فايز هاشم الحلاق
باعوكَ يا وَطَني أَهْلُ الخَطيآتِ
واسْتَبدلوا الفَردَوسَ بالضَّلالاتِ
الحبُّ للمَهدِ لا عِشْقٌ يُدانيهِ
وكُلُّ مَنْ ضَحُّوا روادُ جَنّاتِ
العَدْلُ ممنوعٌ في قولِ مُنْصِفِكَ
والظُّلمُ سلطانٌ للعَنْتَرِيَّاتِ
باعوكَ أَوْغادٌ بكيدِ مَكْرِهُمُ
يا وَيْحَهُمْ عاشوا علىٰ الخَديعاتِ
هَلْ نابتِ الغِربانُ عن ضَواريها
والخَوفُ سبَّاقٌ عِنْدَ المُلِمَّاتِ
أَرىٰ رِجالًا تَحوَّلوا إلىٰ هِرَرٍ
أَصابَهُمْ صَمَمٌ عِنْدَ النِّدآاتِ
…………………
يا هاربينَ إلىٰ الرَّمْضاءِ مِنْ نارٍ
لا تَحسَبوهُ أَتىٰ وَعْدُ السَّماواتِ
منْ كانَ ذوْ طِفْلٍ فالعُذْرُ يَحْميهِ
زَغْبُ الشُّعورِ وأَحْداقُ البَراآتِ
يا لاجئًا لِبلادِ الغالِ لا تَرْجو
في شَأْنِ جيلٍ أَبًا حُرَّ القَراراتِ
الدَّاءُ والإِدْمانُ منْ صِناعَتِهمْ
أَلَمْ يُذيقونا مُرَّ الجِراحاتِ
كَمْ من زُهورٍ ما زالتْ تُواعِدُنا
لَسَوْفَ تَهْوي في أَدْنىٰ الضَّلالاتِ
هذي العَناقيدُ منْ كَرْميْ وبُسْتانيْ
كَمْ بِتُّ أَعْصُرُها خَمَرَ الوَلاآتِ
زَرَعْتُ فيها نباتَ الخُلقِ والتَّقْوىٰ
وصِرْتُ أُسْقيها ماءَ الفَضيلاتِ
للهِ أَشْكو جَمْعَ الشَّاةِ والذِّيبِ
لَبِئْسَ جَمْعًا ما بَينَ العَداواتِ
الشَّاةُ تَعْلَمُ أَنَّ الذِّئْبَ آكِلُها
والذِّئْبُ تَوَّاقٌ لِطيبِ أَكْلاتِ
والدُّبُّ في قَلبِهِ حِقْدٌ علىٰ الشَّرْقِ
الدُّبُّ عاشَ عَدُوًّا للدِياناتِ
عَلِّقْ فُؤادَكَ بالإِيمانِ بالوَطَنِ
واحْذَرْ سُقوطًا في أَدْنىٰ الحَماقاتِ
…………………
شَتَّانَ ما بينَ الفُلاتِ أَوْ مَلاهيهُمْ
مَهْما يَكُنْ سِحْرُهُمْ عِنْدَ المَسَرَّاتِ
لَذِكْرُ هِنْدٍ وسَلْمىٰ والحُداةُ تَشْدو
والبَدْرُ يَعْلو فَتًىٰ أَحْلىٰ المَساآتِ
أَبهىٰ من جوقةِ الكورالِ في روما
أو كرنفالِ حسانٍ كالفَراشاتِ
كُلُّ الهُبوبِ علىٰ البَيْداءِ حَمَّالٌ
عُيونَ لَيْلىٰ وأَلْحاظِ الجَميلاتِ
تاريخُنا لَمْ يَزَلْ فينا ولَمْ نَبْرَحْ
شِعْرَ القَصائِدِ في أوزانِ أَبياتِ
إِنشادُ بَيتٍ من أَقْوالِ عَنْتَرَةٍ
يَفوقُ بالإِمْتاعِ فَنَّ لَوْحاتِ
بَلْ إِنَّ إِلقاءَ بيتٍ مِنْ مُعَلَّقَةٍ
في الأُذْنِ يَعْلو علىٰ أَلحانِ نَغَماتِ