اللواء فؤاد البلبيسي – موريس
رحلة مقاتلة صلبة في الزمن الصعب الشهيدة القائدة جهاد درويش وهي احدى ابرز الفدائيات في قواعد قوات العاصفة اسمها الحقيقي الحركي هانية حجازي وهي سورية من مواليد اللاذقية من أسرة مناضلة نفسها فلسطيني أمضت طوال عمرها مناضلة في الأردن ولبنان وسوريا ففي البدايات في منتصف عام 68 انضمت للعمل الفدائي عن طريق القائد الشهيد(ابو علي اياد) عملت بالرصد العسكري بالاغواربقاعدة الكردي في الشونة الجنوبية بقيادة الشهيد عزمي صغيركانت اخت الرجال لباسها دوما عسكري ساهمت بعدة دوريات عبر نهرالاردن كانت محل اعجاب المقاتلين والقيادة العسكرية العامة لقوات العاصفة ابو عمار وابو جهاد وابو صبري وابو علي اياد …
في السيرة في قاعدة الشونة بالاغوار زراتنا الكاتبة اللبنانية ليلى عسيران للتعايش مع الفدائيين وهي من مناصرين الثورة كانت مبهورة بالاخت جهاد وقد اقامت ليلة بالقاعدة وشاهدت المقاتلة جهاد وهي في طريق عودتها للقاعدة بعد اشتباك مسلح مع احد مواقع العدو …تلك الفدائية ابدعت في الصفاء لفلسطين حينما رشحت حبات عرقها في القواعد
يقول اللواء فؤاد البلبيسي -موريس عرفت الاخت جهاد في الاغوار في قاعدة الكردي بالشونة الجنوبية للرصد العسكري . وفي الجبل بمنطقة احراش جرش كانت على تلة قرب الجسر تقود سرية من الفدائيين بقيادة الشهيد (عبد القادر محمود حسين عويدات) ابو فيصل رحمة الله وما يثير الاعجاب انها كانت من المهرة في استعمال الرشاش الثقيل من نوع (دوشكا ) كانت تلبس اللباس العسكري دوما وكانت جدية وصارمة ولا يوجد للمجاملة مكان لديها ..
الاخت جهاد الفدائية جمعتها روحية اخوية مع رفاق الدرب الفدائيين في المحطات النضالية الشاقة زمن الدوريات للداخل الفلسطيني ؟؟ زمن الاشتباكات والكمائن وزرع الالغام والقنص و تخليص الجرحى.. زمن جعبة الظهر ؟؟ ومطرة الماء ما بعد النهر.. زمن لم يكن بة معاش شهري ؟؟ زمن المغر والكهوف والقلاع والخنادق المتقدمة … زمن كان لايوجد بة حمام سوى تنكة الماء زمن بابو الكاز زمن النوم على الارض مع 3 بطانيات ؟؟… زمن اللاند روفر المكشوف والكيتر الفرنسي ( البوط الرياضي ) زمن كان الفدائي يقول لاخوة الفدائي قبل دخول الدورية اوصيك بامي وابي ؟؟؟ زمن…. شركاء الدم والتراب …. كثير ممن حملوا ارواحهم على اكفهم كانوا جنودا مجهولين ،وحتى جنديات مجهولات مثل الفدائية جهاد دويش ا
بعد الخروج من الاردن اتجهت جهاد للعمل التنظيمي وتابعت نضالها وتضحياتها في إقليم فتح في سوريا في احدى المراحل درست في كلية الصحافة في جامعة بوخارست وكانت من الناشطات في صفوف اتحاد طلبة فلسطين المشهود لة بالنضال وكان لها الدور الأبرز في بناء الحركة النسوية في صفوف حركة فتح من خلال نضالاتها في توعية المرأة عن أهمية دورهن الأساسي في بناء المجتمع الفلسطيني المناضل ودور المرأة الفلسطينية التاريخي في الثورة الفلسطينية,
كما ويشهد للأخت جهاد درويش بأنها واهبت نفسها لفلسطين حتى انها اتقنت اللهجة الفلسطينية كان لها بصمة في بناء تنظيم من الأخوات ..وفي تأسيس المكتب الإقليمي لحركة فتح في إقليم سوريا. الذي تخرج منة العديد من الفدائيين والقادة هذا وظلت الشهيدة المناضلة حتى تاريخ وفاتها بعد ان اصابها المرض المباغت شيعت بتاريخ 06/05/2012 وتم دفن الشهيدة في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك…. رحلت راضية مرضية مرتاحة الضمير بعد مسيرة طويلة من النضال الوطني في حركة فتح كحركة تحرر…. شارك في جنازة المناضلة جهاد كل الفصائل والقوى الوطنية …
يقول جان جنييه الأديب الفرنسي الكبير.. المرأة “في كل ثورة، هي دائماً العنصر الأكثر جذرية، وفي الثورة الفلسطينية يبدو ذلك في غاية الوضوح”.. “إن المرأة أكثر ارتباطا بكل ما هو حسي وملموس وطنيا
من حق جهاد علينا أن يكون لها مكانا تحت الضوء لما بذلته من جهد وعطاء نكتب من اجل الحفظ على سيرة من عبدوا الطريق في زمن الخطورة .نكتب كرامة للشهداء وها هي مقابرهم بكل الساحات تشهد.. نكتب كرامة للاسرى المحررين ومن بقوا في سجون العدو … نكتب من اجل هيبة الفدائيين القدماء الميدانيين من حملة الراية الذين بقوا على العهد …تحية لارواح كل الشهيدات “و المناضلات اللاتي صنعن بصمودهن خلف قضبان الاعتقال أروع صور البطولة والفداء.
نكتب لنقول لا زلنا نفخربالفدائيين الحقيقيين ابناء القواعد … الذين لا زالوا على العهد معا …ولا زالوا يشيعون بعضهم بعضا ؟؟ ويرحلون واحدا تلو الاخر ؟؟
لا توجد قوة في الارض تستطيع فكاك الفدائيين الاصلاء عن بعضهم… فقد جمعتهم روحية اخوية في الحياة وما بعد الحياة …التحية لمن يعرف كيف تصان الاخوة والامانات…
رحم الله كل الشهداء تحية لروح القائدة جهاد درويش ….التحية لكل امرأة حملت راية فلسطين.
المصدر: مشاغبات