عثر مدنيّون في قرية السجر الخاضعة لسيطرة “قسد” شمال محافظة دير الزور على جثّتي إبراهيم العطية الملقب “أبو بكر القادسية، أحد قياديي الجيش الحر سابقاً، ومرافقه محمود الحمد مقتولين وملقى بهما على أطراف القرية.
وقال أحد أقارب القيادي ل”المدن”، إن أبو بكر خرج ظهر الخميس، من قرية البصيرة إلى قرية الصبحة برفقة اثنين من أصدقائه واختفى بعدها ليتم العثور على جثّتين، بينما لم يُعثر حتى الآن على الشخص الثالث أو السيارة، مضيفاً أن المقتولين لم يتعرضا للسرقة، ووُجدت أغراضهما الشخصية والمبالغ المالية بحوزتهم، مما يعني أن العملية ليست بهدف السرقة.
واتّهم قريب القيادي قوّات قسد باغتياله على اعتباره كان يقود حراكاً سلمياً مناهضاً لوجودهم في المنطقة مما تسبب بملاحقته أمنياً ومداهمة منزله أكثر من مرة، ليختفي بعدها متنقلاً بين قرى أقاربه.
وقال المحامي والناشط الحقوقي حسين بسيس الذي كان على صلة بالقيادي أبو بكر القادسيّة ل”المدن”، إن خبر اختفائه انتشر الخميس فيما كانت مجموعة من أقاربه تحاول معرفة الأماكن التي زارها قبل اختطافه واغتياله، وما يثير الريبة أن شخصاً ثالثاً كان معهم لم يعد.
وأضاف أن القادسية هو أحد المشاركين في المعارك ضد نظام الأسد وتنظيم داعش ثم شارك بالحراك السلمي والمظاهرات ضد المليشيات الكرديّة في المنطقة، موضحاً أن “الاتّهامات المبدئية تشير لضلوع قسد في عملية الاغتيال إلّا أنه لا يمكن البتّ في هذا الأمر حتى نتمكن من جمع كامل الأدلة، فعدم تمكّن قسد من اعتقاله بعد عمليات مداهمة يمكن أن يكون دافعاً لاغتياله”.
ولم تصدر قيادة قوات سوريا الديمقراطية أي توضيح بخصوص عمليّة الاغتيال حتى اللحظة، واكتفت بتسليم الجثتين لذويهما وتعزيز الانتشار الأمني في المنطقة تحسباً لأي ردة فعل من قبل أقاربهم أو عشيرتهم في المنطقة.
يُذكر أن قياديين سابقين في الجيش الحر، تعرّضوا لعمليات اغتيال في مناطق سيطرة “قسد” أبرزهم اسماعيل العبدلله أبو إسحاق الذي اغتيل العام الماضي بعبوة ناسفة في مدينة البصيرة، والقيادي ياسر الدحلة الذي اغتيل على الطريق الخرافي بالقرب من مدينة الشدادي، وكلاهما كانا من الرافضين لوجود المليشيا الكردية في المنطقة.
وينحدر أبو بكر القادسية من مدينة البصيرة شرقي ديرالزور، وكان من أوائل المنشقين عن جيش النظام السوري قبل أن يتولى قيادة فصيل “جيش القادسية” التابع للجيش الحر، وقاد عمليات ضدّ تنظيم داعش قبل ان يسيطر على المحافظة، وعاد إليها بعد طرد داعش وسيطرة قسد عليها.
المصدر: المدن