د- عبد الناصر سكرية
منذ اندلاع الهبة الشعبية في القدس وسائر فلسطين ضد دولة الإحتلال، وبعض الناشطين يتساءل عن أولوية الإهتمام بين سورية وفلسطين ضمن الأوضاع الراهنة في كليهما..فهل يأخذ الإهتمام بالأحداث في فلسطين من القضية السورية أو أحداثها؛ أم أنه يتممها ويضيف إليها بعدًا إيجابيًا يمكن أو ينبغي توظيفه جيدًا لخدمة أهداف الشعبين في البلدين العربيين؟؟… إلى أي مدى يمكن تحقيق ذلك وكيف، ومن يستطيعه أو يقدر عليه أو يملك المؤهلات الموضوعية اللازمة له ؟
– لمحة تاريخية :
ليست فلسطين في الأصل التاريخي سوى جزء من بلاد الشام ومن سورية العربية الواسعة. سورية التي عمرها آلاف السنين وتضم حضارات رائدة قديمة كانت ذات شأو تاريخي متميز. هذه السورية التي تعربت كاملة منذ الفتح العربي الإسلامي وكانت مركز الخلافة الأموية ومنطلقهم لبناء أعظم حضارة إنسانية متكاملة الأبعاد المادية والمعنوية والأخلاقية والإنسانية ظلت قرونًا عديدة النموذج العالمي الوحيد الذي يعتد به ويقود فيقتدى. هذه ال ” سورية ” الشامية الآرامية السريانية الفينيقية المسيحية المسلمة العربية كانت وما تزال محط أطماع القوى العدوانية الإقليمية والدولية لما فيها وعليها من مميزات وموارد وثقافات..وحينما بدأت تترنح الدولة العثمانية وصارت عاجزة عن حماية بلادها الممتدة العربية وغيرها، وحينما تمكنت منها عصبية ” قومية ” عنصرية لا تريد الإعتراف للآخرين بخصائصهم وهم في ظلها؛ وفي رأسهم العرب؛ كانت هذه ال سورية الشامية معقل الدعوة القومية التحررية للاستقلال وإشهار الدولة العربية الواحدة..إلا أن التدخلات الإستعمارية ومشاريعها الإستيطانية في بلاد العروبة وفي سورية الشامية تحديدًا، حالت دون ذلك الإشهار كما كان يريد أبناؤها سيما وأنه لم تتوفر لهم آنذاك قيادة عميقة الرؤية عارفة بأحوال الدول ومجريات التاريخ والأحداث؛ فوقعت أسيرة الحصار الدولي والمقايضات حتى تحولت إلى مكاسب آنية هزيلة.
في تلك الأثناء وفي غفلة من الزمان وغياب القيادة العربية الواعية؛ بدأ تقطيع سوريتنا تلك وتوزيعها قطعًا وغنائم للقوى الإقليمية الطامعة من جهة والمتربصة بالعرب ومن ثم المتحالفة مع قوى النفوذ الأجنبي الإستعماري السائدة آنذاك وهي تحديدًا بريطانيا – جرثومة الفكر الإستعماري الخبيثة – وفرنسا قلعة العنجهية الإستعمارية والإستعلاء العنصري الحاقد.
منحت بريطانيا وفرنسا مساحات واسعة من شمال سورية العربية إلى النظام التركي المتحالف معهم ضد العرب والإسلام..فألحقوا بها في سنة ١٩٢٣ وفق ما يسمى معاهدة سيفر كلا من اورفة ومرسين وعنتاب وجزيرة عمر وغيرها ..ثم أعادوا فمنحوها أيضًا لواء الإسكندرون كاملًا بعد إنطاكية وديار بكر ..مساحة شاسعة ثرية ألحقها القرار الغربي الأوروبي بالدولة التركية الجديدة ذات النظام العَلماني المتطرف الحاقد.
