كاد رئيس النظام السوري بشار الأسد أن يقول خلال زيارته لمركز “خدمة المواطن الإلكتروني” الذي تم افتتاحه حديثاً بدمشق، إن الأنظمة المؤتمتة هي الوصفة السحرية لحل مشاكل السوريين على اختلافها، لكنه قالها بطريقة أخرى، عندما اعتبر أن “الحكومة الإلكترونية” على رأس الحلول لمواجهة المشاكل بما فيها الاقتصادية.
تناسى الأسد تجربة ما يسمى ب “البطاقة الذكية” التي زادت من أعباء السوريين ووصفوها ب”البطاقة الغبية”. كذلك تناسى الأسد شبكات الفساد المكونة من عائلته وأقربائه وحاشيته ومجموعات الضباط والشبيحة التي سرقت أملاك السوريين وشردت أكثر من نصفهم وأفقرتهم.
وقال الأسد إن “الحديث عن مكافحة الفساد، يبدو مستحيلاً، من دون وجود أنظمة مؤتمتة”، وأضاف أن “الظرف الصعب الذي تعيشه البلاد يتطلب الانطلاقة بعمل الحكومة الإلكترونية، واليوم نحن بحاجة لهذه الأنظمة المتطورة أكثر من الأحوال العادية”.
وتابع الأسد أن “إطلاق الخدمات الإلكترونية في هذا الظرف، يؤكد أنه وعلى الرغم من هجرة بعض الكفاءات من سوريا، مازال لدينا كوادر، يجب أن نحقق لها العناصر والبيئة التي تجعلها تبقى وتعمل في البلد حتى تكون هذه الكوادر هي الأداة لتطوير سوريا”.
وتقوم مراكز “خدمة المواطن”، بتقديم خدمات مأجورة لوثائق السجل المدني، وهي خدمات محدودة تقتصر على بيانات القيد (إخراج قيد)، وبيانات الوفاة والطلاق، وورقة “لا حكم عليه”.
وتم تأسيس المراكز من جانب ما يُعرف ب”الجمعية العملية السورية للمعلوماتية” التي ترأسها الأسد في العام 2000. وتعود فكرة تأسيس “الجمعية” إلى الراحل باسل الأسد شقيق بشار الأسد، وذلك في العام 1989، وبعد افتتاح أكثر من مركز لخدمة المواطن في المحافظات السورية، تم إلحاقها ب”الحكومة الإلكترونية السورية”.
تسويق الأسد
ويرى الباحث في الشأن السوري أحمد السعيد أن الزيارة التي أجراها الأسد لمركز الخدمة، تأتي في إطار الترويج لنجاحات لا وجود لها على أرض الواقع، موضحاً ل”المدن”، أن الأسد يحاول الهروب من الواقع المأساوي الذي يسود مناطقه، بالحديث عن مشاريع لا طائل منها، ولا تُعتبر أولوية لدى السوريين.
وحسب رأيه، فإن مكافحة الفساد التي تحدث عنها الأسد، أكبر من أن تحلّها حكومة إلكترونية، وأنظمة مؤتمتة، لأنها مشكلة متجذرة في كل مفاصل النظام السوري. وأشار إلى فشل تجربة “البطاقة الذكية” التي تعتمد على الأنظمة المؤتمتة في حل ولو جزء يسير من مشاكل السوريين، منهياً بقوله: “يحاول الأسد تسويق نفسه من جديد، بشكل بائس”.
يتفق العديد من المراقبين، على أن المشاكل الحياتية السورية لا تحلها أنظمة مؤقتة، وإنما إلى حل سياسي ينهي الحالة الكارثية التي تعيشها البلاد، منذ نحو عقد من الزمن.
المصدر: المدن