حذر الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا وسوريا وإيران، أمس الخميس، من قتل المدنيين في محافظة إدلب السورية، التي دفعت الآلاف للنزوح في محافظة إدلب السورية، وقال إن تركيا تعمل جاهدة لمنع حدوث «مجزرة».
واستهدف القصف المكثّف للنظام السوري وحليفته روسيا إدلب، الخاضعة بمعظمها لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) كما تنتشر فيها فصائل مقاتلة أخرى أقل نفوذاً، منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول)، في وقت تحقق قوات النظام تقدما على الأرض رغم وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في أغسطس (آب) ودعوات الأمم المتحدة لخفض التصعيد.
وقُتل نحو 80 مدنياً في غارات جوية وهجمات بالمدفعية خلال الأسبوعين الماضيين، بحسب مصدر مطلع الذي قال إن أكثر من 100 ألف شخص نزحوا.
قوات النظام والفصائل تتبادلان الاشتباك بريف معرة النعمان بالتزامن مع استمرار غياب طائرات النظام وروسيا عن أجواء المنطقة.
ميدانيا، رصد المصدر، استمرار غياب طائرات القتل والتهجير التابعة للنظام والروس عن أجواء إدلب مع استمرار تردي الأحوال الجوية في المنطقة، فيما تشهد محاور التماس بريف معرة النعمان، عمليات قصف بري متبادل بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل من جهة أخرى، حيث تتركز الاستهدافات على محاور فروان والبريسة وحلبان ومحاور أخرى في المنطقة. ورصد المصدر منذ مساء أول من أمس هدوءاً على محاور القتال تتخلله عمليات قصف بين الحينة والأخرى. على صعيد متصل قصفت الفصائل مواقع قوات النظام في المغارة وتل مصيطف وحلبان والبرسة وفروان بريف معرة النعمان الشرقي، فيما قصفت قوات النظام كل من محيط معرة النعمان ومعرشورين والدير الشرقي والغدفة وتلمنس بالريف ذاته. وفي سياق ذلك دارت اشتباكات متقطعة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى، على محور أبو جريف بريف إدلب الشرقي.
ودعت تركيا الثلاثاء إلى إنهاء الهجمات «على الفور» بعدما أرسلت وفداً إلى موسكو لمناقشة الأوضاع في إدلب. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن أنقرة تمارس ضغوطاً من أجل وقف جديد لإطلاق النار يحل محل اتفاق أغسطس. وأشاد ترمب الخميس بجهود تركيا مشيراً إلى أن أنقرة «تعمل جاهدة لوقف هذه المجزرة».
وأكد الجيش السوري في بيان، الثلاثاء، أنه استعاد 320 كلم مربعاً في الأيام الأخيرة بينها «أكثر من أربعين قرية وبلدة»، مشدداً على أنه سيواصل تقدمه حتى استعادة كامل محافظة إدلب و«طرد التنظيمات الإرهابية المسلحة منها». وحضّ قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني في بيان الثلاثاء على «النفير العام لصد الحملة الروسية على الشمال»، مؤكدا أن الحملة «تتطلب منا مزيدا من الجهد والبذل».
ويعيش في إدلب نحو ثلاثة ملايين شخص، نزح كثير منهم جرّاء سنوات العنف التي شهدتها مناطق أخرى من البلاد. وتعهد النظام السوري الذي بات يسيطر على 70 في المائة من أراضي البلاد استعادة المحافظة.
وشنّت دمشق بدعم من موسكو هجوماً عنيفاً على إدلب في أبريل (نيسان)، أسفر عن مقتل نحو ألف مدني ونزوح أكثر من 400 ألف، وفق منظمة حقوقية. وتواصل القصف رغم وقف إطلاق النار الذي أُعلن في أغسطس، ليتسبب بسقوط مئات القتلى بين مدنيين ومقاتلين.
ويأتي التصعيد الأخير في وتيرة العنف بعدما استخدمت روسيا والصين الجمعة حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد قرار كان من شأنه تمديد إيصال المساعدات عبر الحدود لمدة عام إلى أربعة ملايين سوري، معظمهم في إدلب.
وأثارت الخطوة مخاوف بشأن احتمال توقّف المساعدات التي تمولها الأمم المتحدة عن الدخول إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعات المقاتلة ضد النظام في سوريا اعتباراً من يناير (كانون الثاني) إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق بديل. ودعت الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، إلى التصويت على هذا القرار وإلى «نزع فوري لفتيل التصعيد»، منددة في بيان بقصف النظام.
وأسفرت الحرب في سوريا عن مقتل أكثر من مليون شخص ونزوح الملايين منذ العام 2011 عندما لجأت دمشق إلى العنف لقمع الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام.
المصدر: الشرق الأوسط