنقع الإرهاب” قرب حدودها في شمالي سورية.
وقال ألطون، في سلسلة تغريدات على حسابه في “تويتر”، بحسب ما ذكرت “الأناضول”، إنّ “الإرهابيين أزهقوا أرواح أكثر من ألفي إنسان بريء في تركيا منذ 2015″، موضحاً أنّ “غالبية الهجمات الإرهابية التي شهدتها تركيا خطط لها في الشمال السوري”.
وأضاف: “لن نتوقف لحين تحقيق العدالة، ولحين تجفيف مستنقع الإرهاب بجانب حدودنا”. ولفت ألطون، في فيديو مرفق بتغريدته، إلى أنّ تركيا “شهدت أكثر من 100 عملية إرهابية دموية منذ 2015″، ونفذتها “وحدات حماية الشعب” الكردية و”داعش” و”حركة الخدمة” بزعامة فتح الله غولن، بحسب قوله.
وأكد أردوغان الثلاثاء الماضي، أن تركيا ستتولّى تشكيل منطقة آمنة في شمال سورية، مشيراً إلى احتمال امتداد مساحتها إلى 20 ميلاً، وذلك بعد التوافق مع ترامب.
جاووش أوغلو يستقبل غراهام
إلى ذلك، استقبل وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، الجمعة، في العاصمة أنقرة، عضو مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام. وتم خلال اللقاء تناول المستجدات الأخيرة في الشأن السوري إلى جانب العلاقات الثنائية بين تركيا والولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت وكالة “الأناضول” التركية الرسمية.
المصدر: العربي الجديد