محمد علي الحايك
إني مَلَلتُ الانتظار
ووقفتُ أنتظرُ القطار
صمتٌ تعلقَ في عمودِ الحزنِ يُورقُ بالجدار…
يمشي لأرصفةِ المواجعِ شاهراً سُخطَ الدمار…
وتقومُ أرتالُ الحروفِ اللاهثة من نَومها تَحمي الديار…
فاصفرتِ الأوراقُ وارتعشتْ حُروفُ الجرِ من تحتِ الحصار…
واحتَجتِ الأسرابُ عن تغريدِها، وتعطّلَ الطيرانُ في أعماقِها…..
ضَلتْ حُروفُ الطائرينَ طريقها….
وتَوقَفتْ تصغي لصوتِ الانفجار….
وتعالتِ الأصواتُ يقتُلها الحنينُ إلى البعيد:
إني مللتُ الانتظار، إني مللتُ الانتظار…
أمْ يا ترى أَضحى شَريطُ الموتِ شرطاً للحوار؟!!.
وقرأتُ أخبار المدائنِ في رواقِ الانتشار…
كانَ السكوتُ يلُفُها والنارُ تأكلُ بعضها من بعدِ نار….
والطفلُ يصرخُ وَيحَهُمْ: سرقوا منامي والنهار….
والأمُ في دوامةٍ قلقتْ على أكبادها…
من أينَ تبدأُ بالسؤالْ؟!..
ذهبَ اللذين تحبهم في البرِّ، في الغاباتِ، في أدغالِ أمواجِ البحار….
وبكى الرضيعُ بحرقةٍ أدمتْ قلوبَ العازفينَ عن الفرار….
واغرورقتْ لغةُ الكلام، واغرورقتْ لغةُ الكلام….
فإذا كرومُ التينِ والزيتونِ تُعلنُ في حضورِ الجلنار:
حُريَتي وطَني الذي أَحيا بهِ ولهُ ولاءُ الانتماء….
ولهُ التحررُ سُلَمٌ، وله ُالعدالةُ اكتفاء…
ولهُ السلام ُمحبةٌ ولهُ التوحدُ انتصار…