وفي تلك الأثناء أيضًا كان الإعداد الغربي لتأسيس كيان إستعماري ناشىء إنما في قلب سورية وليس على أطرافها ..وهكذا نجحوا – بإعداد خبيث سري ملتو مخادع غشاش إستمر قرابة نصف قرن – في إعلان تأسيس ما يسمى دولة ” إسرائيل ” ومارسوا ضغوطًا شديدة ورشاوى كثيرة لتمرير قرار تقسيم فلسطين والإعتراف بدولة ” الإسرائيلي ” المغتصب.
في تلك الأثناء ذاتها قسموا سورية المصغرة إلى دويلات وممالك لم تلبث أن فشلت فأعاد السوريون توحيد بلدهم سورية ولكن من غير فلسطين هذه المرة ومن غير الإسكندرون وكل الشمال السوري الذي ألحق بتركيا العلمانية.
فلسطين التي تشكل الجنوب السوري الأكبر صارت مفصولة عن أمها سورية وذات قضية جديدة عنوانها الصراع ضد المشروع الصهيوني الذي تركز في فلسطين لا ليحتلها فقط بل ليستخدمها منطلقًا لتأسيس دولته الدينية المزعومة بين النيل والفرات..هذه الدولة المزعومة تشمل سورية بالكامل ..سورية الحالية وأبعد منها وصولًا إلى مصر والعراق..
( ويمكن القول أن فلسطين هي المتمم السكاني الإستراتيجي لسورية والعكس أيضًا صحيح..)
وهكذا راح المشروع الصهيوني – والنظام العالمي الغربي الإستعماري الذي يتبناه ويرعاها بالكامل – يعمل لتحضير ظروف مؤاتية تتيح له الإمتداد للسيطرة على ما تبقى من سورية بتنسيق وتكامل مع القوى الإقليمية الحاقدة أيضًا..وفيما بعد إستقلال سورية الحالية عقب الحرب العالمية الثانية؛ كانت التدخلات الأجنبية في الشؤون السورية واضحة بارزة حد تنظيم انقلابات عسكرية متعاقبة بإشراف خارجي لتمهيد الأرض وإعاقة بلورة قوة وطنية بارزة موحدة تمتلك الأمر والنهي باسم الشعب السوري وتعبر عن مصالحه وتطلعاته..وحينما إستجاب جمال عبدالناصر لطلب الوحدة مع مصر، كان التهديد الأجنبي يطرق أبواب دمشق ..هذا التهديد ذاته وإمتداداته المحلية كان السبب الأبرز في فك الوحدة فيما عرف بجريمة الإنفصال..واستمر التهديد والتدخل الأجنبي ظاهرًا وباطنًا يعبث بالشأن السوري إلى أن نجح في فرض نظام الإستبداد الراهن بعد إزاحة كل قوة وطنية لا ترضى بنهجه الإنفصالي الإستبدادي المرتهن. وهو الذي أوكلت إليه مهمات كثيرة في رأسها تكريس الفصل بين فلسطين وسورية عبر أشكال كثيرة ليس أقلها إراقة الدماء بين الشعبين تكريسًا لتباغض وتنافر ومناكفات تصل حد الصراع الدموي.
تجسد هذا السلوك الرسمي السوري عبر كل مواقفه من الثورة الفلسطينية وقواها الوطنية منذ وصوله الحكم وإلى اليوم..وما تشكيل منظمات – واجهات – لتغطية دوره التخريبي في الساحة الفلسطينية إلا أحد أوجه ذلك النهج ..ثم تدمير المخيمات من تل الزعتر في لبنان إلى اليرموك في دمشق .. إلى إقفال صفحة الجولان المحتل دون تردد.
