طالبت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر، الثلاثاء، مجلسَ الأمن باتخاذ إجراءات فورية لحماية ملايين الأشخاص المهددين في إدلب.
وتحدثت مولر، وهي نائبة منسق المعونة الطارئة، في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن عن الأوضاع الإنسانية في سوريا، وأفادت بأن “الإحصاءات المتعلقة بالعواقب المأساوية للحرب السورية باتت معروفة للجميع، حيث فرّ أكثر من نصف سكان البلد، فضلاً عن مقتل مئات آلاف السوريين وإصابة الملايين”.
وارتفعت حصيلة ضحايا القصف الجوي والصاروخي من النظام السوري وحليفه الروسي، الثلاثاء، على ريف إدلب وحلب، إلى أكثر من 20 قتيلاً، وأكثر من 50 جريحاً. وأسفر عن توقف مستشفى دار الحكمة في مدينة كفرنبل عن العمل بشكل كامل، جراء استهدافه بشكل مباشر من قبل الطيران الحربي بالغارات الجوية. وطال القصف سوق الخضار في بلدة كفر حلب، بريف حلب الغربي.
وأضافت مولر: “هناك نحو 3 ملايين شخص في إدلب محاصرون بسبب تبادل إطلاق النار، ويعيش بعضهم تحت الأشجار أو الأغطية البلاستيكية”، و”المدارس والعيادات أصبحت غير آمنة، ولا توجد وسيلة لكسب الرزق”. وذكرت بأن السوريين يعيشون منذ 8 سنوات “في ظل الغارات الجوية والقصف والهجمات الإرهابية الفتاكة، والخوف المستمر من إرسال أطفالهم إلى مدرسة قد تتعرض للقصف في وقت لاحق من اليوم”.
وخاطبت أعضاء مجلس الأمن، قائلة: “لا يوجد أي شك اليوم حول ما إذا كنتم على دراية بالوضع الإنساني المأساوي في سوريا… من الواضح أنكم تعرفون ذلك. ولكن السؤال اليوم هو: ما الذي ستفعلونه لحماية المدنيين في إدلب؛ وهي أحدث مثال على كارثة إنسانية تتكشف أمام أعيننا، معروفة تماماً ويمكن التنبؤ بها والوقاية منها؟”.
وعلق القائم بالأعمال الأميركية جوناثان كوهين، بأن بلاده “لا تزال تشعر بالقلق من الغارات الجوية المستمرة ضد مرافق الرعاية الصحية والعاملين الصحيين في شمال غربي سوريا”، مذكراً بأن “القانون الدولي يحظر الهجمات الموجهة ضد المنشآت الطبية المحمية”، فضلاً عن أنها “تتحدى كثيراً من قرارات مجلس الأمن؛ ومنها 2165 و2268 و2449”. وأضاف: “لا تزال الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق حيال تأثير أي استخدام إضافي للأسلحة الكيماوية، بما في ذلك غاز الكلور، على الوضع الإنساني في شمال غربي سوريا حيث تزداد الظروف سوءاً”، مؤكداً أن “الولايات المتحدة وحلفاءها يراقبون عن كثب الوضع في شمال غربي سوريا، وسوف يستجيبون بسرعة وبشكل مناسب لأي استخدام آخر للأسلحة الكيماوية من قبل نظام الأسد”.
أما المندوبة البريطانية كارين بيرس، فقالت إنه “من غير المعقول أن تتعرض المستشفيات والمدارس للهجوم”، مطالبة كل الأطراف بـ”التمييز بين المدنيين والبنية التحتية المدنية والأهداف العسكرية”. وحضت كل الجهات الحكومية وغير الحكومية على التزام القانون الدولي في سوريا.
وكذلك طالب نظيرها الفرنسي فرنسوا دولاتر، الأطراف بـ”احترام القانون الدولي الإنساني”، مذكراً بأن مهاجمة المستشفيات والمرافق الصحية جريمة حرب.
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، الثلاثاء، أمام لجنة الشؤون الخارجية في “الجمعية الوطنية”: “نملك مؤشرا عن استخدام سلاح كيماوي في منطقة إدلب، لكن لم يتم التحقق من ذلك بعد”.
وتابع الوزير الفرنسي: “نلتزم الحذر لأننا نعتبر انه من الضروري التأكد من استخدام السلاح الكيماوي، ومن أنه كان قاتلاً، لنتمكن عندها من الرد”، مذكرا بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سبق وأن اعتبر أن استخدام السلاح الكيماوي يعتبر تجاوزا للخط الأحمر.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لا تزال منزعجة من الضربات الجوية التي تشنها روسيا والحكومة السورية في شمال غرب سوريا، مضيفة أن الهجمات الأحدث أسفرت عن مقتل وإصابة ما يزيد على 200 مدني.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة مورغان أورتاغوس: “الهجمات العشوائية على المدنيين والبنية التحتية العامة مثل المدارس والأسواق والمستشفيات تصعيد طائش للصراع وأمر غير مقبول”.
وأظهرت صور جديدة للأقمار الصناعية حقولا وبساتين الفاكهة والزيتون تحترق في المناطق التي تشن قوات النظام فيها هجوماً على المعارضة.
وتسببت الضربات الجوية الحكومية، التي تدعمها روسيا، على جنوبي محافظة إدلب وشمالي حماة، بنزوح 250 ألف شخص عن ديارهم. وقال اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية، وهو منظمة غير حكومية طبية مقرها الولايات المتحدة، إن القصف أودى بحياة 229 مدنيا وأصاب 727 منذ 28 أبريل نيسان.
وتظهر في الصور، التي وفرها موقع “ديجيتال غلوب إنك”، بحسب وكالة “رويترز”، أعمدة من الدخان تتصاعد من الريف المحيط بقرية الهبيط في إدلب وبلدة كفرنبودة في حماة.
وتظهر الصور التي التقطت قبل وبعد الحرائق في بداية ونهاية الأسبوع الماضي رقعا من الأرض المحروقة وحقولا إسودت من الحرائق ومباني مدمرة. وتظهر أيضا حرائق لا تزال مشتعلة.
المصدر: المدن