مصير_ خاص
في تصريح خاص لموقع مصير تحدث الدكتور محيي الدين بنانا عن مهامه الجديدة كمنسق للصالون السياسي في عينتاب مؤكدا أن ” المهمة التي أوكلها إليَّ أعضاء الصالون السياسي الكرام هي شرف أعتز به متمنيًا أن نساهم جميعًا في تطوير أداء هذا الصالون، وإنني أرى أنه في البداية يجب ترتيب البيت الداخلي للصالون، وذلك بإضافة إخوة جدد إليه حتى نستطيع معًا تنفيذ ما اتفق عليه منذ بداية تشكيل الصالون. وهو أن يكون الصالون مكانًا للحوار السياسي يؤمن الشفافية والصراحة بكل ما يتعلق بالشأن السوري” وأضاف ” إننا نجتهد أن نكثف من الندوات السياسية بحضور أكبر عدد من السوريين المتواجدين في عنتاب بهدف توعيتهم سياسيًا خاصة بالثورة السورية منذ انطلاقتها، ولماذا انطلقت، والممارسات القمعية واللاأخلاقية لأعمال النظام البائد إن شاء الله، المتعشش بالفساد والقمع وإرهاب الأجهزة الأمنية التي ما انفكت تمارس أبشع أنواع القهر والعبودية والهيمنة والسيطرة على أبناء شعبنا في سورية. الأمر الذي أدى إلى كم الأفواه والقضاء على كل مظاهر الإبداع العلمي والاجتماعي والفني، في كل مجالات الحياة مما نتج عنه تخلف سورية وانهيار الدولة والمجتمع بحكم القبضة الأمنية من قبل النظام المستبد. كما تهدف هذه الندوات إلى ربط السوريين ببلدهم وإحياء وجدان المواطنة في داخلهم والتصاق الصالون السياسي بهم، بالإضافة إلى التركيز على وحدة سورية أرضًا وشعبًا، وأن الثورة قامت من أجل الحرية والكرامة، وعلى ضرورة المحافظة على نقاء الثورة والابتعاد عما آلت إليه من التشويه والانحراف عن مبادئ الثورة، والدعوة إلى عودة القرار السوري للسوريين من خلال الضغط على المعارضة السورية لاتخاذ مواقف شجاعة تتمثل في الكشف عما يحصل من مؤامرات المجتمع الدولي على الثورة السورية، ومقاطعة كل أشكال التفاوض مع العدو الأسدي حتى يبرهن بالدليل العملي على التزامه بالحل السلمي، وذلك من خلال إطلاق سراح المعتقلين والاعتراف الكامل بالقرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري والتوقف الإعلامي عن مهاجمة المعارضة واتهامهم بالإرهابيين.” ثم قال بنانا ” بالطبع من المفترض ألا تكون الندوات تلقينية وإنما حوارية. وأرى أنه إذا استطاع الصالون أن يحقق الأهداف التي أنشئ من أجلها وهي: 1_تعميق الحوار السياسي بين أعضاء الصالون وإتاحة الفرصة ليتعرفوا على بعضهم البعض سياسيًا. 2_ مناقشة الأوضاع السياسية الساخنة وما أكثرها، والخروج بوجهة نظر متقاربة منها، ويفضل من وجهة نظري تصديرها إعلاميًا للشارع السوري. 3_إعداد دراسات فكرية سياسية يستطيع الصالون من خلالها وضع تصور للقضايا الخلافية ولو كانت بوجهات نظر متباينة. لو استطاع تنفيذ ذلك يكون الصالون قد أدى دورًا متميزًا في عنتاب. ” وعن أوضاع ادلب قال ” أما ما يجري في إدلب اليوم فإنني أرى أن هناك قرارًا دوليًا بإنهاء جبهة النصرة منذ عام 2015 وللأسف منذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم يستطع أحد إنهائها بل على العكس امتد نفوذها ليشمل مدينة إدلب وأغلبية قراها، وهذا منافٍ لوجهة نظر روسيا والمجتمع الدولي والقاضي بضرورة إنهائها والقضاء كما يقولون على الإرهاب (وبشكل خاص روسيا التي تستخدم هذه الحجة للاستيلاء على محافظة إدلب وإعادتها للنظام السوري) وهو ما تفعله الآن حيث تتبع سياسة القضم التدريجي لريف المحافظة ومن ثم لإدلب المدينة والذي في النهاية سيقود إلى (المصالحة) واستسلام الجبهة كما حصل في غوطة دمشق وفي حوران وفي ريف حمص الشمالي، ولكن وهذا ما يدمي القلب بعد أن تدمر المنطقة ويهجر البشر منها، بالإضافة إلى استشهاد أعداد كبيرة من أهلنا هناك. فلو أن جبهة النصرة حلت نفسها لكان من الممكن تفادي هذه المجزرة التي نشهدها اليوم، ولكن كما أعتقد في الوقت الحاضر أو بعد شهر أو بعد سنة أو أكثر فإنها بالنهاية ستستسلم وتعقد المصالحة وتذهب لمكان آخر قد هُيء لها، الله أعلم أين سيكون هذا المكان في بلدان أخرى يريدون لها أن تشتعل هذا من جهة ومن جهة أخرى”. وتحدث عن التهجير بقوله ” الكارثة الإنسانية التي خلفتها حتى الآن المعارك وبقاء أهلنا في العراء تحت أشجار الزيتون حتى بدون خيام في هذا البرد القارس والعالم يتفرج ونحن مكتوفي الأيدي (العين بصيرة واليد قصيرة) فمهما قدمنا لن نستطيع أن نلبي احتياجات هؤلاء المشردين قسرًا من ديارهم. وبنفس الوقت فإن ضمير المجتمع الدولي موضوع في الفريزر غير آبه بما يحصل تحت حجة واهية وهي وجود الإرهابيين هناك، فلن يقدموا المساعدات لهذه المنطقة حتى لا تذهب من وجهة نظرهم للإرهابيين، وإننا فعلًا أصبحنا بموقع العاجز عن التصرف ومالنا إلا الدعاء لله تعالى أن يفرج عن أهلنا.”. أما عن قانون سيزر فقال ” الحقيقة فإننا الآن وبعد صدور قانون سيزر(قيصر) من قبل الولايات المتحدة الأمريكية مالنا إلا أن نتفاءل باقتراب يوم الخلاص من هذه المحنة فيما لو طبق أو بوشر بتطبيقه والذي ينص على معاقبة نظام الطاغية (الأسد) وكل من يقدم له الدعم سواء كانوا أفرادًا أو دولًا وهذا يشمل (فيما لو طبق) كما ذكرت روسيا وإيران بشكل شبه مباشر، وهنا يجب الوقوف عند حدث هام آت في أمريكا وهو استحقاق بدء الحملة الانتخابية والتي يرغب من خلالها ترامب النجاح في هذه الدورة الانتخابية. مم يعني أنه أي الرئيس الأمريكي لن يتخذ أي إجراء يؤثر سلبًا على دعايته الانتخابية. فإذا كان تطبيق قانون سيزر سيوفر له التأييد الداخلي بالدرجة الأولى (وأنا لا أعتقد ذلك) فإنه سيقوم بتنفيذه، ولكن من وجهة نظري فإن تنفيذه الفعلي سيكون في العام 2020بعد نجاح ترامب في فترته الثانية، وهذا يعني أن الثورة السورية يجب أن تنتظر العام أو العامين لإنهاء المسألة.”.