في ظل الحملة التي تقودها أجهزته الأمنية في أكبر معاقله في اللاذقية، توصل النظام السوري لتسوية مع قادة ميليشياته الذين بات معظمهم ملاحقاً بجرائم شتى، وجهت إليهم بعد إطلاق النظام لما يسمى بـ»حملة محاسبة المفسدين» في المحافظة، ليجد غالبية عناصر الميليشيات أنفسهم، وقد تحولوا من حلفاء للنظام إلى مجرمين فارين من العدالة وملاحقين من قبله.
وشهدت محافظة اللاذقية مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، مناوشات مسلحة بين مخابرات النظام وبين الميليشيات التابعة له، خلال محاولة الأولى اعتقال قادة من الميليشيات.
وقالت مصادر خاصة في اللاذقية لـ»القدس العربي»، إن النظام السوري عقد تسوية مع الميليشيات المقاتلة في اللاذقية وعلى رأسها (الحارث 303 التي يقودها ابن طلال الأسد، ومجموعات سابقة في ميليشيا العرين التي يقودها ابن هلال الأسد، وكتائب كانت تابعة لميليشيا صقور الصحراء التي كان يقودها أيمن جابر، وتعمل تحت مسمى قوات الردع الساحلي وتحت إمرة ابن طلال الأسد أيضاً، من أجل وقف إطلاق النار في المحافظة وتسليم بعض المطلوبين من القادة، مشيرة إلى أن مندوبين من الميليشيات عقدوا اجتماعاً في مقر الأمن العسكري باللاذقية وتم تسليمهم قوائم المطلوبين، على أن يقوم القادة بتسليم المطلوبين وفق تراتبية تبدأ من الأقل أهمية.
وتضيف: «القوائم ضمت قادة مجموعات ومسؤولي حواجز في الميليشيات المذكورة، فيما كانت هناك قوائم أخرى تضم أسماء عناصر في ميليشيات أخرى، وبعد الاتفاقية قامت ميليشيا الحارث بتسليم نحو 100 من عناصرها لمخابرات النظام، فيما قام ابن هلال الأسد بتسليم أكثر من 130 عنصراً أيضاً»، إلا أن المصادر أكدت أن هؤلاء العناصر ليسوا سوى جزء بسيط من العناصر المطلوبين وأن هناك عدداً من القادة رفضت الميليشيات تسليمهم أمثال (ذو الفقار كلاشينكوف) المسؤول عن قسم المدرعات في ميليشيا الحارث وغيره آخرين من القادة، وأن العناصر الذين تم تسليمهم ما هم إلا (كبش فداء).
وفيما تشهد المحافظة توتراً كبيراً إثر الحملة، ضبطت مخابرات النظام صفقة أسلحة كانت في طريقها للتهريب من ميناء اللاذقية باتجاه جزيرة قبرص عبر مركب كان من المفترض أنه متوجه إلى جزيرة أرواد، حيث ذكرت المصادر أن الأسلحة كانت مخبأة في جوف القارب الذي يتم الوصول إليه عبر فتحة سرية داخل الخزانة، وعلى الأغلب تم تصميمه لهذا الغرض بالتحديد، لافتة إلى أن مخابرات النظام اعتقلت سائق المركب وطاقمه المؤلف من 3 بحارة وأحالتهم إلى فرع المخابرات الجوية في اللاذقية للتحقيق معهم.
أحبط محاولة تهريب سلاح إلى قبرص
واستطرد المصدر المحلي في اللاذقية، في حديثه لـ»القدس العربي»: «بعد التحقيق تبين أن صفقة الأسلحة التي كان سيتم تهريبها إلى قبرص عائدة إلى قائد صقور الصحراء سابقاً (أيمن جابر)، وكان يتم تحضيرها للتهريب والبيع لتجار سلاح في قبرص اليونانية، وعليه فقد بدأ البحث عن أيمن جابر الذي اختفى فجأة دون معرفة مكانه، فيما تم وضع قسم المراكب تحت حراسة الوحدات الخاصة ومراقبة أفرع الأمن وسط تشديدات كبيرة على جميع المراكب التي تدخله، حيث بات جميعها يخضع لتفتيش دقيق قبل السماح لها بمغادرة الميناء بما في ذلك قوارب النقل والصيد وغيرها.
الجدير بالذكر أن قائمة المطلوبين لم تقتصر على كونها صادرة عن النظام السوري، بل أن القوات الروسية أصدرت مذكرات اعتقال بحق عدد من القادة في ميليشيات النظام.
المصدر: القدس العربي