على ضوء هذه اللمحة التاريخية الموجزة ماذا يمكن أن نستنتج ؟؟
١ – حينما قامت ثورة الشعب السوري ضد نظامه القمعي الإستبدادي كانت فيها مساهمات شعبية فلسطينية واسعة تعبيرًا عن وحدة القضية ووحدة المصير..وتأكيدًا لفهم عميق واضح أن رد العدوان الصهيوني على فلسطين يستدعي مواجهة نظام القهر والإستبداد الذي يعطل طاقات الشعب السوري ويعرقل تفاعله النضالي مع شعب فلسطين في حركة نضالية واحدة..لم تكن المشاركة الشعبية الفلسطينية في انتفاضة الشعب السوري مشاركة ترفية أو ترفيهية أو مزاجية أو حتى حزبية فئوية ..بل كانت في صلب النضال الوطني الفلسطيني ضد العدوان الصهيوني.
وقد إلتقط شعب الداخل الفلسطيني اللحظة الثورية السورية فعبر عن وقوفه إلى جانبها مستمدًا منها معنويات جديدة وأملًا أكبر بالإنتصار على المحتل .
٢ – إن القوى الأجنبية التي صنعت دولة الإسرائيلي تدير معركة سورية الواسعة كقضية واحدة..فهي لم تقتطع من سورية أجزاء كثيرة إلا لإضعافها وإبقائها عاجزة عن تشكيل تهديد لأمن دولة الكيان المصطنع في فلسطين..فهي تتصرف منذ أول القرن العشرين على أساس أن فلسطين وسورية بلد واحد وقضية واحدة؛ ولا تزال.
٣ – هذا الإدراك الأجنبي لموقع سورية في قلب قضية فلسطين هو الذي جعلها تتولى حماية وبقاء النظام السوري الحالي في موقعه. فعلى الرغم من كل التهديد الشعبي والتضحيات العظيمة وعلى الرغم من كل ممارساته الإجرامية التي تخالف كل القواعد والمواثيق الدولية بل تناقض كل شعارات قوى النظام العالمي التي يتغطى بها ويعتاش عليها؛ إلا أنه يصر على إبقائه وحمايته من خطر السقوط والإنهيار..ففي بقائه ضمان لبقاء حدود الجولان هادئة آمنة تماما، على أقل تقدير..
حتى أن التدخل الروسي – وقبله التدخل الإيراني – ما كان ليتم إلا بطلب أميركي – صهيوني وبالتوافق معه وتغطية منه..كل هذا ليثبت صلة الوضع السوري الوثيقة بالوضع الفلسطيني..والصلة الوثيقة لبقاء النظام السوري بضمان أمن الدولة ” الإسرائيلية “..
٤ – في تلك الفترة التي كانت قوى النظام العالمي والنفوذ الأجنبي تعد لاغتصاب فلسطين – منذ بداية القرن العشرين حتى منتصفه – كانت تعد أيضًا قوى عربية محلية من أبناء البلاد لتسلمها مقاليد الأمور السلطوية في بلادها لتؤدي مهمات محددة وأدوارًا مرسومة تتركز حول ضمان أمن الكيان الصهيوني المصطنع وبقائه وتوسعه؛ ثم إعاقة قيام حركات وطنية فاعلة تؤثر في مجريات الأحداث بما يتعارض مع متطلبات نجاح المشروع الصهيوني وبقائه..وفوق ذلك تكريس تجزئة الوطن العربي الواحد إلى دويلات وكيانات ..وما قيام جامعة الدول العربية برعاية بريطانيا إلا لتكريس هذا الإنقسام وذلك الدور.
وهكذا نشأت علاقة وظيفية تكاملية بين النظام الإقليمي العربي والنظام الصهيوني ومن خلفه ويحميه.
من هنا كان واضحًا جليًا في سياق حركة النضال العربي ذلك الإرتباط الوثيق بين النضال العربي للتحرير والنضال النهضوي الوحدوي بكل أشكاله..ولعل في تجربة جمال عبدالناصر ما يكفي لتوضيح وبيان هذا الإرتباط الوثيق بين تلك الأهداف..فلا حرية بدون وحدة ولا وحدة بدون حرية ..ولن تتحرر الأرض إلا بقوة الوحدة.
