حذر الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أنه في حال عدم التوصل إلى تفاهم مع أمريكا بخصوص المنطقة الآمنة شرقي سوريا، فإن تركيا جاهزة لإقامتها بمفردها.
وأكد “أردوغان” في تصريحات صحفية له حول المنطقة الآمنة في شرقي سوريا ، اليوم الخميس، أن “قرارنا واضح بهذا الخصوص، نحن نرغب بالعمل على إنشائها مع الأمريكيين ولكن إن لم يتم التوصل إلى تفاهم معهم فجاهزيتنا كاملة وسنقوم بإنشائها بمفردنا”.
وتابع بالقول، إننا “نريد ضمان عيش آمن للمواطنين السوريين شمالي سوريا ونريد أن نأخذ بيدهم ليتمكنوا من النجاة ومواصلة حياتهم بسلام”.
وتعليقًا على ما أدلى به الرئيس التركي، قال الكاتب والمحلل السياسي “أحمد مظهر سعدو” لوكالة داماسكي، إنه “لعل التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تشير وبوضوح إلى أنه مازال يمتلك جدية اتخاذ القرار وتنفيذه، الخاص بالمنطقة الآمنة شمال سورية، وهو بذلك ما برح يحذر الأميركان، الذين ما انفكوا يماطلون في تنفيذ اتفاق (منبج) الموقع منذ حزيران 2018، ولم ينفذ حتى اليوم”.
وأضاف، أنه “بمعنى آخر فهو لا يريد تكرار تجربة (منبج)، وهو يرى تخوفات الأميركان وتحركاتهم السياسية التي تريد أن لا تتخلى عن حلفاء الأمس من ال (ب ي د)، و(قسد)، والأميركان يدركون أن ما جرى التوافق عليه مع الأتراك، بشأن المنطقة الآمنة، هو من صلب الأمن القومي التركي، وأن تركيا الدولة القوية، لن تُلدغ من الجحر الأميركي مرتين، وأن التوافق إن لم يتحول إلى واقع جدي ميداني، فلن يكون بإمكان تركيا أن تصمت طويلًا”.
وتابع بالقول: “من هنا كان التأكيد التركي الذي يريد أن يقول (حتى للداخل التركي) أن هذه المنطقة الآمنة، ليست فقط من ستضمن أمن وسلامة الأتراك، بل تتعدى ذلك لتخفف عنهم عبء الوجود أو اللجوء السوري، على الأراضي التركية، حيث سبق أن وعد وكرر وعده من أن تركيا ستعمل على ادخال ما ينوف عن المليون من اللاجئين السوريين إلى تلك المنطقة الآمنة، فيما لو حصلت”.
ولفت الانتباه، إلى أن “الدولة التركية والسياسة التركية الهادئة، مازالت تنتظر التنفيذ لهذه المنطقة، بشكل مشترك مع الأميركان، وهي تعرف أن التوافق معهم هو الأفضل، بالنسبة للمنطقة الآمنة واستمرارها، وكذلك أضمن للعلاقة التي تريدها تركيا مع الأميركان بشكل أفضل، وأكثر فائدة للاقتصاد التركي، عبر إعادة نسج علاقة أكثر متانة، وتصب في صالح الواقع المعاشي للإنسان التركي، ودعمًا مستمرًا لليرة تركية أوضاعها غير خافية على أحد”.
وأعرب “مظهر سعدو” عن اعتقاده أن “هذا الضغط التركي الجدي والمتواصل، لن يدفع باتجاه الحل الفردي، بقدر ما سيدفع إلى وعي أميركي بأهمية الأمن التركي، وضرورته عبر إقامة هذه المنطقة الأمنية، التي باتت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى”.
ووختم بالقول، إن ” الأميركان أدركوا ذلك جيدًا، ويبدو أن اللقاء التركي الأميركي المزمع (على مستوى القمة ) القادم في واشنطن، سيساعد على حل الخلافات التي ماتزال عالقة، وإعادة القطار إلى سكة الناتو، ورسم ملامح علاقات استراتيجية قادمة وأكثر متانة”.
وزادت تركيا مؤخرًا من حدة تصريحاتها بخصوص المنطقة الآمنة في شرقي سوريا، خاصة وأن الطرف الأمريكي مايزال يماطل وفق ماترى تركيا، وذلك على الرغم من كل الوعود التي تعطيها واشنطن لأنقرة، إلا أن المخاوف التركية ما تزال سيدة الموقف.
المصدر: وكالة داماسكي الإعلامية