استطاعت “جسر” عبر التواصل مع جهات محلية وأهلية تحديد هوية الجثة في فيديو مسرب نشرته أمس يظهر مجموعة من المقاتلين الروس يحرقون جثة شخص بعد قتله وقطع رأسه ويديه.
مصادر أهلية أعلمت “جسر” أن الجثة في التسجيل تعود للمواطن “محمد طه اسماعيل العبدالله” المعروف بـ”حمادي الطه البوطه” من مواليد الخريطة في محافظة ديرالزور العام 1986، وأنه كان يعمل في لبنان في مكبس لطوب البناء، وأنه اعتقل على الحدود أثناء عودته إلى البلاد في تموز/يوليو 2017 ليساق للخدمة اﻻحتياطية في مطار “التيفور”.
مصادر جسر أكدت أن “حمادي” انشق وفر إلى البراري المحيطة بـ”التيفور” حيث ألقي القبض عليه، وزودتنا بتسجيل سابق مسرب يظهر من قالت أنه “حمادي” يتعرض للتعذيب على أيدي مجموعة من المسلحين.
وعبر المقارنة بين التسجيلين؛ تأكدت “جسر” أنهما تمّا في موقع واحد، وأن ملابس الضحية فيهما واحدة، إضافة لحديث المسلحين باللغة الروسية وارتدائهم لنفس الملابس في كليهما.
كيف قُتل “حمادي”؟
يظهر التسجيل الذي حصلت عليه “جسر” اليوم مجموعة من المسلحين يتحدثون الروسية ويحيطون برجل يرتدي ملابس مدنية تماما، يقومون بركله وتصويره، بينما ينطق هو الشهادتين ظنا منه أنهم سيقومون بقتله، قبل أن يهوي أحدهم بمطرقة بناء ضخمة، تستخدم في أعمال الهدم، على قدمه اليسرى، ويتأهب ليكرر الضربة، لكنه يعدل عن ذلك حين يحرك الضحية قدمه فتغدو بعيدة عن مهوى المطرقة.
وﻷنه تحرك على مايبدو، ينهال عليه زملاء حامل المطرقة بالركل على وجهه ورأسه، وكل ما وصلت إليه أقدامهم من جسده، قبل أن يحاولوا تثبيته بالدوس على رأسه وأطرافه، ثم يقوم أحدهم بالدوس على زند الضحية اﻷيسر لتثبيته، ثم على ساعده مجبرا إياه على فرد كفه؛ ليهوي صاحب المطرقة عليه دون أن يصيبه عدة مرات، اﻷمر الذي يبدو أنه أثار سخرية زملائه الذين يقهقهون محيطين بالضحية.
ويبدو أن سخرية الباقين أثارت غضب حامل المطرقة، ما دفعه لتوجيه ضربة جديدة إلى اﻷطراف السفلية للضحية، الذي حرك قدميه فتفادى الضربة مثيرا غضب الضارب مرة أخرى، الذي مشى عدة خطوات ليدوس على رأس الضحية وعنقه، قبل أن يرتد بسرعة لموقعه، ويوجه ضربة أصابت الكف هذه المرة، ويبدو أنها سحقته، بناء على صرخات اﻷلم الهستيرية التي أطلقها “حمادي” متلويا، فيما تستمر الموسيقى الصادحة منذ بداية التسجيل، ويطلق أحدهم عبارة بالروسية “игиловец хуй”، والتي تعني “داعشي عر٭“، بحسب متحدثين بالروسية استشارتهم “جسر”.
بعد تعذيبه وقتله.. أحرقوا جثته
يظهر التسجيل الثاني مجموعة من المقاتلين يحرقون جثة شخص بعد قتله وقطع رأسه ويديه وتعليقه بساقين منفرجتين رأسا على عقب، وبعد ترجمة الأصوات، تأكدت “جسر” أن اللغة التي يتحدث بها الرجال روسية خالصة، ومن خلال المصطلحات المستخدمة يُستنتج أنهم عناصر في جهاز أمن أو أعضاء في شركة أمنية.
يناقش المسلحون الروس في هذا التسجيل طريقة حرق الجثة، ويوجهون التحية لـ”جهاز التجسس”، ولم نستطع تحديد الجهاز المقصود، كما يظهر في عمق المشهد خزانات نفط، أو ما يشبه ذلك. مصادر أكدت لجسر أن التسجيل تم في حقل الشاعر، وهو ما يتطابق مع بيئة التسجيل اﻷول، ويتماشى مع ما أكدته مصادر لـ”جسر”، من أنه سُجل أيضا في حقل الشاعر بريف حمص، المنطقة غير البعيدة عن مطار “التيفور” الذي انشق منه “حمادي”، بحسب هذه المصادر.
وفيما يلي الترجمة الحرفية لما ورد في التسجيل الثاني:
– أحدهم محذراً: بدون وجوه (يقصد لا تظهروا الوجوه اثناء التصوير)
– انتبه هناك هواء لكي يحترق جيدا
– لا تحرق المطاط حتى يظل معلقا
– هذا تبعي
– نعم هذا حصتك ديما (ليحرقه)
– احرق من الأسفل
– لا تصب أكثر وأنتظر ربما يشتعل بقوة
– إنه لا يحترق.
– لا إنه يحترق. أنت مثل شخص صيني.
– صبَّ على مؤخرته!
– أحدهم يتحدث باللاسلكي ويقول إنهم في عنبر
– يشتم (عبارة نابية). والجلد يحترق.
– انتبه فهي (الجثة) تنحني وقد تقع أو تنقطع
– خذ يده!
– العظام تآكلت
– صب على رجليه والمهم ألا يحترق المطاط (الذي يعلق به من رجليه أو حذائه)
– احترقَ يا اخي
– نعم نعم وصب على رجله الأخرى!
– الآن الآن!
– جهاز التجسس باقي. التجسس خالد
– يعمل أحدهم إشارة بأصابعه ويقول: هذه إشارة المرتزقة
– انظر أخيراً (ويضحك احدهم بصوت عالي)
– رجله!
– لنمش من هنا
– هيا لنغادر
بعد القتل بالتعذيب، مثلوا بالجثة قبل أن يحرقوها
بين التسجيلين المعروضين أعلاه، ثمة تسجيلين آخرين أشد قساوة ووحشية؛ التسجيل اﻷول يظهر الرجال المسلحين محيطين بجثة “حمادي” بعد موته، فيما يقوم أحدهم باحتزاز رأسه باستخدام سكين ثم فأس، وفصله تماما عن جسده تحت أنظار زملائه وتماشيا مع نصائحهم وتشجيعهم له، وحين تنتقل الكاميرا إلى وجوههم المغطاة تراهم يشيرون بأصابعهم راسمين إشارات مختلفة، كإشارة النصر أو التأكيد أو إشارة السكين المعروفة.
التسجيل الثاني يبدو تاليا للأول، حيث تظهر جثة “حمادي” مقطوعة الرأس فيما يحاول أحد المسلحين قطع يده بمجرفة للحفر، وحين يكسر العظم يتطوع آخر لاستكمال قطعها بالسكين، وكل ذلك يجري بينما يدوس أحدهم على الكف لتثبيت الذراع، وحين ينتهون من الذراع اﻷيسر، ينحني آخر على الذراع اﻷيمن للجثة بعد أن يركل زميله الرأس بعيداً عنها ويشرع في تكرار عملية القطع.
المصدر: جسر: خاص