غادر وفد الحكومة السورية في اللجنة الدستورية السورية الجولة الثانية من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة حتى قبل بدايتها يوم الاثنين، في تحرك وصفه أفراد من المعارضة بأنه أسلوب مماطلة.
وتهدف المحادثات إلى تحقيق تقدم في ما تصفه الأمم المتحدة بأنه طريق طويل نحو التقارب السياسي تعقبه انتخابات، لكن خبراء يشككون في ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد على استعداد لتقديم الكثير في المفاوضات بعد أن استعادت قواته المدعومة من روسيا وإيران مساحات كبيرة من الأراضي في هجمات على مقاتلي المعارضة والمتشددين منذ 2015.
وأفاد التلفزيون الرسمي السوري بأن وفد الحكومة غادر مقر الأمم المتحدة في جنيف يوم الاثنين لأنه لم يحصل على رد بشأن اقتراحه تحديد جدول عمل.
من جهته، قال عضو اللجنة الدستورية عن المعارضة، المتحدث باسم هيئة التفاوض يحيى العريضي إن المعارضة قدمت جدول أعمال لمناقشة مقدمة الدستور والمبادئ الدستورية، ولكن النظام لم يوافق عليه.
وأوضح في تصريح صحافي: “لم تعقد اليوم الجلسة الأولى لهذه الدورة من اجتماعات اللجنة الدستورية، والتي تعنى بكتابة دستور جديد لسوريا، والسبب الأساسي الذي سيق من الفرق الموجودة (النظام)، بأنه ليس هناك اتفاق على جدول الأعمال”.
وشدد على أن “هادي البحرة الرئيس المشترك للجنة الدستورية، قدم للمبعوث الدولي غير بيدرسن اقتراح جدول أعمال قبل 4 أيام من الانعقاد، ويتضمن الجدول دراسة للمقدمة والمبادئ الأساسية في الدستور وبشكل واضح”.
وأوضح العريضي حقيقة ما حصل في الاجتماعات اليوم قائلاً: “اليوم صباحا أحمد الكزبري قدم اقتراحاً أسماه جدول أعمال، وقال عنه إنه الثوابت الوطنية التي يجب أن تناقش قبل أي عمل، واعتبره جدول أعمال، وقيل إننا لم نوافق عليه”.
وقال: “نأمل أن يعودوا غداً للنقاش، ما يحصل في إدلب هو لتعطيل عمل اللجنة الدستورية، ونأمل بوقف إطلاق نار للمساعدة في عمل اللجنة الدستورية، لا نريد تدخلاً خارجياً في عمل اللجنة الدستورية، ونحن ملتزمون بالعملية السياسية”.
وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة إن مبعوث المنظمة الدولية الخاص غير بيدرسن اجتمع مع رئيسي اللجنة من الحكومة والمعارضة ويواصل مشاوراته بهدف استئناف عمل اللجنة.
من جهة ثانية، حذر وزير الخارجية الروسي مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن من مغبة التدخل في عمل اللجنة الدستورية السورية، مشددا على ضرورة تحقيق التوازن الجغرافي في كادر موظفي هذا المكتب.
وقال سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النيبالي براديب غيافالي في موسكو الاثنين: “خطر التدخلات الخارجية وفرض حلول من الخارج على السوريين موجود، وعلى زملائنا في الأمم المتحدة، بمن فيهم الأمين العام ومبعوثه الخاص إلى سوريا غير بيدرسن إيقاف المحاولات من هذا النوع بكل حزم”.
وأضاف لافروف أنه لا يستبعد عقد لقاء مع بيدرسن قبل نهاية العام الجاري، وقال إنه في حال حدوث هذا اللقاء، فإنه سيؤكد للمبعوث الأممي خلاله على ضرورة أن يلتزم بالتفويض الممنوح له، ويضمن احترام كل الأطراف من دون استثناء، لمبدأ توصل السوريين بأنفسهم إلى اتفاقات وعدم السماح بأي محاولات للتدخل في هذه العملية”.
وتابع: “وبخاصة لا يجب أن تصدر محاولات (تدخل) كهذه من مكتب الممثل الخاص للأمم المتحدة نفسه”، مشددا على أهمية “تحقيق التوازن في كادر موظفي مكتب المبعوث الأممي، والذي يجب أن يعتمد مبدأ التمثيل الجغرافي العادل المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة”.
ونبه لافروف بأن هناك كثيرين “يريدون للدستورية السورية أن تفشل”، ليتخذوا من ذلك تبريراً لتحركاتهم المشبوهة، بما في ذلك ربما “تصعيد التدخل بالقوة” في شؤون سوريا بهدف تغيير النظام.
المصدر: المدن