وعليه فإن معركة الشعب السوري ضد نظامه الاستبدادي المأجور هي في صلب معركة الدفاع عن فلسطين.
كما أن معارك الشعب الفلسطيني ضد الإحتلال الصهيوني ليست إلا تدعيمًا لثورة الشعب السوري ونصرة لها… إنهما فعلاً وجهان لعملة واحدة.
٥ – إن رفع أعلام الثورة السورية – دون سواها – في المظاهرات الشبابية الشعبية في فلسطين المحتلة تأكيد على هذه الأصداء الروحية المتبادلة بين الشعبين وعلى وضوح المعركة الواحدة والمصير الواحد لكليهما ..وهذا وحده يكفي لإخراس كل الأصوات الفردية الفلسطينية التي دافعت عن النظام السوري وفي ظنها أنه يحارب الإرهاب والتطرف الديني المرفوض..فهي لم تدافع عنه لما هو عليه بل لأن إعلامًا كثيفًا يقدمه بإعتباره مدافعًا عن سورية في مواجهة مؤامرة كونية ..فأعمى أبصارهم عن حقيقته الموضوعية.
٦ – إن الفصائل الفلسطينية التي تؤيد النظام السوري ليس لها أي امتداد شعبي فلسطيني، وما تدمير مخيم اليرموك في دمشق وتعفيشه وتهجير سكانه الفلسطينيين إلا تأكيد لذلك..وبالتالي فلا يعتد بها لحديث عن موقف فلسطيني معارض لثورة الشعب السوري.
٧ – السلطة الفلسطينية ليست إلا إنتاجًا مشوهًا لعبث النظام الدولي بالقضية الفلسطينية والحصار الرسمي العربي لها وتخليه عنها…وبالتالي فإنها تماثل السلطات الإقليمية الحاكمة المنفصلة عن تطلعات شعبها وأهدافه الوطنية التحررية..فلا يعتد بموقفها من النظام السوري لأنها تعبر فيه عن إرتباطها بذات القوى الأجنبية التي تحمي النظام وترعاه..حيث باتت لها مهمات وظيفية تتماهى مع مهمات النظام الإقليمي العربي الموكولة إليه.
٨ – معركة الشعب الفلسطيني ضد الإحتلال ليست معركة حزبية وليست معركة دينية بأي حال من الأحوال..وبالتالي فإن الموقف مما يجري حاليًا في فلسطين لا ينبغي أن يخضع لأية إعتبارات فئوية أو حزبية أو سياسية.
إن معركة الإنسان العربي ضد الإستبداد والإنعزالية الإقليمية هي ذاتها معركته ضد كل عدوان أجنبي كما ضد المشروع الصهيوني وإمتداداته وأذرعه المحلية..وهي ذاتها معركته من أجل النهضة والبناء والتقدم والعدالة.
٩ – القضية المركزية : بعد أن تفجرت عشرات القضايا الوطنية المحلية في كل بلد عربي أغرقت أهله في هموم معيشية وأمنية وإجتماعية متشابكة لا تنتهي؛ التبس على الكثيرين من العرب شعار أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للعرب..فاعتبر بعضهم أن هذا الشعار لم يكن إلا لإسكات الشعب عن فساد وقهر واستبداد أنظمته المتحكمة به وبمصيره وحياته..وفي الحقيقة فإن هذا الفهم القاصر نابع من رؤية إقليمية تعزل المصير الوطني لكل بلد عن مصائر البلدان الإقليمية الأخرى..في حين أن وحدة المصير العربي الواحد المترابط بين كل البلدان يؤكد مصداقية الشعار بمركزية قضية فلسطين حيث هي عنوان العدوان على الوجود العربي برمته والحقد على هويته والرغبة بنهب موارده والتحكم بمستقبله كاملًا.
