سعيد عبد الرازق
سيرت القوات التركية والروسية أمس (الاثنين) الدورية الحادية عشرة في شمال شرقي سوريا بموجب تفاهم سوتشي الموقع في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن الدورية المشتركة تم تسييرها بين بلدة ديريك ومدينة القامشلي الواقعتين شرق الفرات، وشاركت فيها 4 مركبات برية من كل جانب، بالإضافة إلى طائرات مسيرة، وتم تنفيذها على عمق 10 كيلومترات بامتداد 58 كيلومترا.
وكانت الدوريات المشتركة بين الجانبين التركي والروسي انطلقت في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري تنفيذا للتفاهم بينهما الذي يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، إلى ما بعد عمق 30 كيلومترا من الحدود التركية – السورية، وذلك بعد اتفاق سابق بين أنقرة وواشنطن في 17 أكتوبر على تعليق عملية «نبع السلام» العسكرية التي أطلقتها تركيا والفصائل السورية المسلحة الموالية لها في 9 أكتوبر.
في سياق متصل، أكد مصدر أمني تركي التزام أنقرة التام بالاتفاقات التي أبرمتها مع روسيا والولايات المتحدة بخصوص شمال شرقي سوريا، وأنها لن تستأنف هجومها العسكري في تلك المنطقة. ونقلت «رويترز» عن المصدر قوله، أمس، إن تركيا ترد على هجمات وحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة «في إطار الدفاع عن النفس».
وكانت القوات التركية والميليشيات الموالية لها شنت، السبت، هجوما كبيرا من محاور عدة، على مركز بلدة عين عيسى، وسط مواجهات عنيفة مع قسد. وذكرت مصادر سورية أن الاشتباكات أدت إلى خسائر بشرية، وأن قوات الجيش السوري المتمركزة في المنطقة انسحبت من مواقعها مع بدء الهجوم.
وقالت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، التي تشرف على إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة قسد: «اليوم تم بشكل علني وأمام العالم استهداف بلدة عين عيسى بشكل همجي وعدواني أدى لنزوح الآلاف وزاد من تفاقم الأزمة الإنسانية».
واعتبرت الإدارة الذاتية أن «دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها من عناصر داعش والنصرة قاموا بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم في سوتشي بين روسيا وتركيا».
وانسحبت القوات التركية والفصائل الموالية لها من أطراف عين عيسى بعد اتفاق مع الجانب الروسي أول من أمس. واتهمت قسد القوات الروسية بالتخلي عنها وتركها وحيدة أمام تقدم «الجيش الوطني» الموالي لتركيا في ريف الرقة الشمالي.
وقالت إن تجاهل القوات الروسية للهجمات التي تستهدف بلدة عين عيسى يثير الكثير من الشكوك، ولا يتناسب مع دور روسيا وما تتطلع إليه للعب دور الضامن في الحل السياسي في عموم سوريا.
وأضافت «قسد» في بيان، أن الجيشين التركي والوطني السوري شنا هجوماً عنيفاً استهدف بلدة عين عيسى من ثلاثة محاور بإسناد من القصف المدفعي والجوي، واندلعت أعنف الاشتباكات في محيط عين عيسى، وأن هذا الهجوم كان أمام أنظار القوات الروسية التي لم تحرك ساكناً لإيقاف هذا «الغزو الهمجي»، والتي من المفترض أنها موجودة على الأرض كضامن لوقف إطلاق النار».
وقتل وجرح عدد من عناصر «قسد»، السبت، بقصف جوي تركي استهدف مواقع للميليشيا في ريف الرقة الشمالي، بالتزامن مع تقدم لفصائل الجيش الوطني في المنطقة.
من ناحية أخرى، أفاد مصدر مطلع بأن طائرة مسيرة تركية قصفت مواقع لقوات النظام السوري بمحافظة الحسكة أمس (الاثنين). وقال المصدر إن هذا التطور حدث بعدما تدخل عدد من عناصر قوات النظام لدعم قسد في قتالها في مواجهة فصائل موالية لتركيا، بالمخالفة للقرارات الرسمية الصادرة لهم. وأسفر القصف، الذي استهدف مواقع في تل طويل الواقعة بين تل تمر والمناجير، عن إصابة عنصرين من قوات النظام على الأقل.
ونقل عن مصدر موثوق أن «قوات النظام لديها أوامر بعدم إطلاق طلقة واحدة على القوات التركية، وعدم الدخول في أي اشتباك في مواجهة تركيا».
كان المصدر أشار إلى أن التصعيد الذي نفذته القوات التركية والفصائل الموالية لها في المنطقة (بعد أن كان هناك اتفاق روسي – تركي للتوقف على مسافة 3 كيلومترات من طريق حلب – الحسكة) لا يزال مجهول الأسباب.
إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس، إن القوات التركية كشفت شبكة أنفاق أنشأتها الوحدات الكردية بمدينة رأس العين التي كانت خاضعة لسيطرة قسد قبل عملية «نبع السلام» العسكرية، وذلك في إطار عمليات تمشيط تقوم بها القوات التركية والفصائل الموالية لها في المناطق التي تمت السيطرة عليها خلال العملية العسكرية التركية. وأشار البيان إلى أن «أنشطة التمشيط والبحث وإزالة الألغام والعبوات الناسفة متواصلة في المناطق التي تم تحريرها من (الإرهاب)، ضمن عملية نبع السلام».
المصدر: الشرق الأوسط