جلال بكور
جددت قوات النظام السوري، الليلة الماضية، خرق وقف إطلاق النار بريف إدلب في شمال سورية الغربي، فيما وقعت اشتباكات بين “الجيش الوطني السوري” و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) على محاور في ريفي حلب والرقة شمالي البلاد.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن قوات النظام السوري جددت خرق اتفاق وقف إطلاق النار في ريف إدلب الجنوبي، إذ قصفت بالمدفعية والصواريخ بلدتي كنصفرة والفطيرة في جبل الزاوية، مضيفة أن فصائل المعارضة ردت بقصف مواقع للنظام في محور حرش كفرنبل بجبل الزاوية ومحور جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وبحسب المصادر، فإن قوات النظام حاولت من خلال القصف أن تغطي على عملية تقدم بهدف زراعة ألغام في محور كفرنبل، لكنها فشلت بسبب تصدي المعارضة لتلك المحاولة واستهداف جنود النظام الذين حاولوا التقدم بالمدفعية والرشاشات الثقيلة.
وشهدت محاور الفوج 46 في ريف حلب الغربي، أمس، عملية مشابهة من قوات النظام ترافقت أيضاً مع محاولات رفع سواتر وبناء دشم متقدمة في المحور واجهتها فصائل المعارضة بالمدفعية والرشاشات الثقيلة.
ويواصل النظام بشكل شبه يومي عمليات خرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في موسكو بين روسيا وتركيا حول منطقة إدلب شمال غربي سورية، والذي ينص على وقف إطلاق نار تام بين المعارضة والنظام.
إلى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة ترافقت مع قصف مدفعي متبادل بين “الجيش الوطني السوري” ومليشيات “قسد” على محور قرى ياشلي وبصلجة والحمران في ناحية منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى إلى وقوع جرحى من الطرفين.
وذكرت مصادر عسكرية من “الجيش الوطني” لـ”العربي الجديد” أن القصف والاشتباكات جاءت نتيجة رد “الجيش الوطني” على تحرشات وتحركات للمليشيات في محاور التماس ومحاولة التقدم وزرع ألغام في المحاور المتقدمة.
وفي الشأن ذاته، جدد الجيش التركي قصفه على مواقع قسد في ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي، موقعا خسائر بشرية وأضراراً مادية.
وقال مصدر مقرب من “قسد” لـ”العربي الجديد” إن القصف تركز على مواقع “قسد” في قرية معلك ومخيم عين عيسى بالقرب من محور الطريق الدولي “m4” شمال غربي الرقة، ما أدى إلى وقوع جرحى بين عناصر “قسد”، مضيفا أن المليشيات عززت قواتها في المنطقة.
وتعد منطقة عين عيسى من أبرز مناطق سيطرة “قسد”، إذ كانت تضم معظم مراكز القيادة المدنية التابعة للمليشيات وفيها عدة معسكرات للتجنيد والتدريب وتقع على الطريق الدولي، ما يمنحها أهمية في كونها عقدة مواصلات مهمة في المنطقة على طريق حلب الحسكة.
وفي سياق متصل، أكدت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أن القوات الروسية المتمركزة في مدينة عين عيسى سحبت جزءا من الشرطة العسكرية عبر الطريق الدولي، وتوجهت بها إلى قاعدة تل السمن شمال مدينة الرقة.
ويثير الانسحاب الروسي من مدينة عين عيسى مخاوف، من وجود نية في هجوم جديد قد تشنه القوات التركية والجيش الوطني على مواقع “قسد” في عين عيسى.
وكانت القوات الروسية التي تنتشر في مناطق سيطرة “قسد” قد انسحبت سابقا من عدة مناطق قبيل وقوع عمليات عسكرية من الجيش التركي ضد المليشيات. كما انسحبت القوات الأميركية من مناطق تسيطر عليها “قسد” قبيل بدء العملية العسكرية على “قسد” العام الماضي.
هجوم من مجهولين يصيب قيادياً في “لواء القدس”
أُصيب، اليوم، قيادي في مليشيا “لواء القدس” المدعومة من إيران وروسيا جراء هجوم من مجهولين عليه في منطقة الفيض بناحية الميادين في ريف دير الزور الشرقي، في حين قُتل عناصر من “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) أيضاً بهجوم طاول دورية للمليشيات في ريف الحسكة شمال شرقي البلاد.
وقالت مصادر محلية مطلعة لـ”العربي الجديد” إن مجهولين هاجموا الليلة الماضية قيادياً في “لواء القدس” المدعوم من إيران وروسيا أثناء تواجده في منطقة الفيض بناحية الميادين في ريف دير الزور الشرقي.
وأضافت المصادر أن القيادي يدعى “علي الأسعد” وتعرض لإصابة بجروح بالغة نقل بعدها إلى المستشفى في الميادين وسط تشديد أمني واستنفار مكثف من عناصر المليشيا.
وجاء الاستهداف بالتزامن مع استنفار المليشيات المدعومة من إيران في المنطقة، إلا أن المهاجمين تمكنوا من الفرار إلى مكان مجهول.
ونقلت المصادر تساؤلات عن كيفية وصول المهاجمين إلى المنطقة في ظل الاستنفار المكثف والتشديد الأمني الذي تبع عملية قتل قيادي في الحرس الثوري الإيراني أول أمس على الحدود السورية العراقية بغارة جوية من طيران مجهول.
وكانت مصادر إعلامية عراقية قد أكدت مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني “مسلم مشهدان” خلال عبوره الحدود السورية العراقية في ناحية البوكمال بضربة جوية.
إلى ذلك، قُتل ثلاثة عناصر من مليشيات “قسد” بهجوم جديد من مجهولين طاول دورية لهم في ناحية الشدادي بريف الحسكة الجنوبي المتاخم لريف دير الزور الشرقي.
وبحسب ما أفادت به مصادر مقربة من “قسد” “العربي الجديد”، فإن المهاجمين فروا إلى جهة مجهولة، في وقت قامت فيه “قسد” بمداهمة منزل في بلدة الدشيشة واعتقلت مدنياً وصادرت أدوات زراعية من منزله واتهمته بالتعاون مع تنظيم “داعش”.
وكانت “قسد” قد زعمت أمس اعتقال قياديين بارزين في تنظيم “داعش” الإرهابي يوم الاثنين الماضي، وقالت إن أحدهما كان “قاضياً شرعيا” في تنظيم “داعش” بريف دير الزور الشرقي.
وزعمت أن العملية تمت بالتعاون بين قوات الكومندوس التابعة لـ”قسد” وقوات “مجلس هجين العسكري”، مضيفةً أن القيادي الآخر كان يشغل منصب “أمير الاقتصاد” والمسؤول عن العمليات التي تقوم بها خلايا التنظيم في نواحي الشحيل والطيانة وذيبان بالريف الشرقي لدير الزور.
ولم تذكر المليشيات أسماء القياديين اللذين تحدثت عنهما، زاعمة أن المعتقلين اعترفا بعمليات استهدفت مدنيين وعسكريين، وكان أبرزها استهداف الأليات العسكرية في منطقة الشعفة والباغوز والشحيل.
وتتعرض “قسد” بشكل شبه يومي لهجمات من مجهولين كبدتها خسائر بشرية ومادية في المقابل تلجأ المليشيات إلى عمليات اعتقال عشوائية تطاول مدنيين بتهم التعاون مع تنظيم “داعش” الإرهابي.
المصدر: العربي الجديد