محمد علي الحايك
أَمضيتُ عمريَ في حِلٍ و تِرحالِ
و عشتُ يوميَ في صدٍّ و إِقبالِ
أُسَامرُ الليلَ في أَفلاكهِ قمرٌ
كالشِعرِ يَسْري حنيناً بينَ أوصالي
أَرنُو إلى نجماتِ الصبح حاملةً
شمسَ النهارِ إلى جناتِ أقوالي
إني أَنا الشِعرُ ما لانت عريكتهُ
في الحربِ يوماً و ما هانتْ لنزَّالِ
إنَّ المروءةَ في شِعري كرافعةٍ
منْ قدْرِ قومي و منْ أَحلامِ أَجيالي
حُبُّ العروبةِ منْ أَقطارنا قَدَرٌ
و فجرُ مكةَ إسلامي و منوالي
روحي على رمضانِ الخيرِ واقفةٌ
تُعطي التراحمَ مَعْنىً سامياً عالِ
تبني الأُخوةَ و الأخلاقُ رائدُها
و ديدَنُ الحبّ إيماني و أَفعالي
و العيدُ يأتي على أكتافِ جائحةٍ
ترمي النفوسَ بسهمٍ قاتلٍ صالِ
يمشي الغلاءُ غريباً في طبائعهِ
كالبحرِ يُغرقُ صياداً بغربالِ
و إنْ سألتَ عن الحِيتانِ تعرفُهمْ
بيضَ الوجوهِ بقلبٍ أسودٍ ضالِ
تُؤْتى المكارمُ في أخلاقهمْ طمعاً
للمالِ يقتلُ بالطُغيانِ آمالِ
يا ربِّ رُدَّ شباباً كانَ يجمعهُمْ
في حُبِّ شامِ الهوى عُنقودُها الدالي
و احفظْ بلاداً ترى في عَوْدِهمْ أملاً
إلى العطاءِ لتبني مجدها التالي
يا ربِّ باركْ لنا في الشامِ ، في بردى ،
على الزمانِ لتبقى الرأسَ في مالي