كامل ناصر الأحوازي
القطر الأحوازي يمر بأحد أسوء أزماته اللا طبيعية الناتجة من الفيضانات المفبركة مسبقة التخطيط و بعدما الشعب، كل الشعب أعلن عن حضوره الواسع بمظهر الرجل الواحد و الموقف الموحد ، مما شهد بذلك العدو قبل الصديق و هذا ما أثار حفيظة المحتل و أعوانه في الداخل و الخارج و هذا له أسبابه و تداعياته .
جاؤوا بقواتهم المرتزقة من الحشد الصفوي (اللاشعبي) في العراق و بسلاحهم الثقيل الى الأحواز المحتل و العالم رأى استعراضهم المحدود دون الإعلان عنه في الأيام التي سبقت تدنيسهم الأرض العربية انتشرت القوات في عدة مدن و قرى و بسرعة فائقة، البعض بهيئة متبرعين لمنكوبي السيول و بملابس مدنية و البعض الآخر بعربدتهم المعهودة و شعاراتهم الطائفية.
علق عدد من المراقبين و المتابعين للشأن الأحوازي بهذا الخصوص على تواجد هؤلاء و اعتبروا بأن مجيئهم هذا للأحواز سيكون هو بمثابة القوة الضاربة و الرادعة لأي حراك شعبي أحوازي المحتمل و النظام الحاكم في طهران ليس لديه أي ثقة بأي طرف من قواته القمعية الا بأيادي باطشة تسمى الحشد الصفوي، و في هذه الأجواء المشحونة و المتوترة هناك الكثير من الاحتمالات و الفرضيات لكل واحده منها أبعادها و دلائلها و عواقبها .
لم توجد و لم تكن هناك لدى هذه المجموعات الخارجة عن القانون الدولي أي حجة واهية لتبرير ما يريدون و ما ينوون القيام به مستقبلا من جرائم أو اعتداء على الشعب مادام الأحواز ليست كمدينة الموصل و غيرها من المدن و القرى العراقية حتى يتهم شعبها و يفتري عليه بحجة التعاطي و التعامل مع مجموعات (ارهابية حسب التوصيف الدولي ) (كداعش و أخواتها ) و كل الذي انتجه و صنعه الفرس بالتنسيق مع الحكومة العميلة لهم في العراق ، فكل الأبواب ستكون موصدة بوجههم و وجه كل من جاء بهم الى القطر العربي مهما كان القصد من وراء ذلك .
ان تصرفوا خلاف هذا المنطق فستكون هنا المجازفة بعينها و ستترتب عليها المزيد من الإشكاليات التي ستقلب و تغير وجه البلاد و على كل الأصعدة و تأتي بأمور بالتالي لا ترضي السلطة الاحتلالية و سوف لم تكن لصالحها بعدما تسبب بأحداث لا يحمد عقباها و لم تكن في حسبان المحتلين، و على سبيل المثال مواجهات و صدامات مباشرة بين الشعب و بين هؤلاء المأجورين .
و بحكم العقلانية و أصولها يتوجب على أي سلطة و مهما كانت قمعية ان لا تحاول التحرش بشعب جريح يمر بمرحلة حرجة جدا و هو يعيش أزمة كبيرة بمعنى الكلمة خلفت لديه الكم الهائل من المرارة لتزيد على التراكم السابق الحاصل بسبب القهر و الحرمان و التمييز العنصري الذي تعرض اليه عبر السنوات الطويلة، مع العلم ان تركيبة أغلبية الأنظمة القمعية مبنية على الظلم والقهر وبعيدة كل البعد عن واجبات و أساسيات العقل و المنطق و العمل.
و على ضوء كل ما ذكر فإن كل الاحتمالات واردة، فخلال السنوات الستة عشر من تاريخ عصابات الحشد الصفوي في العراق و دورهم الخياني و الاجرامي، فمن السهل ان يكون ضمن مجموعتهم فرقة اغتيالات لنشطاء أو مطلوبين سياسيين، المحتل لايستطيع أو ربما لايريد الاقتراب اليهم بشكل علني كما شاهدنا ما تم من اغتيالات بحق الطيارين و العلماء و القيادات العسكرية من النظام الوطني السابق و الكتاب و المعارضين و غيرهم للمحتل في العراق .
واقع مرير قائم و لا أحد يستطيع انكاره و انكار حقيقة أسبابه بأن ما حصل و ما سيحصل هو نتيجة السياسات اللانسانية و العدوانية للمحتل و بهذا الوسط الشعب يتابع و يراقب الصغيرة و الكبيرة من الأمور و كيفما كانت طالما ابنائه قد وصلوا الى درجة من الوعي لا تغيب عليهم كل اساليب وألاعيب المحتل الفارسي و على سبيل المثال و بمعية الرصد المستمر هناك لكل أنواع التحركات التي تقوم بها أيادي المحتل ، وصلتنا معلومات مؤكدة من داخل الأحواز و مفادها هي ان بعض اللقاءات تمت مؤخرا بين بعض (قيادات الحشد) مع عدد من شيوخ القبائل الأحوازية و دار الحديث عن تواجد مجموعات أحوازية (ذات اتجاهات فكرية معينة مرتبطة بالخارج ) حسب زعمهم و افتراءهم و تم نفي كل تلك المزاعم من قبل الشيوخ .
المغامرة تحدث حينما يريد المحتل و يحاول القفز من فوق جراحات الشعب و يعلن إصراره بمواصلة نهجه العدائي و التدميري بحق هذا الشعب وبحق أرضه و يواصل قمعه و سحقه دون النظر الى متطلبات أصحاب الأرض و تلبية حقوقهم المسلوبة و الرهان و من ثم الرهان فقط على عضلات قواته العسكرية الأمنية و القمعية الاحتلالية مهما كانت التكلفة دون الأخذ بعين الاعتبار للنتائج الآتية التي ستحاصره من جميع النواحي متناسيا وجود قضايا أخرى لشعوب غير فارسية احتل أرضها و حالها حال الشعب العربي الأحوازي مع الاختلاف البسيط في المعاناة من حيث الشكل و المضمون القائمين .
ان الشعب رغم الحصار الجائر الذي يعيشه لا يمكنه ان يرحب بكل ما هو ضيف للمحتل مهما كانت أوصافه وعناوينه كما لم يرحب في السابق بالمحتل نفسه خلال السنوات ال 94 من عمر الاحتلال الغاشم وما نقوله اليوم ستثبته الأيام القادمة.