وعلى هذا الأساس فإن فلسطين هي قضية العرب الأولى المركزية والتي تتمحور حولها وتتكامل معها قضاياهم الأخرى الوطنية ضد الإستبداد والإقليمية الإنعزالية وضد القمع والجهل والفقر والتخلف ..وهي ذاتها معركة التحديث والنهضة والبناء الإقتصادي والتحرر الإجتماعي. فلا تناقض بينها أبدًا..بل جميعًا تؤدي إلى جملة أهداف واحدة مشتركة تتضمن الوطني بكل تفاصيله ولا تلغيه.
وبالتالي فلا تناقض أبدًا بين نضال شعب فلسطين ضد الاحتلال ونضال شعب سورية ضد القهر والتبعية والاستبداد والفساد.
١٠ – إن التشابه الكبير بين معاناة الشعب العربي الفلسطيني منذ ٧٣ عامًا، ومعاناة الشعب العربي السوري وتحديدًا في العقد الأخير من عمر سورية، من حيث همجية التدمير والقهر والقمع والتهجير السكاني والتغيير الديمغرافي والبيئي؛ يبين ذلك الترابط التاريخي بين فلسطين وسورية كبقعة جغرافية وسكانية واحدة ومصير موحد ومستقبل واحد..وبالتالي لم يكن مستغربًا أن يتم تدمير سورية وتهجير أهلها بأذرع صنعها النظام الدولي ذاته الذي صنع دولة الإحتلال ويحميها.
على ضوء هذه الوقائع يصبح من العبث الإعتقاد بأن الوطنية السورية تقتضي الإهتمام بالوضع السوري تحديدًا؛ كما أن إشاحة النظر عما يجري في فلسطين بحجة وقوف بعض الفلسطينيين إلى جانب النظام السوري، ليست إلا موقفًا إنفعاليًا لا يخدم أية قضية منهما.. والأخطر من هذا اتجاه بعض السوريين لجوءً إلى العدو الصهيوني طلبًا لمساعدته ضد النظام.. كذلك انتظار موقف إيجابي أميركي من مطالب الشعب السوري من قبل بعض الناشطين السوريين..وكلاهما يعبر عن قصور عميق في فهم المسألة السورية وطبيعة النظام الحاكم فيها ودوره الوظيفي المرتهن لمتطلبات السيادة الصهيونية على المشرق العربي برمته، ممهدًا الأرض لتطهير سكاني يؤدي لتصفية قضية فلسطين..
من هنا أهمية الإلتحام النضالي الحقيقي بين القوى الوطنية السورية وتكاملها مع القوى النضالية للشعب الفلسطيني وتجاوز كل إعتبار إقليمي أو حزبي أو فئوي.
إنها مرحلة مصيرية سيتقرر مصير البلاد لعقود قادمة على ضوء توازن القوة فيها ومدى فعالية القوة النضالية الشعبية وقدرتها على إستثمار تضحياتها لأهدافها الوطنية فلا تسمح لأية أطراف خارجية أن تستثمر التضحيات والعمل الوطني لمصالح إقليمية غير ذات صلة بأهداف الحركة الشعبية الوطنية؛ حتى لو كانت ترفع شعارات مؤيدة؛ كما في فلسطين كما في سورية.
فكم من تضحيات لم ينجح أصحابها في استثمارها بشكل صحيح فذهبت لمصلحة قوى أجنبية مغايرة أو معادية.
إن الإستثمار الصحيح للتضحيات الشعبية يعتمد أولًا على فعالية التنظيم وتماسك القيادة ووضوح الرؤية وحسن التخطيط..سيما وأن المتربصين من كل صوب يعملون لإتمام عمليات مشبوهة للتهجير القسري والتغيير الديمغرافي للمنطقة كلها بما فيها فلسطين..وهو الخطر المحدق الذي ما يزال جاثمًا رابضًا متربصًا.