مصير_ خاص
أقام تجمع مصير ندوة سياسية تحدث فيها الكاتب والمعارض السوري ميشيل كيلو عن رؤيته في إعادة استنهاض المشروع الديمقراطي في سورية، وذلك يوم الأحد ١٠/١/٢٠٢١ عبر أحد برامج الانترنيت.
أوضح الأستاذ كيلو خلال الندوة طبيعة المخاطر والتحديات التي تراكمت خلال محطات الثورة السورية، على أنها لم تنفصل عن محاولات إغلاق الأفق التحرري الذي صنعته الثورة السورية منذ ولادتها، لأنه حسب تحليل كيلو لم تقبل الولايات المتحدة واسرائيل والقوى الاقليمية بترك الشعب السوري قادراً على بناء خياره الوطني الديمقراطي كبديل عن نظام الاستبداد الأسدي. وكانت المشكلة في تجاهل مؤسسات المعارضة لطبيعة وتعقيدات الصراع، والرهان على من لا يريد انتصار الثورة من القوى الخارجية، وتوهم أنها القوى التي ستنقذ الشعب السوري وتدعم كفاحه الوطني. ولفت كيلو إلى أن استهداف سورية على وجه الخصوص، والحرص الدولي على بقاء بشار الأسد رغم جرائمه الوحشية بحق الشعب السوري، لا ينفصل عن مشروع تكسير دول المنطقة وإضعافها واستنزافها كما حدث في العراق عام ٢٠٠٣ واليوم في سورية وغيرهما من دول المنطقة، وكل ذلك ضمن الرؤية الأميركية لشرق أوسط جديد محكوم بتفوق إسرائيل ومنع تشكل فضاء تحرري وديمقراطي للعرب في المنطقة. ثم تطرق المتحدث إلى أزمة الأحزاب والنخب السياسية خلال الثورات العربية، وعجزها عن وضع رؤى وبرامج تُبنى على فهم صحيح لطبيعة هذا الصراع الدائر بين قوى الاستبداد وداعميها من جهة والشعوب العربية من جهة أخرى، وقد نجم عن ذلك تراجعات وانكسارات متتالية بسبب غياب حوامل تعبر عن حقوق ومصالح الشعوب التواقة للحرية والتغيير، ورأى كيلو أن الحالة السورية ومحصلاتها المؤلمة هو انعكاس لمأزق القوى التي تصدرت العمل السياسي في مؤسسات المعارضة السورية ومن خارجها أيضًا. ختم كيلو حديثه بالتأكيد على أهمية طرح مقاربة وطنية شاملة في التعامل مع استحقاقات معركة التغيير الوطني بمختلف تحدياتها، واستنهاض حوامل التغيير المجتمعي والسياسي وفق آليات تنظيمية مرنة ومفتوحة وقادرة على إدارة الصراع وتغيير موازين القوى لصالح الشعوب.
بعد أن اختتم كيلو حديثه، أفسحت السيدة روعة عصفور مديرة الندوة، المجال للمشاركين لتقديم مداخلاتهم واسئلتهم وتعقيباتهم على المواضيع التي قدمها المتحدث الرئيسي، وقد شارك فيها كلاً من السيدات والسادة: محمد خليفة – د. محمود حمزة- محمود الوهب – سمر علوني – أكرم عطوة – عز الدين البرغوثي – عبد الباسط حمودة – د. عماد شيخ – أيمن أبو هاشم
وفي نهاية اللقاء تم الاتفاق بين الأستاذ كيلو والمشاركين على تغطية القضايا المتعلقة بالحلول المطلوبة والعملية في الساحة السورية، من خلال لقاء ثاني سيتم عقده يوم السبت القادم الموافق ١6/١/٢٠٢١ الساعة السابعة مساءً بتوقيت تركيا.