نفى طرفا الحوار الكردي-الكردي في سوريا الأخبار التي تحدثت عن وصول المفاوضات بينهما إلى طريق مسدود، وأكدا على استمرار الحوار الذي توقف لبعض الوقت بسبب زيارة وفد المجلس الوطني الكردي إلى إقليم كردستان العراق، وعدم وصول ممثل وزارة الخارجية الأميركية الراعية للمفاوضات.
ويخوض المجلس وحزب الاتحاد الديمقراطي مباحثات شاقة منذ نيسان/أبريل، بهدف التوصل إلى اتفاق حول إدارة المنطقة الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا. ورغم مرور ثمانية أشهر على انطلاق الحوار برعاية أميركية-فرنسية ودعم من قبل إقليم كردستان العراق، إلا أن النتائج التي تحققت لا زالت محدودة، حيث تمثل العلاقة مع حزب العمال الكردستاني الملف الأكثر تعقيداً في هذه المفاوضات.
وكان لافتاً خلال الاسبوع الماضي التصعيد الإعلامي والميداني الذي قام به حزب العمال ضد إقليم كردستان الداعم للمجلس الوطني الكردي، حيث هاجم اعلام الحزب وبشدة أسرة البرزاني التي تسيطر على الحكم في شمال العراق، كما تبنى التفجير الذي استهدف أحد خطوط تصدير النفط من الإقليم إلى تركيا السبت.
وكانت وكالة الأناضول التركية قد نقلت عن مصادر وصفتها بال”مطلعة” تأكيد فشل المفاوضات بين الطرفين “بسبب عدم تنفيذ حزب الاتحاد التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الجانبين، وفي مقدمتها إخراج قادة وعناصر حزب العمال الكردستاني من مناطق سيطرتها، والمماطلة في السماح لقوات البيشمركة التابعة للمجلس الوطني بالدخول إلى المنطقة”.
لكن مسؤولين من كلا الجانبين أكدوا استمرار المفاوضات التي دخلت مرحلة حساسة مع الوصول إلى نقاش ملف علاقة حزب الاتحاد بحزب العمال الكردستاني، حيث يصر وفد المجلس الوطني على مغادرة جميع المقاتلين والقادة من غير السوريين مناطق شرق الفرات، وأن يفك حزب الاتحاد ارتباطه ب”العمال” الأمر الذي ينقسم الطرف الآخر في الموقف منه.
مصادر في قيادة المجلس الوطني الكردي أكدت ل”المدن”، أن المباحثات تم تعليقها خلال الأيام الأخيرة الماضية بسبب سفر الممثلة الأميركية في مناطق الإدارة الذاتية زهرة بيلي إلى واشنطن وزيارة وفد من المجلس إلى أربيل، وهو ما أكدته إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد).
أحمد التي أبلغت “المدن” أنه لا جديد يذكر حتى الآن على صعيد النتائج، أشارت إلى أن “المفاوضات ستُستأنف مع عودة ممثل الخارجية الأميركية إلى شرق الفرات”، حيث يعول الجميع على الضغط الأميركي والأوروبي من أجل إنجاح المفاوضات التي أنجزت حتى الآن الاتفاق على إنشاء مرجعية سياسية مشتركة وجعل “اتفاقية دهوك” للعام 2014 أساساً لإدارة المنطقة.
وإلى جانب ملفي حزب العمال وعودة قوات البيشمركة، يبحث الطرفان قضية التجنيد الاجباري التي تفرضها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وملف المفقودين والمعتقلين من قبل حزب الاتحاد، وهي ملفات يرى الطرفان أنها ستكون تحصيل حاصل في حال تم التوصل إلى اتفاق حول القضيتين الاساسيتين.
مصادر كردية مطلعة على سير المفاوضات بين الجانبين قالت إن هناك انقساماً داخل حزب الاتحاد الديمقراطي وحتى داخل حزب العمال الكردستاني في الموقف من هذه المفاوضات بشكل عام، ومن قضية خروج مقاتلي وقادة العمال من سوريا بشكل خاص.
وأوضحت أن الطرف الرافض لهذا الطرح يعمل على التصعيد وإفشال المفاوضات، بينما يقدم الطرف الآخر مقترحات تساعد على تجاوز هذه العقدة مع تجنب الصدام مع الرافضين للتوصل إلى اتفاق مع المجلس الوطني الكردي، لكن الجميع يعتقد أن الموقف الأميركي سيكون له الدور الحاسم في إجبار الفرقاء على تقديم التنازلات والوصول إلى حل يوحد الموقف الكردي في سوريا ويأخذ بالاعتبار التحفظات التركية، تمهيداً لدمج الإدارة الذاتية في المعارضة السورية قبل الدخول في مفاوضات الحل السياسي الشامل بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
المصدر: المدن