نائلة الامام
ترجمتُ رايتَها إلى أمّ اللغاتِ
ما كابدتُهُ من صنوفِ النائباتِ
لو أسعفتْني من معاجمِ وحيِها
كم ضقتُ بالمكرورِ مبتذلِ الصفاتِ
……….
ينعاها بعضُ الجاهلين بكُنْهها
وبعمقِ مغزاها وهولِ التضحياتِ
العاجزون عن الرقيّ لأفقها
الطامحون إلى المناصبِ والهباتِ
قد أحيتْ الانسانَ فينا بعدما
كُنّا عبيدا من قطيعِ السائماتِ
كم أجُهضت ثوراتُ شعبٍ قبلَها
وتحدّتِ الأزمانَ تنظير الرواةِ
واغتالَها المتشدّدونَ بغفلةٍ
بمشيئةِ الأسيادِ أجنادِ الطُغاةِ
…………
للهِ خفقٌ من رفيفِ بنودِها
في قبضةِ الغُرّ الميامينِ الأُباةِ
كم قد تهادتْ فوقَ أكتافٍ زهتْ
بمواكبِ الأحرارِ أحياءِ المماتِ
كم زانتِ الوجناتِ من طفلاتِها
كم وشّحتْ نحراً تأبّى على الجُناةِ
…………………
من سندسٍ خضرٍ ربَتْ جنّاتُها
روّاها فيضٌ من دموعِ الثاكلاتِ
فجرٌ تبلّجَ من بياضِ جبينِها
أزرى بأقبيةِ الجلاوزةِ العتاةِ
نجماتُها شهبٌ لرجمِ طغاتِكمْ
ياسُبّةَ الانسانِ أعوانَ الغزاةِ
………………..
من فُضلةِ البسطارِ عزةُ نصرِكُمْ
اللثمُ منكمْ والعطا للماجداتِ
أيُّ انكسارٍ بعد هولِ سقوطِكمْ
والعارِمن آثامكِمْ والموبقاتِ
من عتمْ زنزاناتِكم في عتْمةٍ
رهنَ الطوى والذلِّ بئستْ منْ حياةِ
إن كانِ هذا من جرائرِ ثورةٍ
أكرمْ بشعبٍ صانعاً للمعجزاتِ